الجزائر بين مطرقة القوى الاستعمارية وسندان المعارضة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تعيش الجزائر في الآونة الأخيرة تحت ضغوطات خانقة خارجيا من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وداخليا من قبل المعارضة وباقي أفراد الشعب؛ حيث تلقت الجزائر منذ أسبوع طلبا أمريكيا بتقديم تسهيلات لمحاربة تنظيم الدولة في ليبيا. وتتمثل المطالب في فسح المجال الجوي الجزائري للطائرات الحربية والنزول الاضطراري للطائرات الأمريكية في القواعد الجزائرية وتأمين البوارج الأمريكية وغواصات تحمل صواريخ "كروز" من أجل تنفيذ غارات جوية، وإلى دراسة إمكانية مشاركة الجزائر حرب أمريكا ضد أنصار الشريعة في ليبيا تحت غطاء أممي المبرر الوحيد حسب الاتفاقية الجزائرية في حربها خارج التراب الجزائري.
كما نلاحظ استنفارا عسكريا بمعدات ضخمة على الحدود مع ليبيا، تحسبا لأي طارئ من قبل أنصار تنظيم الدولة خاصة بعد أنباء تفيد بتنسيق تم بين أبو عياض ومختار بن مختار في مصراتة لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس والجزائر. إلا أن الجزائر ترفض تدخلا عسكريا في ليبيا استنادا للمواد التي عدلت في الدستور الجزائري وتبحث حل الأزمة سياسيا عبر لقاء يتم في الجزائر بين الفرقاء الليبيين. وهذا ما دعت إليه بريطانيا حين استدعت عبد المالك سلال هذا الشهر لبحث التطورات السياسية في المنطقة.
أما الضغوطات الداخلية فهي من قبل المعارضة التي تسعى لتغيير رموز السلطة والضغط على الحكومة لمرحلة انتقالية وإنهاء فترة احتكار السلطة لبوتفليقة وزبانيته. إضافة إلى تحركات شعبية متواصلة ووقفات احتجاجية عارمة أسفرت عن قتلى وجرح آخرين وحرق سيارات ومحلات تجارية في كل من تقرت وبجاية وصلت إلى قسنطينة، نتيجة أزمة توزيع السكنات التي وعد عبد المالك سلال بحلها قبل موفى سنة 2014 إلا أن سنة مضت والأزمة متواصلة وفشل سلال في حلها.
إن الوضع في الجزائر يزداد سوءا على سوء ينذر بانفجار في أي لحظة ليخر السقف على من تحته ويفتح مصير الجزائر على المجهول ربما تقسيم البلاد حسب تعبير العضو في حركة رشاد محمد العربي زيتوت أو ثورة شعبية عارمة تأتي على الأخضر واليابس من الزمرة الحاكمة وأعوانها نحو تحرر حقيقي للجزائر وتغيير جذري للنظام القائم.
﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس