الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المعجبون بأردوغان يُلبسون علمانيته ثوب الإسلام لإخفاء وجهها القبيح!!

 


إن الذي يدفعني لكتابة هذا المقال هو إرضاء الله تعالى، وذلك بتوضيح حقيقة أردوغان وأنه علماني وأن حزبه ليس إسلامياً، وكذلك نظام حكمه كما يحاول المعجبون به أن يصبغوهما بصبغة الإسلام، وهذا يشوه الإسلام فيظن كثيرٌ من الناس من المعجبين به أن أعماله الإجرامية جائزة ولا تخالف الإسلام؛ مثل قتل المسلمين في الشام والانضمام إلى حلف الناتو وتحويل تركيا إلى قاعدة عسكرية تنطلق منها الصواريخ والطائرات لقتل المسلمين بحجة (مكافحة الإرهاب)، وبناء اقتصاد تركيا من أموال محرمة... فأقول وبالله التوفيق وعليه التوكل والاعتماد...


أولاً: أكذوبة أسلمة تركيا وحزب العدالة والتنمية


يحاول البعض إطلاق لفظ الإسلام على تركيا وحزب العدالة والتنمية والهدف من وراء ذلك هو إخفاء الهوية الحقيقية لتركيا ورئيسها وحزبه ألا وهي العلمانية وتغليفها بثوب الإسلام وهذه شهادة زور. فأردوغان نفسه يبين هويته الحقيقية بكل صراحة وكذلك هوية حزبه ويقول إن حزب العدالة والتنمية هو حامي العلمانية في تركيا، كما يصف نفسه أيضاً أنه حامي العلمانية في تركيا بلهجة تلمس فيها الصدق وأنه لا ينافق الكماليين بذلك بل يعبر عن مشاعره الصادقة تجاه علمانيته التي يؤمن بها ويطبقها في تركيا ويحملها كرسالة في الشرق الأوسط وأن تركيا أردوغان العلمانية هي النموذج الذي يجب تطبيقه كما فعل بعد ثورات الربيع العربي في ليبيا ومصر ساعياً إلى إقناع مرسي باتخاذ النموذج التركي العلماني في حكمه لمصر...


المعجبون بأردوغان وشهادة الزور


يصر المعجبون بأردوغان وحزبه والنموذج التركي أن يطلقوا عليهم لفظ الإسلام فيضيفوا لحزب العدالة والتنمية لفظ الإسلامي وهذا تضليل للمسلمين حتى لا يعرفوا المشروع الإسلامي الحقيقي ألا وهو الخلافة، وهي أيضاً شهادة زور وقد حرم الإسلام ذلك وشدد في حرمته، قال الله تعالى: ﴿واجتنبوا قول الزور﴾ [الحج: 30] وقال تعالى: ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾ [ق: 18] وقال تعالى: ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾ [الفجر: 14] وقال تعالى: ﴿والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ [الفرقان: 72].


وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله وعقوق الوالدين» وكان متكئاً فجلس، فقال: «ألا وقول الزور!» فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. (متفق عليه). وربط شهادة الزور بالشرك بالله وهو أكبر الكبائر كلها دليل على بشاعة إثم شهادة الزور...


ثانياً: علمانية تركيا:


يطلق المعجبون بأردوغان لفظ العلمانية على الكماليين وهذا صحيح لكنهم في المقابل يبرئون أردوغان منها ويصفونه بمحارب العلمانية في تركيا وكأنه من كبار الإسلاميين وهذا خطأ! والحقيقة هي أن أردوغان والكماليين جميعهم علمانيون يؤمنون بالعلمانية ويعملون جميعاً ليل نهار سراً وعلانية لكي يستمر الحكم بها في تركيا ويحاربون جميعاً عودة الإسلام إلى الحكم والمتمثل بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاح النبوة، فما الفرق بين علمانيتيهما؟؟


الفرق بين علمانية أردوغان وعلمانية الكماليين


الكماليون بقيادة مصطفى كمال الملقب زورا وبهتاناً بـ(أتاتورك) أي أبو الأتراك، وهو لقب لا يستحقه؛ فهم من هدموا الخلافة العثمانية بإسناد من بريطانيا، فهي التي تدعمهم إلى اليوم وهي وراء تحريك حزب الشعب في الانتخابات الأخيرة، وعلمانية الكماليين هي من علمانية بريطانيا ومعناها إلغاء مظاهر الدين بالكلية، فهي علمانية مكشوفة تحارب الإسلام جهاراً نهاراً ولهذا السبب يرفضها أهل تركيا إلا من آمن منهم بها وهم ليسوا كثيرين. أما علمانية أردوغان فهي العلمانية الأمريكية وهي علمانية محجبة ملفوفة بثوب الدين الذي يؤمن به أهل البلد، فهي لا تمانع أن يظهر الفرد في سلوكه الشخصي بعض المشاعر الإسلامية لكنها تفصل الدين في جميع شؤون الدولة والمجتمع، فمقبول من أردوغان أن يظهر على سلوكه الفردي بعض المشاعر الإسلامية أو في سلوك الأفراد الذي لا يتعلق بشؤون الدولة والمجتمع كأن يصلي أو يقرأ القرآن أو تلبس زوجته الخمار أو يطلق بعض التصريحات النارية الكاذبة ضد يهود أو أمريكا نفسها أو روسيا أو إيران ما دامت العلاقة الحقيقية بينه وبين هذه الدول على ما يرام!! أو تظهر بعض تلك المشاعر في سلوك الأفراد التي ليس لها أي أثر في تطبيق الإسلام في معترك الحياة كإقامة مدارس تحفيظ القرآن أو تدريس بعض أحكام الإسلام المتعلقة بالفرد في المدارس الحكومية لكنها في المقابل لن تسمح بتعليم أحكام الإسلام المتعلقة بالدولة والمجتمع مثل أحكام الخلافة والاتفاقيات والمعاهدات وأحكام النظام الاقتصادي الإسلامي والسياسة المالية في الإسلام وكذلك السياسة التعليمية في الإسلام وأحكام الشركات في الإسلام والأحكام الشرعية المتعلقة بالدول المحاربة والمعاهدة في السلم والحرب وأحكام حروب الفتنة التي تعصف ببلاد المسلمين اليوم، وبيان مفهوم الجهاد الصحيح أنه قتال الكفار لإعلاء كلمة الله وليس قتال المسلمين بعضهم لبعض تحت كذبة (محاربة الإرهاب)، أو قتال المسلمين مع أمريكا في أفغانستان ضمن حلف الناتو أو مع أمريكا وروسيا في الشام... فإن هذه الأحكام لن تسمح أمريكا وعميلها أردوغان بتعليمها، ومن يريد أن يتأكد من ذلك فليطلب من أردوغان أن يسمح بتعليم هذه الأحكام أو بعضها وسوف يدرك حقيقة النظام التركي كما هو لا كما يصوره الدجالون...


ولكن قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: ولماذا الصراع بينهما على أشده؟ أليست حرباً بين حق وباطل وإسلام وكفر وحضارة إسلامية رائعة وحضارة غربية عفنة سببت الشقاء للبشرية؟ أليس ذلك هو السبب في الصراع المحتدم الذي كان آخره المعركة الانتخابية؟!!


صراع أردوغان مع الكماليين صراع سياسي وليس صراعاً حضارياً!!


منذ أن هدمت بريطانيا الخلافة العثمانية عن طريق عملائها الكماليين حتى وصول أردوغان إلى الحكم والكماليون هم الممسكون بالحكم، وإن وصل بعض الأفراد إلى سدة الحكم من الموالين لأمريكا ضمن حكم الكماليين. فقد عملت أمريكا لتوصيل أردوغان إلى رئاسة الحكومة من خلال القاعدة الشعبية الإسلامية العريضة في تركيا التي تكره الكماليين بسبب عدائهم للإسلام جهاراً نهاراً. عندها أدركت أمريكا أن هذة القاعدة الشعبية تربة خصبة لتوصيل أردوغان إلى الحكم وتثبيته فيه فأوعزت لأردوغان أن يظهر المشاعر الإسلامية ليفوز بهذه القاعدة الشعبية فتلتف حوله كرئيس حزب إسلامي!!! وهو حزب علماني كما نعلم، وبالفعل كان لأمريكا ما تريد فأوصلت أردوغان إلى رئاسة الحكومة فظهرت مشكلة كبرى أمامها وهي أن الجيش بيد الكماليين وهم عملاء بريطانيا ورأس حربتها في تركيا ويمكن أن ينقلبوا على أردوغان في أي لحظة فقامت مخابراتها بتحريك سلسلة كبيرة من التفجيرات في مختلف المدن التركية في ذلك العام ليكون ذلك مبرراً لأمريكا لتجبر الكماليين على قبول قوات مكافحة (الإرهاب) وهي قوات أمريكية تمتلك أسلحة فتاكة فجعلتها بيد أردوغان فكانت الخطوة الأولى التي اتكأ عليها، ثم ضاعفت أمريكا هذه القوة كلما قامت هي بسلسلة من التفجيرات ولم تمض سنوات إلا وقد أصبحت قوات الأمن وهي بيد أردوغان توازي قوة الجيش أو تجعله على الأقل غير قادر على الانقلاب على أردوغان، فبدأ يحيل كبار الضباط الكماليين إلى التقاعد حسب قانون المجلس العسكري التركي الأعلى للجيش ويضع مكانهم من هم موالون له أو من الكماليين الذين يكنون لأردوغان بعض المودة، وبهذه الطريقة تمكنت أمريكا وعميلها أردوغان من سحب البساط في الجيش من تحت أقدام الكماليين، ومعلوم أن بريطانيا وعملاءها في أي بلد لا يتجرؤون أن يقفوا في وجه أمريكا وعملائها علانية وإنما من تحت الطاولة، وهذا هو سبب الانقلاب الفاشل الذي قام به كبار الضباط الكماليين في تركيا عام 2016م قبل شهر من اجتماع المجلس العسكري التركي الأعلى للجيش لإحالتهم للتقاعد، فقد اعتبروها ضربة كبيرة لهم من أمريكا وأردوغان بطريقة قانونية فقاموا بالانقلاب فكان ذلك مبرراً لأردوغان لملاحقتهم وتصفية الجيش منهم. وبهذا ندرك أن الصراع على السلطة في تركيا هو صراع دولي بين أمريكا وأردوغان من جهة وبين بريطانيا والكماليين من جهة أخرى رغم اتفاقهم جميعا على الجمهورية والعلمانية ومبادئ اليهودي مصطفى كمال والحفاظ على العلمانية ومحاربة الإسلام السياسي ومنع عودة الخلافة إلى تركيا عملاً بالدستور الذي ينص على ذلك من أول يوم هدمت فيه الخلافة العثمانية.


رفض أردوغان لمشروع الخلافة ومحاربته دليل قاطع على علمانيته


يقول أردوغان عن الجيش التركي "هذا هو الجيش المقدس الذي يحرس ديننا"، فما دام الجيش التركي بهذه الصفة وقد أصبح في يد أردوغان ولم يعد بيد الكماليين (العلمانيين حسب تعبير المعجبين بأردوغان) فلماذا لا يعلنها أردوغان خلافة ويلغي النظام العلماني ما دام الشعب يريد الخلافة ويكره العلمانية والجيش يحرس الدين كما قال أردوغان؟! هذا يدل على حقيقة واحدة هي إيمان أردوغان بالعلمانية وسعيه لتطبيقها واستمرار الحكم بها في تركيا، ولو كان صادقاً كما يقول المعجبون به أنه يتدرج حتى يحكم بالإسلام فإنه قد وصل إلى نهاية الدرج ومعه الشعب والجيش، وإذا كانت الشعوب تؤيده وهو يقوم فقط ببعض المشاعر الإسلامية فكيف لو أقام الخلافة وحكم بالإسلام فإن الأمة الإسلامية كلها ستلتف حوله وستسقط كل العروش وعندها لن تستطيع أمريكا وروسيا وأوروبا أن تفعل أي شيء بل لن تأمن على نفسها أن تسقط عروشها كما سقطت عروش عملائها. لكن الحقيقة المرة التي يجب أن نقتنع بها جميعاً هي أن أردوغان علماني حتى النخاع بل هو رجل العلمانية الأول في تركيا فقيام حكم الإسلام عن طريق أردوغان سراب لن يتحقق...


والأسوأ من ذلك أن أردوغان يقوم بمحاربة دعاة الخلافة وهم لا يقومون بأي عمل مادي بل هم يدعون إلى الخلافة بطريقة فكرية سياسية ليس فيها أي عمل مادي، فقد أصدر قضاء أردوغان الأحكام القاسية في حق شباب حزب التحرير مثل السجن 117 عاماً في حق 49 منهم قبل سنوات، وبالسجن 15 عاماً في حق يلماز شيلك الناطق الرسمي السابق للحزب العام الماضي... فلو كان أردوغان يريد الخلافة كما يقول المعجبون به فإنه لن يحارب من يدعو لها بل سيفرح وإن كانت بعض الأساليب في الدعوة لديهم مختلفة عن أساليبه ما دام الهدف واحداً وهو إقامة الخلافة...


ما يفعله أردوغان من أعمال تحرك المشاعر الإسلامية نحوه هو فقط مكياج ليخفي وجه العلمانية القبيح لتظهر عند الناس مقبولة بعد أن كرهها المسلمون في تركيا سنوات طويلة بسبب وجهها القبيح الذي كشف عنه الكماليون، وتطبيق العلمانية في بلاد المسلمين فتح باب الشر على مصراعيه فهي سبب البلاء والمصائب والمشاكل والأزمات التي تعصف بالمسلمين...


الخلط بين أردوغان الفرد وأردوغان الحاكم


يخلط الكثير من المسلمين وفي مقدمتهم المعجبون بأردوغان بين واجبات الفرد وواجبات الحاكم؛ فأردوغان الفرد مطلوب منه كأي فرد من المسلمين أن يقوم بالأحكام الشرعية المتعلقة به كفرد من الأفراد، وقيامه بها لا يعطيه صفة الحكم بالإسلام ووصف نظامه بالإسلامي وإنما الذي يعطيه تلك الصفة هو أردوغان الحاكم وهي أن يحكم بالإسلام في جميع شؤون الدولة والمجتمع أي في أنظمة الحياة كنظام الحكم والنظام الاقتصادي وسياسة التعليم والقضاء والسياسة الخارجية...


ثالثا: المعجبون بأردوغان والتدرج


لم أسمع تصريحاً لأردوغان يبين فيه أنه يسلك من خلال العلمانية حتى يصل بعد عقود من الزمن إلى الحكم بالإسلام بل هو على العكس تماماً يقر بكونه علمانياً ويفتخر بحزبه العلماني وعلمانيته وأنه حامي العلمانية في تركيا. وإنما المعجبون به هم من يصفونه بأنه يسعى إلى حكم الإسلام بالتدرج وبذكاء وبدون ضجة، والبعض يقول ذلك جهلاً والبعض الآخر يقول ذلك خبثاً وعصبية لأنهم استمرأوا الكذب ويبررون التدرج بسبب التركيبة المعقدة في الدولة العميقة التي ورثها من العلمانيين (الكماليين) وكذلك بسبب وجود الأعراق المتعددة في تركيا ولا يعلمون أن العلمانية هي بيئة خصبة لزيادة المشاكل بزيادة العرقيات، فالدولة المدنية العلمانية يكون دستورها وضعياً من قبل الناس ويشارك في وضعه الجميع وكل عرقية تريد أن يكون لها نصيب الأسد في إيجاده وصياغته، وهذا يجعل المشاكل بينهم تزداد وتتعقد حتى يطالبوا بنظام فدرالي ثم يتحولوا إلى دويلات. بينما الإسلام قد صهر القوميات والعرقيات في بوتقة واحدة وأصبح الجميع أمة واحدة من دون الناس، كما أن الدستور الإسلامي يمكن أن يستنبطه ويصوغه عالم واحد من علماء المسلمين ما دام لديه القدرة على ذلك، والعلماء الآخرون سيقومون بمراجعته بناءً على قوة الدليل فلا توجد مشكلة في صياغة الدستور لأن الذي يستنبطه من الكتاب والسنة هو العالم المجتهد...


وهناك خلط بين التدرج في الدعوة والتدرج في الحكم؛ فالتدرج في الدعوة أمر لا مفر منه، أما التدرج في الحكم فهو أمر مستحيل فلا يوجد شيء اسمه التدرج، وعلى سبيل المثال فالتدرج في تطبيق حكم الربا يعني أن تتقلص الفائدة من 12% مثلاً إلى 8% ثم بعد سنوات تصبح 2%، ثم بعد سنوات تصبح صفراً. هذا هو المقصود بالتدرج في حكم الربا وعند التدقيق في تقلص النسبة من 12% إلى 2% نجد أن الحكم الربوي موجود ولم يتغير، وتغير النسبة لم تجعله حلالاً فالذي يأكل الربا بنسبة 12% ولم يتب ومات فهو في النار، وهذا ينطبق على من أكل 8% أو 2% أو 1%، وعندما أصبحت النسبة صفراً لا يوجد ربا نقول إنه تم إلغاء الربا وتطبيق الحكم الشرعي وهو حرمة الربا. فالتدرج أكذوبة فنحن أمام حالتين؛ إما تطبيق حكم الإسلام أو تطبيق غيره...


رابعاً: تركيا قبل 2012م وبعدها


يحاول البعض أن يدلل على أن تركيا بعد 2012م أصبحت أفضل خاصة وقد أصبح أردوغان رئيساً بدلاً من رئيس وزراء. والحقيقة الساطعة هي أن السلطة كانت في يد أردوغان في الفترتين فالرئيس عبد الله غل كان واجهة فقط والسلطة بيد أردوغان، فقد كان وزيراً للخارجية في حكومة أردوغان وهو الذي اختاره مرشحاً لحزب العدالة والتنمية، وللمقارنة السريعة فقد حدث نمو اقتصادي بعد 2012م ولكن بالمقابل زادت ديون تركيا ولكن تم تحويلها إلى ديون داخلية حتى تظهر تركيا كأنها خالية من الديون، ولو أن الشركات، خاصة الأمريكية، سحبت ديونها لسقط النظام التركي أو عصفت به أزمة خانقة...


أردوغان بعد 2023م


يروج المعجبون بأردوغان أن تركيا بعد 2023م أي بعد انتهاء اتفاقية لوزان التي قيدت تركيا عن منافسة الدول الكبرى والتفوق عليها سوف تصبح في القمة وسوف تنافس الدول الكبرى، وهم لا يعلمون أن تركيا قد أصبحت في قبضة أمريكا بعد أن كانت في قبضة بريطانيا وأن أمريكا قد كبلت تركيا بقيود كثيرة لا تستطيع الانفكاك منها، منها ربطها بحلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية في تركيا؛ فقاعدة إنجرليك فيها 90 رأساً نووياً لأمريكا الأمر الذي يجعلها صاحبة القرار في تركيا وليس أردوغان...

 

أخيراً منجزات أردوغان التي لا يتحدث عنها المعجبون به


هناك منجزات لأردوغان لم يتحدث عنها المعجبون به إما لجهلهم بتلك المنجزات وإما لأنهم يغضون الطرف عنها لأنهم يرونها منجزات صغيرة لا فائدة من الحديث عنها، ومن تلك المنجزات:


1- مراكز الدعارة وشواطئ العراة


أما مراكز الدعارة التي تفسد المسلمين في تركيا فهي من قبل حكم أردوغان ولكنها زادت خلال حكمه، فقد عبرت إحدى النساء وهي صاحبة أحد مراكز الدعارة بعد فوز أردوغان بمنصب رئيس الجمهورية في المرة الماضية مبتهجة بفوزه قائلة إنها رشحت أردوغان بسبب زيادة (البزنس) في مركزها خلال فترة حكمه!


وقد أشارت بعض التقارير إلى أن مراكز الدعارة في تركيا قد أصبحت من المراكز الكبيرة في جمع الأموال في العالم. فلا غرابة أن ينمو الاقتصاد التركي بشكل لافت للنظر في السنوات الأخيرة...


أما شواطئ العراة على بحر إيجه فقد قص أردوغان شريط الافتتاح في عام 2009م، ورغم أن هذا الأمر مستغرب أن توجد مثل هذه الشواطئ في بلاد الفاتح والقانوني وعبد الحميد إلا أن هذه المعلومة صحيحة 100%، فلما ثارت ضجة في الأوساط التركية قام أردوغان بإنشاء شواطئ العفاف!!


2- إطفاء الحرائق التي اشتعلت في كيان يهود


لقد سارعت دول كثيرة من بينها الإمارات لإنقاذ كيان يهود عندما اشتعلت فيه نيران كبيرة في 2016م لكن هذه الدول عجزت عن إخمادها فانبرى لتلك المهمة الصعبة أردوغان فتم إخمادها وأنقذ كيان يهود الغاصب لفلسطين الذي يسفك دماء المسلمين فيها منذ أكثر من 70 عاماً لكن عندما أحرقت روسيا مناطق كثيرة في سوريا منها الغوطة الشرقية لم يبادر أردوغان إلى إنقاذها وتم تهجير أهلها منها، ولا زال أردوغان يلتقي بصديقه المجرم بوتين حتى هذه اللحظة وكأنه لم يسفك قطرة دم في سوريا!!


3- تزايد وتيرة العلاقة الحميمة بين أردوغان وإيران


لقد أشعلت الدول الاستعمارية؛ أمريكا وبريطانيا، فتيل الحرب بين المسلمين وغلفتها بالقومية والطائفية ولبست إيران ثوب الشيعة ولبست السعودية وتركيا ثوب السنة وسالت الدماء أنهاراً بفعل الطائفية البغيضة في العراق وسوريا واليمن، ورغم أن إيران في اليمن تدعم الحوثيين وتركيا أعلنت وقوفها مع قوات التحالف ولكن لم يمر أكثر من شهر من الحرب حتى قام أردوغان بزيارة إلى إيران وصفت بالتاريخية، ووقع مع روحاني عدة اتفاقيات، فعلاقتهما على ما يرام وأتباعهما في سوريا واليمن يقتتلون في سائر الجبهات، ثم إن التنسيق الثلاثي بين بوتين وروحاني وأردوغان يعقبه مجازر من المسلمين في سوريا...


4- تسليم مناطق الثوار للنظام السوري عن طريق المفاوضات


بعد أن أصبحت أمريكا وروسيا وإيران ومليشياتها والنظام السوري في مأزق جاء دور أردوغان المنقذ لهم الذي تظاهر بوقوفه الكاذب إلى جانب الثوار فلما أوعزت له أمريكا أن يقوم بالدور المنوط به لإجهاض الثورة قام أردوغان بالتنسيق مع روسيا وإيران بصناعة معارك وهمية مثل درع الفرات وغصن الزيتون لسحب الفصائل من المناطق التي تخنق النظام ليتنفس الصعداء ثم يقوم بأخذ مناطق الثوار الواحدة تلو الأخرى، فقد حقق له أردوغان بالهدن والمفاوضات ما لم يحققه المجرم بشار بالحرب التي تدعمه فيها إيران وروسيا ومن ورائهم أمريكا، فقد أعاد المنافق أردوغان حلب والغوطة الشرقية وشرق إدلب إلى حضن النظام، وها هو النظام المجرم اليوم يزمجر في درعا في جنوب سوريا وقد كان قبل مساندة أردوغان له عاجزاً عن حماية دمشق!!


5- أصدر أردوغان قانوناً يضمن حرية المثليين (الشاذين جنسياً)


6- مشاركة أردوغان لحلف الناتو في قتل المسلمين في أفغانستان...


هذا هو أردوغان الذي يعلق عليه الآمال بعض المسلمين!!


الخلاصة هي أن أردوغان عميل لأمريكا وحليف لروسيا وصديق لكيان يهود وقاتل للمسلمين في الشام وأفغانستان وعلماني من الطراز الأول بل هو رجل العلمانية الأول في تركيا وهو خائن للإسلام والمسلمين...


فعلى الأمة الإسلامية أن تدرك ذلك وأن تعمل مع حزب التحرير لإسقاط جميع الأنظمة بما فيها نظام أردوغان وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي سبيل عزة المسلمين ونهضتهم وهي من ستحرر الأرض المباركة فلسطين وأخواتها وتعيد الأمة كما كانت من قبل خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس...

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


أ. شايف الشرادي

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع