الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخلافة أمر واقع

 


ها نحن ذا نطوي مئة عام كاملة من غياب دولة الخلافة الإسلامية مهد عزتنا ورأس حربتنا ونهج حياتنا، مئة عام لم يكن فيها للمسلمين كيان يحكمهم بما أوحى به تبارك وتعالى لرسوله الكريم ﷺ، وإننا ونحن نطوي هذه الأعوام نتساءل عن موعد عودة دولتنا وعزتنا، فإن كانت عودتها بعد أيام فإننا لا نبالي فهذه الأيام ستمضي علينا كلمح البصر، وإن كان الأمر يتطلب شهورا فإننا سننتظرها على أحر من الجمر حتى يأتي أوانها، أما إن كان الأمر يتطلب سنين وسنين فإن هذا الأمر يتطلب منا إعادة نظر عميقة مستفيضة للمئة عام الماضية.


إن هذه النظرة العميقة المستفيضة تتطلب بحث ثلاثة أمور هي: الفكرة والعاملون لهذه الفكرة والتوقيت، وإذا ما أتينا إلى الفكرة لوجدنا أنها بلا شك صحيحة، فلا أحد يجرؤ على الطعن فيها وحاجتها لكيان تنفيذي يوجدها بشكل عملي فتطبق شرع الله في كل كبيرة وصغيرة في أمور حياتنا، ولا ينكر هذا إلا كافر منكر لأحقية الله في التشريع أو منتفع متبع لسبل الشيطان ينظر لفتات من الدنيا قليل وكلاهما قليل، وأما السواد الأعظم فإما ضال بحاجة لمن يرشده، أو جاهل بحاجة لمن يأخذ بيده، أو مقصر متخوف من التغيير وتبعاته فرضي بالأمر كما هو دون أن يستحضر أن هذا الأمر ليس بقضاء بل هو ابتلاء وتمحيص للمؤمنين المخلصين، ومع هذا كله فإن الأمة بمجملها تتشوق لهذا الدين ولكيان يحمي بيضة المسلمين فيضم تحت جناحية كل من آمن بالله ربا وبمحمد نبيا ورسولا وبالإسلام دينا ومنهجا، فالله تبارك وتعالى لم يرسل رسالته إلى نبيه محمد ﷺ حتى تبقى مخزنة في بطون الكتب، إنما أنزلها حتى تطبق وتسير شؤون حياتنا كلها.


وإذا ما أردنا أن نبحث في الأمر الثاني وهم العاملون لهذا الدين فيجب أن نرجع إلى خمسينات القرن الماضي حين نشأ حزب التحرير، فإننا نجد أن شباب الحزب وقيادته منذ ذلك الوقت ولغاية الآن يصلون ليلهم بنهارهم من أجل إنهاض الأمة من غفوتها ورفع وعيها وتوجيهها نحو غايتها في هذا الوجود، ولكن هل هذا يكفي حتى تعود الأمة لعزتها التي كانت عليها؟ فسعي شباب حزب التحرير وحده لا يكفي لأن الأمر ليس محصورا على الحزب وشبابه، بل إن هذا الأمر يجب أن يعم الأمة كلها، فالتمكين واقع لا محالة وأمر الله تعالى بين الكاف والنون فيكون، ولكن هل يمكّن الله تبارك وتعالى القاعد والمتكاسل والجاهل من خير لا يستحقونه فيستوي في ذلك العالم والمقصر؟! إذن فالواجب على كل مقصر أن يعيد النظر حتى يلحق بسير المخلصين في هذه الأمة حتى يصيبهم من الخير ما أصاب غيرهم، فالرجوع عن الخطأ أولى من الاستمرار فيه فإنما الأمور بخواتيمها.


وأما إذا نظرنا إلى العامل الثالث وهو التوقيت لكان الجواب أن الله تعالى لا يسأل عما يفعل، فموعد النصر أمر بيد الله تبارك وتعالى، وإننا إذا ما كانت أيامنا هذه كأيام الرسول ﷺ لما كانت هناك أمور عظام نصنعها فنحيي بذلك ما أماته الآخرون من سنن، ولما كان لنا في الآخرة نصيب كما كان لغيرنا ممن سبقونا في الإسلام، فما علينا إلا أن نعمل حتى نستحق نصر الله وبركته وتمكينه، فأمر التوقيت ليس أمرا نملكه، إنما نملك أن نحرص على استحقاقنا للنصر بما عندنا من عمل من أجل تمكين هذا الدين وجعله منهجا للحياة، وما المئة عام السابقة إلا دليل على أن الأمر ليس بطول السنين، بل هو بالاستحقاق والمشيئة.


وإننا في حزب التحرير عاهدنا ربنا على العمل حتى آخر لحظة يمنحنا إياها الله تبارك وتعالى من أجل نيل رضوانه ورحمته، فليتمتع الآخرون كيفما أرادوا، فنحن للجنة عاملون ولنصر الله وتمكين شرعه ماضون وإن أمر الله لكائن مهما طال الزمن أو قصر.

 


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د.ماهر صالح - أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع