الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
مصطلح أهل السنة والجماعة - الحلقة العشرون - رابعا: ما هو الفهم الصحيح لمفهوم أهل السنة والجماعة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مصطلح أهل السنة والجماعة

 

الحلقة العشرون

 

رابعا: ما هو الفهم الصحيح لمفهوم أهل السنة والجماعة؟

 

 

 

أولا: خطأ إضافة الجماعة إلى أهل السنة في التسمية:

 

تبين لنا من دراسة الأحاديث أن لفظ الجماعة لا يطلق إلا على انضواء المسلمين تحت راية إمام يعطونه البيعة، ويمنحونه بها السلطان الذي أعطاهم الله إياه، على أن يحكم فيهم بشرع الله تعالى، فحين يوجد الإمام توجد الجماعة، وحين توجد الجماعة، تعطي الإمام البيعة فيغدو إماما، فهما كل لا ينفك، فلذلك لا يصح بحال أن تتسمى طائفة أو فرقة من الأمة دون غيرها بوصف الجماعة، فلا يصح وصف الأشاعرة بأهل الجماعة، ولا وصف السلفيين اليوم أنفسهم بأنهم أهل الجماعة، ولا وصف أهل الحديث بأنهم أهل الجماعة، فأهل الجماعة هم جمهور الأمة الإسلامية حين يعيشون في ظل دولة إسلامية تحكمهم بالشرع.

 

ثانيا: فماذا عن وصف أهل السنة؟ هل أهل السنة فرقة من فرق الأمة؟

 

يمكن النظر للفرق الأخرى على أنها خرجت عن مفهوم السنة بأحد طريقين:

 

إما بالدخول في البدعة

 

وإما بالابتعاد عن النهج والطريقة التي رسمها الحبيب المصطفى r

 

لذلك يبقى النهج والطريقة، والمفاهيم الصافية التي تركنا عليها رسول الله rهي الإسلام وهي طريقة الرسول rأو سنته، وبالتالي فليس في هذا المفهوم ما يخدم قصره على فرقة أو طائفة، فالسنة جزء لا يتجزأ من الإسلام!

 

لذلك أرى أنه من الخطأ جعل أهل السنة فرقة، بل أهل السنة منهج وطريقة عيش، واقتداء وبعد عن البدع، وأرى أن كل مسلم يجب أن يكون سنيا وأنه يخرج عن السنة ببدع معينة قد تخرجه من الإسلام أو يبقى في دائرته بحسب نوع تلك البدع والآراء كما مر قبل قليل.

 

 إنه لا يستساغ أن يقال مذهب الشافعي الإسلامي ومذهب الأحناف الإسلامي لأن كل هذه المذاهب إسلامية، فالإضافة لا معنى لها، وبالمثل أن يقال فرقة أهل السنة لا يستساغ! وهي إضافة لا معنى لها!

 

وإن توصيف فرقة بأنها أهل السنة إن هو إلا كتفسير الماء بالماء، فالإسلام يعتبر السنة بحسب تعاريفها السابقة ومفهومها جزءا لا يتجزأ من الإسلام، فجعل أهل السنة فرقة تفسير للماء بالماء.

 

وثالثا فإن جعل التمايز بين أهل السنة وبين غيرهم من الفرق يعطي الفرق الأخرى مسوغات لوجودها وانسلاخها عن مفهوم السنة وهو الخطير، بل نقول لهم بقوة من غير السنة لا إسلام فلا مسوغ لانسلاخهم عن السنة، ويمكننا بسهولة دمغ مناهجهم التي خرجوا بها عن السنة بالبدعية، أو محاججتهم بمنهج الرسول rالذي هو السنة لنوجب عليهم اتباعه، فنجعل السنة مرجعا ومقياسا تماما كما أمر الرسول rحين أمر بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء.

 

أما اتصاف المسلم بأنه من أهل السنة من باب أنه على منهج الرسول rلا على أساس أنه ينتمي لفرقة، فأمر عظيم وصحيح، ولا غبار عليه لأنه ينتسب إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ويعمل بها، ويحييها، ويخالف أهل البدع، ويتمسك بالسنة، التي هي طريقة العيش كما أمر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، أمرا واجبا، لذلك فلا بد أن يكون كل مسلم على وجه الأرض من أهل السنة، ومن أخرج نفسه من أهل السنة فقد كان من أهل البدعة.

 

مع هذا كله، فإنه من الخطأ أن يُنظر إلى أهل السنة على أنهم فرقة من فرق الأمة الإسلامية، بل هم سواد الأمة الإسلامية، ومادتها، وسر حياتها، فالإسلام هو أهل السنة، وأهل السنة هم الإسلام منهجا لا فرقة.

 

وهنا ترد مسألتان:

 

أولاهما: هل الخلاف الذي بين المعتزلة والجبرية والأشاعرة وأهل الحديث والشيعة مما يحمد الخلاف فيه ويبقى الكل تحت مسمى المسلمين، ويبقى الكل من أتباع السنة؟ وهذا أجبنا عليه أعلاه فراجعه.

وثانيهما: فماذا عن حديث تفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة؟

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الفقير إلى رحمة الله تعالى: ثائر سلامة – أبو مالك

 


 

 

لمتابعة باقي حلقات السلسلة

 

اضغط هنا

 

 

 

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع