الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حزب التحرير رائد في قضيته وفكرته وطريقته وقيادته

 


أسال الله أن يجعل مقالي هذا خالصا لوجهه كما نسأله تعالى أن يكشف عن بصائرنا وأن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه والباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه.


إن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله عن طريق إقامة الخلافة ونصب خليفة للمسلمين يبايع على كتاب الله وسنة رسوله، ليهدم أنظمة الكفر ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ويحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد.


وبتحديد القضية المصيرية للمسلمين يتحدد الهدف الذي يجب أن يعمل لأجله حملة الدعوة الإسلامية وبالتالي تتحدد الطريقة التي يجب أن يسلكوها للوصول لتحقيق هذا الهدف.


ولإدراك ذلك ينبغي معرفة واقع المسلمين اليوم وواقع البلاد الإسلامية وواقع الدار التي يعيش فيها المسلمون هذه الأيام وواقع الأحكام الشرعية المتعلقة بكل ذلك.


الخلافة مصطلح شرعي يعني ربط حياة الناس السياسية والحكم بالشرع، وحياة الناس لا بد لها من جماعة ونظام وحكم وترتيب معين، قال تعالى في محكم كتابه: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾، فقبل الإسلام عرفت المجتمعات الإنسانية أنظمة تتعلق بمنظور البشر فجاء الإسلام بشيء مختلف عن تصوراتهم ليكون هناك نظام يحكم الناس بالشرع.


فالدولة الإسلامية هي التي تقوم على أساس العقيدة الإسلامية ولا يجوز أن تنفك عنها بأي حال من الأحوال، فهي قوام وجود الإسلام في واقع الحياة فإن لم توجد فلا وجود للإسلام كمبدأ ونظام للحياة، وإقامتها فرض على مسلم والتقصير بهذا الفرض معصية كبرى يحاسب عليها رب العباد.


قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، وقال: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ وفي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام قال: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، وبالإجماع فإن الصحابة حين توفي عليه الصلاة والسلام أخروا دفنه حتى يبايعوا خليفة لرسول الله، وكلنا نعلم أهمية دفن الميت فكيف إن كان الميت هو رسول الله ﷺ؟!


فهذه الأدلة تدلل على وجوب وجود دولة الخلافة الإسلامية.


وهكذا قام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بتنصيب أبي بكر الصديق أول خليفة للمسلمين يسوس أمور حياتهم، وقد تعاقب من بعده الخلفاء واستمرت الدولة الإسلامية والفتوحات حتى وصلت مشارق الأرض ومغاربها، إلى أن تآمر عليها أعداء الإسلام من الداخل والخارج حتى هدموها بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.


ومن هناك بدأ مشروع التشطير والتفريق والتجزئة؛ فبعد انتهاء حامي الإسلام والمسلمين تعمد أعداء الإسلام أن لا تقوم لدولة الإسلام قائمة فتقاسموا الأرض وانتهكوا الحرمات وأفسدوا في دورها فسادا كبيرا.


ولم يكتفوا بهذا فقط فما دام عدوهم الإسلام فقد قاموا بمحاربة كل تشريعات الإسلام ونسفها ووضعوا الأحكام والقوانين الوضعية خاصتهم وحرصوا أشد الحرص على تطبيقها في واقع حياة المسلمين، وأتوا بأفكارهم ومعتقداتهم منمقة يخادعون بها المسلمين ويقارنونها بالتحضر والتقدم، ولسان حالهم يقول لقد تأخرتم بسبب نظام حكم الإسلام الذي تدعون، انظروا أين نحن بأنظمتنا وأنظروا أين أنتم؟


وهكذا سوقوا لزبانيتهم ممن تتلمذوا على أيادي الكفر والنفاق وقاموا بتأميرهم على ما قاموا بتشطيره من أراضي المسلمين وجعلوا منهم أئمة يدعون بغير ما أنزل الله ويحكمون بغير ما شرع الله وما أتى به رسولنا الكريم ﷺ. ولكن بالرغم من كل هذه المحاولات وتلك الجهود الجبارة لم يستطيعوا أن يدمروا أفكار ومعتقدات الإسلام من قلوب المسلمين، فقد تكفل الله بحفظ دينه ولو كره الكافرون، فقيض الله لهذه الأمة علماء مستنيرين قائمين على أحكام الله وحاملين الشريعة الإسلامية في قلوبهم وتسري أحكامه وقوانينه في شرايينهم، لم يكن منهم إلا أن يحملوا هم الإسلام على عاتقهم والدعوة صوب أعينهم، وكما هو متعارف عند غالبية فقهاء المسلمين (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)، فكان منهم عالمنا الجليل رحمه الله تقي الدين النبهاني الذي رأى مع كثير من خيرة المسلمين على ضرورة استعادة الخلافة الإسلامية لتكون منهج حياة وتعود دولة الإسلام إلى واقع حياة المسلمين، فتقرر تأسيس حزب التحرير منذ عام 1953م، وكان الشيخ تقي الدين النبهاني هو المؤسس لحزب التحرير فبرز من بين كل الأحزاب وقال بأنه لا بد من رئاسة عامة لجميع المسلمين في كل الدنيا لإقامة شرع الله وحمل الدعوة إلى العالم.


فلكي يقام دين الله وتقام أحكام شرعه كان لا بد من وجود كيان سياسي تنفيذي يمثل الأمة في تنفيذ الإسلام وتطبيقه عليهم في الداخل وحمله إلى العالم بالدعوة والجهاد.


فكان الجهد الذي قام به النبهاني وأعضاء حزب التحرير معه في شتى بلاد المسلمين صفعة في وجه أعداء الإسلام في الداخل والخارج بعد أن كانوا واثقين كل الثقة أن لا وجود لنظام الإسلام في أذهان المسلمين وخاصة بعد ما بذلوه في سبيل ذلك، وكانت المفاجأة الكبرى لهم أن الدعوة لاستعادة الدولة الإسلامية حقها في إقامة شرع الله ونبذ كل الأباطيل الواهية التي وضعوها لم تقتصر في المكان الذي نشأت فيه بؤرة حزب التحرير في القدس الشريف وفلسطين فقط بل وصلت كل بلاد المسلمين.


واتخذ حزب التحرير من طريقة الرسول ﷺ طريقة ملزمة للمسلمين للقيام بها لاستعادة الدولة الإسلامية وهو الأساس الذي يجب أن يتبع، وعلى هذا الأساس سعى حزب التحرير لينشر دعوته، ومن هذا المنطلق أخذت مساعي الغرب الكافر وأعداء الإسلام بالعمل لمقارعته والتثبيط من نشاطاته فأسرعت تنشئ أحزابا بمسميات إسلامية وأخرى مناهضه للإسلام وجميعها تحمل الفكر نفسه والمعتقد ذاته وتغزو كل فكرة تدعو إلى أن يكون الإسلام حاكماً وأن تعود للمسلمين دولة بشتى الطرق والأساليب.


وبالرغم من كل هذا بقي حزب التحرير متمسكا بمبدئه وماضياً في طريق الكفاح والدعوة يقارع الفكر ويحارب الفكرة لم يتبن سلاحا ولم يدع إلى نضال مسلح وهو ما أراده أعداء الإسلام فأماتهم بغيظهم.


فلا حزب ادعى أنه إسلامي حمل فكرة الإسلام لتكون طريقته ولا لخلافة إسلامية هدفا له وعمل في سبيل تحقيق هدفه سوى حزب التحرير، حتى أصبحت الخلافة لا تذكر إلا وذكر حزب التحرير، وهذا فضل من الله لهذا الحزب التقي النقي.


فحزب التحرير لم يدع لنظام غير نظام الإسلام بخلاف الأحزاب الأخرى التي تدعي أنها أحزاب إسلامية ودعواتها غربية مدنية ديمقراطية كانت أم رأسمالية، فبالأساس هذه هي أنظمة الكفر وواقع نظام حياتهم وهو بالفعل واقع حياتنا حاليا.


ولهذا كان الحق لتلك الأحزاب أن تنمو وتكبر برعاية غربية بحتة، وهذا هو السبب وراء ظهورهم يستندون إليه وينشرون دعوتهم تحت ظلاله وبمسمى إسلامي فيصلون إلى أعلى المراتب في الحكم والتمكين فتظهر وجوههم القبيحة حينها وينكشف المستور وتضج منابرهم وإعلامهم بأن نظام حكمنا سيكون ديمقراطيا بحتا، فلا يذكرون للإسلام حكما ولا يتبنون لتشريعاته قانونا، لا يفتأون يذكرون أن الإسلام نظام حكم ومنهاج حياة بل يزيدون على ذلك فيقدمون الحجج ويبررون التجاوزات فيسنون قوانين البشر ويجعلون من نظريات المتكلمين تشريعا ينظمون به بلاد المسلمين كما هو واضح وظاهر للعيان.


وبخلاف كل ذلك يظل حزب التحرير شوكة في حلق كل المتآمرين رائدا لا يكذب أهله ولا يميل إلى أهواء وادعاءات المثبطين، فكرته واضحة ودعوته مبسوطة للعيان تسقى من شريعة القرآن وسنة النبي المصطفى العدنان، شامخاً واثقاً بنصر الله ووعد رسوله الكريم بأن ستكون خلافة راشدة على منهاج النبوة الأولى.


نسأل الله تعالى أن يسدد خطانا وأن يمدنا بروح من عنده وأن يشد أزرنا بملائكته ويخلص المسلمين ويمكننا من إقامة الخلافة ومن تنصيب خليفة للمسلمين نبايعه على السمع والطاعة على أن يحكم فينا بما أنزل الله وسنة رسوله ويجمع المسلمين تحت راية الخلافة ويوحد بلاد المسلمين في دولة الخلافة. إنه على ما يشاء قدير.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شهاب السمعي – ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع