الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

"أنجبتُك لكي تحرّر المَسجد الأقصى"

 


"عندما كان صلاح الدّين صغيرا ويلعب مع الصّبية في الشّارع، شاهده أبوه فأخذه من وسط الأطفال ورفعه عالياً بيديه - وكان أبوه رجلا طويل القامة - وقال له: ما تزوجت أمّك وما أنجبتكَ لكي تلعب مع الصبية!! ولكن تزوجت أمّك وأنجبتك لكي تحرّر المسجد الأقصى! وتركه من يده فسقط الطفل على الأرض.. فنظر الأب إلى الطفل فرأى الألم على وجهه فقال له: آلمتك السقطة؟ قال صلاح الدين: آلمتني! قال له أبوه: لِمَ لم تصرخ؟ قال له: ما كان لمحرّر الأقصى أن يصرخ".


هكذا ربّى الرّجال الرّجال فأوجدوا قادة ارتقت شخصياتهم برقي النفسيّة والعقليّة الإسلاميّة. هذه الشخصيّة الإسلاميّة التي أوجدها رسول الله ﷺ في أصحابه فبناها وصقلها في دار الأرقم بن أبي الأرقم، بوحي من فوق سبع سماوات ﴿لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾.


فأخرج رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدّلوا تبديلا وعملوا في كتلة ذادت عن رسول الله ﷺ وعن الإسلام بالنفس والمال والولد، كتلة عملت بأحكام الإسلام وطبّقت شريعته لإدراكها أنّ لا طوق نجاة للمسلمين وللبشريّة جمعاء غيرها.


لذلك نجد الأبوين حريصين كلّ الحرص على تنشئة أبنائهم في بيئة سليمة وإرضاعهم العقيدة الإسلامية وحبّ العلوم الشرعيّة وحب القرآن وأنّ القرآن لم ينزل على محمّد ﷺ ليتعبّد به فحسب، بل هو منهاج حياة ودستور تُسيّر به الحياة وهو النظام العدل لجميع الناس، نظام أوحى به الله الخالق المدبر، يقنع العقل ويملأ النفس طمأنينة ورضا.


ولكن ما نراه اليوم ليدمي القلب ويدمع العين؛ أطفال وشباب منسلخون عن عقيدتهم الإسلاميّة، آباء وأمهات أثقل كاهلهم السعي المضني وراء لقمة العيش - إلا من رحم ربّي - فأهملوا أبناءهم وأسلموهم لوحش افترس عقولهم وغيّبها عن هويّتها الإسلامية. ترى الفرد منهم لا يرفع عينيه من على هاتفه الذكي، وهو يهيم من وادي الرذيلة إلى وادي الأفكار الهابطة المنسلخة عن ديننا والتي ما وُضعت إلا لهدم أبناء المسلمين وتجفيف الينابيع الفكرية التي تغذي الشباب المسلم وتبقي على صلته بعقيدته قوية. فالتصق أبناء الأمّة بالأرض ونسوا أنّهم من أمّة محمّد ﷺ، نسوا أنهم حفدة الفاتحين، نسوا أنّهم سادوا الأرض بدينهم، نسوا أنهم أصحاب كلمة يملكون بها العرب وتدين لهم بها العجم؛ لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولكن ﴿لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.


الحمد والشكر لله أنْ منّ علينا بحزب التحرير؛ الذي منذ تأسّس على يد الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله إلى يومنا هذا تحت قيادة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة آلى شبابه وقيادته على أنفسهم أن يصلوا ليلهم بنهارهم وأن يعملوا بين الأمة ومعها لإعادتها خير أمّة أخرجت للناس في ظلّ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة، دولة تحمي بيضة الإسلام وتنافح عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فلا يتجرّأ أحد أن يسيء لمسلم أو يحقّره أو ينتقص من عِرضه، أو ينتهك من حرمته.


وسنكون بإذن الله خير خلف لخير سلف وسنردّد على أسماع أبنائنا أننا لم ننجبهم ليلعبوا بالطين أو لمشاهدة التلفاز بل ليكونوا مقيمي دولة الخلافة على منهاج النبوة ومحرّري المسجد الأقصى المبارك من رجس يهود وفاتحي روما بإذن الله العزيز القدير... ﴿قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ابتهال بن الحاج علي – ولاية تونس

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع