الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الشباب عماد التغيير وعلى أكتافهم تقوم الخلافة وتنهض الأمة الإسلامية

 


لماذا الحديث عن الشباب؟


لأن الشباب يمتلك الطاقة والقوة والحيوية والنشاط والهمة العالية، لأن الشباب هم الدرع الذي يقي الأمة من سهام الأعداء، وهم الصخرة التي تتحطم عليها أطماع وأحلام ومؤامرات الأعداء.


إن الذين حملوا لواء هذا الدين، وقادوا الجيوش، وفتحوا الأمصار، وجابوا مشارق الأرض ومغاربها، كانوا من الشباب المحب لدينه، الساعي لرفع رايته، وإعلاء كلمته. الشباب هم من نصروا رسول الله ﷺ الشباب هم الذين صنعوا الأحداث العظام في تاريخ الأمة الإسلامية هم الذين أوقفوا الحملات الصليبية وهجمات التتار وقطعوا دابر الكافرين فقد قام هذا الدين على أكتاف الشباب ويكفي قول رسول الله ﷺ: «أُوْصِيكُم بِالشُّبّانِ خَيراً، فَإِنَّهُم أرَقُّ أفئِدَةً، إنَّ اللَّهَ بَعَثَني بَشيراً ونَذيراً، فَحالَفَنِي الشُّبّانُ وخالَفَنِي الشُّيوخُ» فقد سطر لنا التاريخ أسماء قادة عظام من أبناء أمة الإسلام كتب التاريخ أسماءهم بمداد من نور بدءا بصحابة رسول الله.


واقع الشباب اليوم:


بالرغم من طاقات الشباب الهائلة وإمكانياتهم الجبارة إضافة إلى الثروات والموارد الطبيعية التي تزخر بها بلادهم، إلا أن واقع الأمة وشبابها لا ينسجم مع الإمكانيات الضخمة لهذه الأمة! ومن المعلوم بالضرورة أن أية أمة تمتلك طاقات بشرية وموارد حقيقية وتمتلك مبدأً صحيحاً، لا شك أن مثل هذه الأمة مؤهلة لقيادة العالم واقتعاد مكانة سامية بين الأمم، إلا أن الأمة الإسلامية بالرغم من مقوماتها تعاني الأمرين وترزح تحت وطأة الفقر والتعاسة ويهاجر شبابها ويخوضون البحار والمحيطات إلى بلاد الغرب رغم المخاطر، ويعيشون أوضاعاً بالغة السوء من بطالة وفقر مدقع مما دفع هولاء الشباب إلى الخروج في ثورات سميت بثورات الربيع العربي بحثاً عن التغيير الذي يغير واقع حياتهم. وقد استطاع فيها الشباب إسقاط حكام بعض البلاد الإسلامية إلا أن هذا الإسقاط لم يحدث تغييراً على مستوى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية بل ازدادت الأوضاع سوءاً؛ وذلك راجع إلى عدة أسباب:


1- إن الغرب الكافر العدو اللدود لهذه الأمة استطاع أن يلتف على الثورات ويعيد تدوير الأنظمة الفاسدة بوجوه جديدة عبر وكلائه الفكريين والسياسيين.


2- إن الثورات التي انتفضت ضد الظلم وأرادت التغيير الجذري لم تحسن إدراك فهم الواقع المزري بشكل عميق بحيث يؤدي هذا الإدراك إلى تشخيص الداء الذي تعاني منه الأمة وكشف حقيقة التدخلات الغربية السافرة في الشأن الداخلي للأمة، كما يتم كشف حجم النهب للثروات والموارد من الشركات الغربية تحت لافتة الاستثمار، فإن الخطوة الأولى لنجاح أية ثورة يتوقف على فهم الواقع بشكل عميق والتشخيص الواعي للمرض وإدراك من هو العدو ومن هو الصديق.


3- إن الثورات التي خرجت تنشد التغيير الجذري لم يكن لديها مشروع واضح المعالم يشكل بديلاً ناجعاً للأنظمة الفاسدة، وهذا العامل على وجه التحديد سهل على أعداء الثورة سرقة الجهود والتضحيات العظام التي قدمها الشباب بكل سهولة ويسر، ومن ثم تمت إعادة الشعوب إلى حظيرة الطغيان والاستبداد. والأنكى من ذلك أن معظم الشباب الثائر في البلاد الإسلامية وخاصة السودان قد كان لعامل المشاعر الطاغية أثر على حجب الفكر وبالتالي عدم تبني البديل والعلاج الناجع الذي ينبثق من عقيدة الإسلام العظيم، ولم يدرك شباب الثورة أن المشاعر وحدها غير كافية لنجاح الثورة بل لا بد من الفكر الذي يعتبر الركيزة الأساسية لتحصين الثورة من المخاطر والسرقات ويضمن إخراج سفينة الثورة إلى بر الأمان وتجنيبها العثرات في أوحال الأنظمة الوضعية الظالمة.


ما هي الضمانات لنجاح الثورة وتحقيق أهدافها؟


نقول إن الثورات في جميع البلاد الإسلامية لم تنته ولن تنتهي لأن الأسباب التي أدت إلى اشتعالها ما زالت قائمة والأوضاع الاقتصادية والأمنية ازدادت سوءاً أكثر من ذي قبل، وعلى سبيل المثال الأوضاع الاقتصادية في السودان صارت جحيماً لا يطاق، وإن أقل وصف يمكن أن يطلق على الحياة المعيشية هو المجاعة بمعنى الكلمة، أما الأوضاع الأمنية من تفلتات أمنية وظواهر السرقة والخطف والنهب في العاصمة فأمر يعاني منه جميع الناس، أضف إلى ذلك الاقتتال القبلي في أطراف البلاد، وكل هذا يؤكد عدم وجود الدولة. فالبلاد لا يوجد فيها دولة وتعيش حالة من الفراغ السياسي والأمني، فإن الوضع بهذا الشكل لا يمكن أن يستمر، وإن ثمة بوادر ثورة جديدة تلوح في الأفق القريب، فكان لا بد من تجاوز الأخطاء السابقة وتصحيح مسار الثورة وتجنيب الثورة القادمة العثرات وتحصينها من السرقة والاختطاف، فنقول في هذا الصدد إن أهم جرعات التحصين التي يمكن أن تقدم للثورة تتلخص في الآتي:


1- ضرورة إدراك فساد الواقع بشكل عميق، والحقيقة أن فساد الواقع يتمثل في تطبيق النظام الرأسمالي العلماني القائم على عقيدة فصل الدين عن الحياة، هذه العقيدة جعلت من البشر آلهة تعبد من دون الله، كما أن هذه العقيدة الباطلة عقلا وشرعا هي التي أشقت الناس بالضرائب والإتاوات وسلمت ثروات البلاد للشركات الرأسمالية الجشعة بإشراف الحكام الذين أذعنوا لروشتات صندوق النقد الدولي وإملاءات البنك الدولي، فلا بد من إدراك هذا الواقع ومعرفة أن أصل الداء الذي أقعد الأمة قرناً من الزمان يكمن في النظام الرأسمالي الفاسد وعمالة الحكام وانصياعهم لتعليمات الغرب.


2- ضرورة وجود مبدأ يرتكز على عقيدة الإسلام العظيم؛ ذلك أن الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على حل جميع مشاكل الأمة بل البشرية جمعاء؛ لأنه من لدن عليم خبير، والإسلام عقيدة تنبثق عنها سائر التشريعات والقوانين والأنظمة.


3- إن الإسلام لا يطبق إلا بدولته الخلافة على منهاج النبوة.


نماذج للشباب الذين قاموا بأعمال عظيمة في تاريخ الأمة:


زيد بن ثابت شهد غزوة الخندق وهو ابن 15 سنة وقد رده النبي ﷺ في غزوة بدر لصغر سنة، وعبد الله بن عمر رده النبي ﷺ في غزوة بدر وأحد لصغر سنه وشارك في غزوة الخندق وعمره 15 سنة، وأما علي بن أبي طالب فقد كان بطلا مغوارا وكان حامل لواء رسول الله ﷺ في كثير من المعارك والغزوات، وفي غزوة بدر بارز علي رضي الله عنه شيبة بن ربيعة وقتله، وها هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أول من رمى بسهم في الإسلام وكان عمره سبعة عشر عاما. وأسامة بن زيد رضي الله عنهما كان شاباً في السابعة عشرة من عمره أرسله النبي ﷺ على رأس جيش فيهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.


كما أننا لا ننسى أن نتكلم عن القائد الشاب محمد بن القاسم الثقفي وهو أشهر الفاتحين في عصر بني أمية، فقد قاد الجيوش وهو ابن سبع عشرة سنة وفتح السند والهند ووصلت فتوحاته إلى مشارق الأرض ومغاربها. وكذلك قتيبة بن مسلم الذي فتح الصين وبلاد القوقاز وقاد الجيوش وعمره دون الثلاثين...


وهنا محمد الفاتح ذلك القائد العظيم فاتح القسطنطينية الذي ولد سنة 1432م ونشأ في بيت الخلافة حيث حرص والده على تربيته على أساس الإسلام وتربى على يد عدد من العلماء منهم آق شمس الدين الذي بذل جهداً في تعليم محمد الفاتح حتى أتم حفظ القرآن الكريم والكثير من الأحاديث والفقه، وكان يذكره بحديث رسول الله الذي بشر فيه النبي ﷺ بفتح القسطنطينية، وعندما تولى محمد الفاتح الخلافة وهو في سنه العشرين أظهر براعة في الحكم وسارع في إعداد جيشه وصمم مدفعا عملاقا استعدادا لفتح القسطنطينية، ثم أحكم سيطرته على مضيق البوسفور ليكون نقطة ارتكاز لحصار مدينة القسطنطينية، ثم قطع الإمداد عن المدينة حتى تمكن الجيش من اقتحامها ثم دخلها الخليفة محمد الفاتح ليكون أول خليفة يستطيع فتح المدينة بعد أن استعصت على المسلمين قرونا طويلة، وبذلك نال محمد الفاتح بشرى رسول الله ﷺ، فقد أخرج الإمام أحمد من حديث بشر الغنوي رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: « لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» وكان ذلك في يوم الثلاثاء الموافق العشرين من جمادى الأولى سنة 857 هجرية ولقب بالفاتح.


وهنا نبذة قصيرة عن صحابي جليل هو مصعب بن عمير رضي الله عنه: فقد كان مصعب بن عمير من فضلاء الصحابة وخيارهم ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله ﷺ في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، وكان يذهب إلى رسول الله ﷺ سراً فبصر به عثمان بن طلحة يصلي، فأعلم أهله وأمه فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة وعاد منها إلى مكة، ثم أرسله النبي ﷺ إلى المدينة بعد العقبة الأولى، ليحمل الدعوة ويعلم الناس القرآن ويصلي بهم، فكان أول من أرسل إلى المدينة لحمل الدعوة وتغيير المجتمع، وقد انتفع به الناس فآمن على يديه كثير من كبار الصحابة كأسيد بن حضير وسعد بن معاذ وغيرهما، وقد استطاع في غضون عام واحد إيجاد رأي عام كاسح في المدينة، مهد إلى المرحلة الثالثة في الدعوة وهي استلام السلطة بطلب النصرة.


ومصعب بن عمير هو من أولئك الذين اشتروا الآخرة بالدنيا، فقد ترك النعيم الذي كان يتمتع به في الدنيا ليحظى بنعيم الآخرة. وقد كان أحسن شباب مكة لباساً وأطيبهم رائحة وأنعمهم جسماً، لكنه بعد إسلامه تغير حاله حتى قال سعد بن أبي وقاص "لقد رأيته جهد في الإسلام جهداً شديداً حتى قد رأيت جلده يتحشف كما يتحشف جلد الحية"، وروى الترمذي وغيره عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ طَلَعَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مَا عَلَيْهِ إِلَّا بُرْدَةٌ لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنْ النِّعْمَةِ وَالَّذِي هُوَ الْيَوْمَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي حُلَّةٍ وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ وَرُفِعَتْ أُخْرَى وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ، نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَأَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ».


حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل أحد المشركين فضرب يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾، وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وضربه في صدره ووقع مصعب وسقط اللواء، ومات مصعب بن عمير شهيداً يوم أحد وكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطيت رجلاه بدا رأسه! هذا هو مصعب أحد أبطال أمة الإسلام.


وقد من الله على البشرية جمعاء بالإسلام ديناً ومبدأً كاملاً ينظم جميع شؤون الحياة وقادراً على إخراج الناس من الظلم والشقاء إلى العدل والرفاه، وحزب التحرير يملك مشروعاً متكاملاً مستنبطاً من عقيدة الإسلام العظيم، وقد أعد مشروع دستور مكون من 191 مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وما أرشدا إليه، كما أن الحزب وضع رؤية واضحة عن النظام الاقتصادي في الإسلام والنظام الاجتماعي وسياسة التعليم وأجهزة الدولة ونظام العقوبات وأحكام البينات وغيرها من الأفكار والأحكام التي تبناها الحزب... هذا المشروع المتكامل يحتاج من الأمة أن تتبناه وتسعى لإيجاده في واقع الحياة والدولة والمجتمع بالعمل لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.


ورسالة خاصة نبعثها إلى إخواننا من الشباب أن هلمَّ إلى معرفة الإسلام والوعي على أحكامه وثقافته عبر حلقات حزب التحرير حتى تكونوا أمثال مصعب بن عمير وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وغيرهم من أبطال الأمة الذين قادوا تغيير واقع الأمة في مراحل التاريخ المختلفة.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ أحمد أبكر – ولاية السودان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع