الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها العلماء أنتم أمناء الله على خلقه
فانصروا العاملين لإقامة الخلافة بل كونوا في مقدمة دعاتها

 


إن العلماء هم ورثة الأنبياء لقوله ﷺ «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ» وهم أمناء الله على خلقه ويبينون للأمة الحلال والحرام والحسن والقبيح والخير والشر، وعلى ذلك فموقع العلماء في الأمة أعلى وأجل من موقع الحكام، فالحكام إذا فسدوا فسدت العامة، إلا إذا انبرى لهم العلماء، أما العلماء إذا فسدوا والأمة معا. وهل فسدت الأمم السابقة إلا بفساد أحبارها؟


وبما أن العالم هو وريث النبي فعليه القيام بمهمة النبي في الأرض، والنبي ﷺ أقام حكم الله في المدينة المنورة ونشر الإسلام في ربوع الأرض، فعلى كل عالم أن يعمل لإقامة حكم الله في الأرض كالنبي لأنه هو الوريث، وهم الذين وجب عليهم نصح القائمين على أمر الناس من الحكام والسياسيين فكانوا الدواء الذي يخفف الجراح ويصف الدواء، فكانوا حقا كما قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَإِذَا انْطَمَسَتْ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ» رواه أحمد، وقال النبي ﷺ في الحديث المتفق عليه عن عبد الله عن عمرو بن العاص، أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» رواية البخاري، وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في صحيح أبي داود. ويكفي في شرف العلماء وعظم مسؤولياتهم اقترانهم باسم المولى سبحانه واسم ملائكته في قوله: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ وقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله، وشرفهم وكرمهم، ورفع منزلتهم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ وقال عليه الصلاة والسلام: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ. إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ» رواه الترمذي.


ولقد أدرك العلماء عبر تاريخ الأمة الممتد من عهد النبوة إلى عهد الخلافة العثمانية، أنهم منارات الهدى التي تهدي إلى الحق، فهم من قرأ قول الله سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ وهم من سطروا لنا مواقف المحاسبة وقول الحق والصدع به مهما كانت الصعاب، لذا وجب على العلماء الربانيين، الذين يخشون الله تعالى، العمل مع المخلصين من أبناء الأمة، لبيعة شرعية، لحاكم شرعي ليكون خليفة للمسلمين، يسوس الأمة بالإسلام ويوردها موارد الخير.


وعلماء الأمة هم مثال للخير في كل زمان، ونسوق بعض الأمثلة لهؤلاء العلماء الربانيين، على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ العز بن عبد السلام رحمه الله، الذي عند ظهور خطر التتار، نصح الأمير قطز بجمع الأموال من الأمراء للإعداد للحرب، وطالبه بألا يأخذ من الناس ضرائب، إلا بعد أن يخرج المسؤولون أموالهم، فعمل الأمير قطز بنصيحته، وهذا الإمام أبو حنيفه شيخ الفقهاء في العراق، عرض عليه تولي القضاء فرفض، وقال للحاكم: (لا يتولى القضاء إلا رجل يكون له نفس يحكم عليك وعلى ولدك وقوادك، وليست تلك النفس لي)، حبس وكان يخرج من السجن كل مرة فيضرب عشرة سياط، حتى ضرب مائة وعشرة سياط، ومنع من الفتوى، ولم يغير ولم يبدل، ولم يتراجع عن قول كلمة الحق. والإمام مالك منع من رواية النبي ﷺ الذي يقول: «لَيْسَ عَلَى مُسْتَكْرَهٍ طَلَاقٌ» لأن الناس قاسوا على هذا الحديث أنه ليس مستكره بيعة فأمر الحكام مالكا رضي الله عنه، ألا يروي هذا الحديث، إلا أنه رفض، فضرب سبعين سوطا. والإمام البخاري الذي نفي لأنه لم يرض بأن يذهب إلى قصر الوالي، ليدرس أبناءه هناك، فأبى أن يذهب قائلا: (في بيتي يؤتى العلم)، وظل على ذلك حتى مات، يرحمه الله تعالى. والإمام الشافعي، وقف ضد والي اليمن، الذي كان يظلم الناس، وأنكر عليه الشافعي، ومنعه من إيقاع الظلم بالرعية، فدبر له الوالي، وكاد أن يقتل بعد أن حكم عليه بالقتل، إلا أن الله نجاه. والإمام أحمد الذي كان يقول: (إذا أجاب العلم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟) فقد ضرب هذا الإمام الكريم، في فتنة خلق القرآن، حتى فقد الوعي، فلم يرجع عن رأيه وموقفه الشرعي، وقد غضب عليه الحاكم، حتى بلغ جلادوه مائة وخمسين جلادا. وضرب مرات ومرات، في إحداها بلغ الضرب مائة وعشرة أسواط. وقد كان الإمام أحمد يقول لمن معه، كيف تصنعون بحديث خباب «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يُنْشَرُ أَحَدُهُمْ بِالْمِنْشَارِ، لَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ» قال فَأَيِسْنَا مِنْهُ. وحديث خباب الذي يقصده هو ما رواه الإمام البخاري والإمام أحمد في مسنده وغيرهما: عن خباب بن الأرث قال شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقُلْنَا أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» البخاري. والإمام ابن تيمية، الذي سجن في قلعة الإسكندرية، بسبب آرائه الفقهية، منع مرارا من الدرس والتعليم والاختلاط بالناس، وقد أدخل السجن لفترات عدة، بلغت سبع مرات، حتى توفي في قلعة دمشق. ومنهم سعيد بن جبير ومنهم أبو حازم التابعي وغيرهم كثير...


ومتى ما كانت مواقف العالم كذلك كانت أقرب إلى الصدق والثبات وأحرى أن تطمئن لها النفوس وتجتمع عليها القلوب، فالعلماء يصححون العقائد الفاسدة والأفكار الخاطئة بين الناس ويصدعون بكلمة الحق بجرأة وصراحة وقوة فكر، لا يخشون في الله لومة لائم، بغض النظر عن مكانة الشخص الذي أمامهم، سواء أكان من الحكام أم من السوقة، فالصراحة والقوة والفكر وتحدي كل ما يخالف الشرع، والتصدي للباطل هو ديدنهم، فإن كان هذا للمسلم واجبا فإنه للعلماء أوجب وآكد، لأن العالم يعلم علم اليقين بأن الله هو الرزاق والمحيي والمميت والضار والنافع، وهو الذي بيده مقاليد كل شيء، فلا يتسرب إلى قلب العالم المؤمن أي خوف أو جبن، يشع مهابة بين الناس، تحترمه الرعية ويهابه الراعي، فكلمة من لسانه تحرك الجماهير، وتزعزع السلاطين، وما سبب ذلك إلا العلم الذي كرمه الله تعالى به.


وإن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يعلنوا بشكل واضح لا لبس فيه أن المطلوب شرعا من المسلمين اليوم هو إسقاط الأنظمة الطاغوتية العميلة كونها قبل كل شيء أنظمة لا تحكم بالإسلام وهي حرب على المسلمين سلم لأعدائهم، وأن يبينوا أن الطريقة يجب أن تكون بحسب طريقة الرسول ﷺ يقوم به علماؤهم ووجهاؤهم وعامتهم وأهل القوة فيهم، بأيديهم لا بأيدي أعدائهم وأن يبينوا لأهل القوة في البلاد الإسلامية أن عليهم واجبين شرعيين هما: حماية أهلهم من مكر الكفار المستعمرين وعدوانهم، ونصرة دينهم من أجل إقامة دولة الخلافة كما فعل أنصار الله ورسوله في المدينة المنورة، وأن يدرك العلماء مسؤوليتهم العظيمة في توعية المسلمين على مخاطر الهجوم على الإسلام وعلى مشروعهم لإقامة الخلافة، وأن ينكروا على الحكام قولا وعملا، وأن يشكلوا مع الأمة قوة فاعلة للتغيير ويبينوا أن المطالبة بالدولة المدنية أو العلمانية اللادينية هي دعوة باطلة لأن أنظمتها أنظمة كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها، وأن يبينوا حرمة التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين سواء أكان من أمريكا ودول أوروبا، أم من روسيا والصين. وحرمة المطالبة بتدخل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكل المؤسسات والمنظمات الاستعمارية في قضايا المسلمين وشؤونهم الداخلية، لأن قوانينهم قوانين كفر، وأهدافهم مربوطة بأهداف الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وعلى العلماء إن أرادوا أن يكونوا ربانيين أن يعلنوا أن حالة المسلمين في جميع بلادهم واحدة والحل الشرعي لها واحد، وأن يقولوا للظالمين ظلمتم وللمفسدين أفسدتم، لا يخافون في الله لومة لائم، الذين لا يهابون سلطانا جائرا أو حاكما جبارا.


وسوف أذكر لكم مقتطفات من كلمة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير في رسالته التي وجهها للعلماء في مؤتمر أقيم في إندونيسيا (يا علماء المسلمين: لقد وصفكم رسولنا الكريم أنكم أمناء الله على خلقه وورثة الأنبياء فإن أديتم ما يتطلب منكم وصفكم هذا، فسعادة البشرية وصلاح الدنيا يتوقف عليكم، فإذا فسد العلماء وكانوا خونة بدل أن يكونوا أمناء فأين عندها يكون صلاح الدنيا وسعادة البشرية، فكونوا بحق أمناء الله على خلقه، أنتم ورثة أنبيائكم، فتسعدوا ويسعد الناس بكم.


أيها العلماء: قفوا في وجه الظالمين، ولتكن مواقفكم قوية في وجه الظلمة ولتكونوا منارات يهتدي الناس بها ليسير الناس خلفكم وليذق الظالمون وبال أمرهم ولا تبتعدوا عن منهج الله وقول رسوله «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ» فتشجعوا الظلمة على الطغيان وتفسد الأرض.


أيها العلماء الأفاضل: تعلمون أن الرسول ﷺ قد بعث بالإسلام العظيم، ليس ليتلى بالألسن فحسب، وإنما ليطبق على الناس في الأرض، فتكون له دولة تقيم حدوده، وتطبق أحكامه، وتجاهد به حق جهاده، وتقيم العدل وتنشر الخير في ربوع العالم.


أيها العلماء الأفاضل: كان المسلمون طوال عهد خلافتهم أقوياء بربهم أعزاء بدينهم، وإذا قالوا قولة دوت في جنبات الدنيا، وإذا فعلوا فعلا أدخل الرعب في قلوب الكافرين، يخاطب خليفتهم السحاب بأن يمطر حيث شاء، فراية الخلافة حيث أمطر وتصرخ امرأة ظلمها قائد رومي فتقول وامعتصماه فيجيبها الخليفة بجيش يقوده فيهزم عدوها ويقتص من ظلمها ويعيد لها كرامتها وأمنها... ويؤسر ملك فرنسا فلم تجد فرنسا من تستغيث به لينقذ ملكها من الأسر سوى خليفة المسلمين سليمان القانوني رحمه الله، هكذا كان المسلمون طوال عهد خلافتهم، سادة الدنيا، وقادة الخير بل والأوائل في كل شيء: في الصناعة والعلوم كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك ويكفي شاهد على قوة علمهم وصنعهم أنهم أهدوا ساعة من صنعهم إلى شارلمان إمبراطور الفرنجة، ملك ملوك أوروبا آنذاك، فلما دقت الساعة وفتحت أبوابها... ظنها حاشيته، وهم علية القوم، ظنوها من صنع الجن ومملوءة بهم! هذا بعض ما كنا عليه من خير في عهد خلافتنا، فكيف أصبحنا بعد أن زالت خلافتنا، لقد تفرقنا شذر مذر، وأصبحت بلادنا الواحدة فوق خمسين مزقة، كل واحدة تسمى دولة أو دويلة، نهبت ثرواتنا. فنحن في بلاد الطاقة "البترول والغاز" ومع ذلك فهو يسحب إلى الكفار المستعمرين، لينيروا به بلادهم، ويحركوا بطاقته مصانعهم، ويحتل يهود فلسطين أرض الإسراء والمعراج، أولى القبلتين، وثالث الحرمين ويعاث فيها الفساد والإفساد وتلك كشمير يحتلها الهندوس، ويقترفون فيها سفك الدماء الزكية، ويرتكبون الجرائم الوحشية وتلك قبرص اقتطعت من الأرض الأم (تركيا) وللكفار اليونان اليد الطولى في معظمها، وتلك تيمور الشرقية اقتطعت من الأرض الأم (إندونيسيا) وذلك القوقاز بشيشانه وأنجوشه...، يحتله الروس ويسفكون فيه الدماء...، ثم تلك أمريكا تحتل العراق وأفغانستان وتتجاوزها إلى العدوان على باكستان، وتلك سوريا وليبيا واليمن وما يحدث فيها من مجازر وحشية... وتلك... وتلك... والحكام في بلاد المسلمين يتفرجون ويلهون كأن ما يحدث هو في جزر الواق واق، وليس في بلاد المسلمين، وذلك لأنهم تركوا الإسلام وراء ظهورهم، ووصلوا للحكم بتنصيب المستعمرين، فهم أدواتهم فيما يصيب بلادنا من ذل وهوان، وانتقاص وعدوان، أما من حيث السيادة والقيادة، فالمسلمون أصبحوا في ذيل الأمم، تناقش قضاياهم في غير بلادهم، وبأيد غريبة عنهم... هكذا كنا وهكذا أصبحنا، فهل إلى صلاح من سبيل؟


أيها العلماء الأفاضل: إن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، عودة الخلافة الراشدة في بلاد المسلمين، فهي قضية المسلمين المصيرية، بها يعزون ويفوزون في الدارين بإذن الله، وبدونه يذلون ويصبحون كالأيتام على مائدة اللئام. إن صلاح أمر الأمة هو بعودة الخلافة الراشدة، وبيعة الخليفة الراشد، الذي يجمع شمل المسلمين، ويقيم العدل وينشر الخير، فيعيش المسلم رجلا كان أو امرأة في بحبوحة من العيش، في أمن وأمان، في سكينة واطمئنان، عبدا لله، قويا بربه، عزيزا بدينه، لا يخشى في الله لومة لائم، وعندها ينال المسلمين خير الأرض وخير السماء، فتخرج الأرض كنوزها، وتنزل السماء خيراتها ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾، ثم إن إقامة الخلافة ليست قضية مصيرية لأنها مبعث عز المسلمين، وسر منعتهم وقوتهم فحسب، بل لأنها أولا وآخرا فرض، فهي طوق النجاة للمسلم من الميتة الجاهلية، فرسول الله ﷺ يقول: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن عمر.


أيها العلماء الأفاضل: إن الإسلام دون دولة لا يمكن أن يطبق كاملا لأن أحكامه لا يمكن تطبيقها دون خليفة، فلا تقام الحدود ولا تفتح الفتوح، ولا تحفظ بيضة الإسلام إلا بالإمام، أي الخليفة.

 

أيها العلماء الأفاضل: لقد أدرك حزب التحرير أن الخلافة هي القضية المصيرية للمسلمين، وأن إقامتها فرض وأي فرض، ولذلك فهو قد عمل لإقامة الخلافة، ولا زال، منذ أكثر من نصف قرن، تعرض خلاله للأذى والاعتقال والسجن والتعذيب الذي أفضى في بعض البلاد الإسلامية إلى استشهاد أعداد من شبابه، ومع ذلك فقد بقي ثابتا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم، مؤمنا بالله ورسوله صادقا مخلصا بإذنه سبحانه، حتى نجح بإذن الله في أن يجعل الخلافة رأيا عاما عند المسلمين، ومطلبا حيا لهم على الرغم من كل أضاليل الكفار وعملائهم. ثم إن الخلافة أصبحت تتراءى أمام الحزب.


أيها العلماء الأفاضل: إننا نقول لكم آزرونا وانصرونا وأعينونا واعملوا معنا وشاركونا هذا الخير، فإننا مطمئنون بنصر الله وعونه، وقرب بزوغ فجر الخلافة من جديد، وإن عز الإسلام والمسلمين بإذن الله ليس عنا ببعيد، وإن هذا لكائن بإذن الله مصداقا لوعده سبحانه لعباده الصالحين: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ وتحقيقا لبشرى رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.


فيا علماء الأمة أنتم أمناء الله على خلقه وإن الدين أمانة، والنصيحة أمانة ولقد آن لكم أن تكرسوا جهودكم لتوحيد أمتكم، وإقامة شرع الله ببيعة خليفة على منهاج النبوة، وها هو حزب التحرير يعمل لإقامتها فانصروه.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد الفهد – ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع