الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الإسلام منهج حياة

 


منذ أن أسقطت دولة المسلمين؛ الخلافة قبل مائة عام بالتمام والكمال، عاش المسلمون عهداً مظلماً، جراء تسلط النظام الرأسمالي على مفاصل الحكم في بلاد المسلمين، وذاق الناس الويلات، فتفشى الجوع، وزادت معدلات الفقر، وتفشت القبلية، والجهوية، وسال شلال الدم بين أبناء الأمة الواحدة، ونهبت الثروات، والخيرات، وعاش أبناء الأمة داخل حظائر سميت بـ(الدول)، ومع انكشاف عوار النظام الرأسمالي، وباتت مسألة سقوطه مسألة وقت ليس إلا، صار السؤال الأبرز قائماً، هل ثمة مخرج من عنق زجاجة النظام الرأسمالي؟ الإجابة عن هذا السؤال، لا تحتاج منا جهداً جهيداً، لأن المشاريع المطروحة على الساحة اليوم، لا مخلّص فيها إلا اتجاه واحد لا ثاني له، وهو نظام الإسلام؛ الذي يسعى أهله، وفي مقدمة الركب حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، الذي نذر نفسه، وقدم ولا يزال يقدم التضحيات الجسام، وظل يعمل بأقصى طاقة ممكنة من أجل استئناف الحياة الإسلامية؛ بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ومن هنا كان لزاماً علينا عرض بعض من المعالجات التي جاءت بها العقيدة الإسلامية، ومدى توافقها وتلاؤمها مع فطرة الإنسان، وارتياح النفس البشرية عند تطبيقها لهذه الأحكام، لأنها بكل بساطة منزلة لتيسير حياة الناس وحل مشاكلهم. إذاً من هنا نقول: إنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ من غير الإسلام في معالجة مشاكله، هذا الإسلام الذي يحوي نظاماً متكاملاً، ومن ضمنه النظام الاقتصادي في الإسلام، المنبثق عن العقيدة الإسلامية.


نظرة الإسلام إلى الاقتصاد


تختلف نظرة الإسلام إلى مادة الثروة، عن نظرته إلى الانتفاع بها، وعنده أن الوسائل التي تعطي المنفعة شيء، وحيازة المنفعة شيء آخر. فنجد أن الإسلام حرم الانتفاع ببعض الأموال؛ كالخمر، والميتة، ومن جهد الإنسان؛ كالرقص. أما من حيث الإنتاج، فرغّب في العمل، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.


سياسة الإسلام في الاقتصاد


سياسة الاقتصاد في الإسلام؛ هي الهدف الذي ترمي إليه الأحكام الشرعية، التي تعالج تدبير أمور الإنسان؛ وهي ضمان تحقيق الإشباع لجميع الحاجات الأساسية، لكل فرد، إشباعاً كلياً، وتمكينه من إشباع الحاجات الكمالية، بقدر ما يستطيع، باعتبار أنه يعيش في مجتمع له طراز خاص في العيش. الإسلام في الوقت الذي يشرع أحكام الاقتصاد للإنسان، يجعل التشريع موجهاً للفرد، وفي الوقت الذي يعمل لضمان حق العيش، والتمكين من الرفاهية، فهو ينظر إلى ما يجب أن يكون عليه المجتمع، والإسلام قد حدد أسباباً لامتلاك المال؛ وهي العمل والإرث، كذلك من أسباب التملك؛ الحاجة للمال لأجل الحياة، وذلك أن العيش حق لكل إنسان، فيجب أن ينال هذا العيش حقاً لا منحة، ولا عطفاً، فإذا تعذر عليه العمل كان على الدولة أن تهيئه له، لأنها الراعي لهذه الرعية، والمسؤولة عن توفير حاجاتها، قال عليه الصلاة والسلام: «فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، أيضاً من أسباب التملك إعطاء الدولة من أموالها للرعية، فقد أعطى عمر بن الخطاب من بيت المال للفلاحين في العراق أموالاً، أعانهم بها على زراعة أرضهم، وسد بها حاجتهم دون أن يستردها منهم، والإسلام قد حدد الملكيات، وقسمها إلى: 1- ملكية فردية 2- ملكية دولة 3- ملكية عامة. وحدد لكل واحدة من هذه الملكيات أحكاماً شرعية، ولذلك لا يجوز تحويل الملكية العامة إلى خاصة، أو ما يسمى في هذا الزمان بـالخصخصة.


وبيت المال هو الجهة التي تختص بكل دخل أو خرج لما يستحقه المسلمون، ووارداته حددها الشرع، والدائمية هي الفيء، والغنائم، والأنفال، والخراج والجزية، وواردات الملكية العامة، وواردات أملاك الدولة، والعشور، وخمس الركاز، والمعادن، وأموال الزكاة وغيرها. والنقود في دولة الإسلام حددها النبي ﷺ بالذهب والفضة، فهي مقياس المنفعة التي في السلعة والجهد.


هذه الأحكام ستعمل على الثبات في أسعار السلع، بخلاف الأنظمة الترقيعية المطبقة اليوم، والتي تتلاعب بها الدول الاستعمارية، وتنهب من خلالها خيرات وثروات الشعوب.


هذه ملامح فقط من النظام الاقتصادي في الإسلام، ومن أراد أن يستزيد فعليه بالاطلاع على الثروة الفكرية التي تبناها حزب التحرير، وضمنها في كتبه ونشراته، فهي موجودة في مواقع الحزب المختلفة.


وليس هذا فحسب، فحزب التحرير قائد مشروع الأمة، وهو الرائد الذي لا يكذب أهله، فقد أعد العدة، وهو جاهز بقيادة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، وشبابه المنتشرين في بقاع العالم، يخوض المعارك الفكرية ضد أفكار الغرب ومفاهيمه، وكفاحاً سياسياً مع الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، وحكامها النواطير، ومع ذلك يتبنى قضايا الأمة المختلفة، لأنها من صميم عمل الحزب، وقد استنبط مشروع دستور لدولة الخلافة، من 191 مادة، بقوة الدليل من الآيات الكريمة، وصحيح أحاديث النبي ﷺ.


وبالرجوع إلى سيرة المصطفى ﷺ، وكيف أقام الدولة، وبنى رجال دولة على أساس الإسلام، نجد أنه كان يدعو الناس في المحافل، وأماكن وجودهم، وفي الأسواق، ومواسم الحج، من قوافل القبائل العربية، وغيرها، وكان عليه الصلاة والسلام يعمل بكل جهد، فمن آمن وقبل بالإسلام ضمه إلى الكتلة، وأرسله إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ التي كانت مقراً (للحلقة)، ومدارسة الإسلام، وهذه الحلقة قد خرّجت أفذاذ الرجال الرجال، منهم قائد الجيش، ومنهم القاضي، الذي يفصل في الخصومات، ومنهم ومنهم، والإسلام لا بد أن يُدرّس في حلقات مركزة، وحزب التحرير يدرس شبابه وكل من انضم إلى صفوفه يضمه إلى حلقاته، للتزود بالثقافة الإسلامية، لإعداد رجال الخلافة القادمة.


وكذلك يقوم الحزب ببث الوعي العام لجماهير الأمة في منابر الجمعة، والمحاضرات، والمخاطبات في الأسواق، والمنتديات، والندوات، والمؤتمرات، والحزب قد تبنى طريقة المصطفى عليه الصلاة والسلام في إقامة الدولة؛ وهي مراحل سار عليها النبي ﷺ، لبناء صرح الإسلام العظيم، ومنها ما ذكرنا سابقاً وهي:


1- إيجاد الجماعة؛ الكتلة المؤمنة بالفكرة. حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، النواة الأولى للدولة العظمى، التي امتدت ثلاثة عشر قرناً من الزمان.


2- إيجاد الرأي العام للإسلام المنبثق عن الوعي العام ومعالجاته. وما أحوج العالم اليوم لنظام عالمي صحيح، يعيد التوازن للاختلال الذي أحدثه النظام الرأسمالي.


٣- طلب النصرة، واستلام السلطة.


هذه هي الطريقة الوحيدة الشرعية لاستلام الحكم، وأي طريقة سواها لن تأتي بثمار الخلافة، فالنبي ﷺ لم يورث على الحكم أحداً، ولم يستخدم قوة قبل قيام الدولة عندما ردت عليه قبيلة عامر بن صعصعة بأن ينصروه، ويكون لهم الأمر من بعده، وهو آنذاك في أشد الحاجة إلى النصرة، ومع ذلك رفض وقال: «الْأَمْرُ إِلَى اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ».


وعندما أراد الصحابة الدفاع عن أنفسهم بالسلاح قال لهم «لَمْ نُؤْمَرْ بَعْدُ»، فهي دلالات صريحة بأن للإسلام طريقة واحدة لاستلام الحكم؛ وهي طلب النصرة، وهي التي أعطيت للرسول ﷺ، من وفد الأوس والخزرج، والبيعة التي تمت في العقبة، وانتقل بموجبها المسلمون إلى مرحلة التمكين، والتطبيق الفعلي للإسلام، والذي أحدث دوياً قوياً في شبه الجزيرة العربية، بل والكرة الأرضية بأجمعها، لما أحدثه من تغيير جذري انقلابي، وصارت القبائل العربية المعادية له ترتعب وترتعش من سماع اسم الإسلام. نعم هذا هو التغيير الذي يسعى له حزب التحرير، ويعمل ليل نهار ويدعو الأمة الإسلامية لتسير معه لإقامة الخلافة؛ التي بشر بها النبي ﷺ، فقال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ»، وعلى الأمة أن تأخذ بزمام المبادرة لإرجاع سلطانها المسلوب، وعليها مبايعة خليفة فوراً ليعود الخير، وينتشر العدل، ويعز الإسلام والمسلمون. ومن هنا نطلق صرخة مدوية أن أجيبوا داعي الإسلام لإقامة الصرح العظيم؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي أظل زمانها، أجيبوا يا أحفاد صلاح الدين وصحبه، أجيبوا يا خير أمة أخرجت للناس. ها هي السفينة كادت أن تصل، كفانا مائة عام بلا دولة الخلافة.

 

أقيموها أيها المسلمون.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عبد السلام إسحاق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع