انتقادات أردوغان لأمريكا تدينه بارتباطه بها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت فرانس برس في 2014/11/27 تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام عدد من رجال الأعمال في أنقرة أثناء حديثه عن المطالب التي وجهتها واشنطن إلى تركيا في مجال محاربة تنظيم الدولة فقال: "أود أن تعلموا أننا ضد الوقاحة والمطالب التي لا حد لها". "لماذا يقطع شخص ما مسافة 12 ألف كلم ليأتي ويبدي اهتمامه بهذه المنطقة؟" في إشارة إلى زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن. وقال: "إن الأمريكيين اكتفوا بأن يكونوا متفرجين عندما قتل الأسد 300 ألف شخص، والتزموا الصمت أمام وحشية الأسد ويتلاعبون بمشاعر الرأي العام الدولي حيال مصير عين العرب/كوباني". وقد حمل على الأمريكيين يوم 2014/11/24 قائلا: "إن النفط هو الدافع الاستراتيجي الوحيد لهم في المنطقة".
تدل تصريحات الرئيس التركي على أن هناك ضغوطات قوية من قبل أمريكا على تركيا فيما يتعلق بالشأن السوري، وأنه في حيرة من أمره، فهو ينتظر من أمريكا أن تعمل على إسقاط بشار أسد الآن، حيث يقول إنها تبقى متفرجة أمام جرائمه التي بلغت قتل أكثر من 300 ألف، وكأنه لا يعلم أن أمريكا لا يهمها أن يقتل بشار هذا العدد وأضعافه من المسلمين ما دام ذلك لا يضر بالمصالح الأمريكية أو أنه يخدم هذه المصالح، وهي أي أمريكا قد قتلت أضعاف هذا العدد في العراق وأفغانستان ودمرت البلدين كما دمر عميلها بشار سوريا وهو الذي يأتمر بأمرها. وأردوغان يبدو أنه يخاف من هذا الوضع السائد في سوريا من أن تنعكس تداعياته على تركيا فيهتز نظامه العلماني، لأن الثورة في سوريا ضد النظام العلماني الذي روج له أردوغان في مصر وتونس وليبيا في زياراته لها عام 2011 عقب انتفاضة الأمة هناك ونجاحها في إسقاط الطواغيت. فيريد أن تتحرك أمريكا بسرعة وتسقط الطاغية بشار أسد وتأتي بعميل آخر ليحافظ على النظام العلماني. ولكن المشكلة لدى أمريكا أنها لم تستطع أن تأتي بعميل بدلا من بشار حتى الآن، ولم تستطع أن تقضي على الثورة السورية أو تحرفها عن هدفها، فتنتظر أن يذبح الشعب السوري حتى يرضخ لها هذا الشعب فتحقق ما تبغي.
وكلام أردوغان يدل على أنه ينتظر من الأمريكيين أن يقوموا هم بالعمل وهو لا يستطيع أن يقوم بأي عمل دون إذنهم أو موافقتهم، فكلامه يدينه بأنه مرتبط بأمريكا وواقع تحت ضغوطاتها. ويتناقض مع نفسه عندما يشير إلى نائب الرئيس الأمريكي فيقول لماذا يأتي شخص من مسافة 12 ألف كلم ويبدي اهتماما بالمنطقة! فلماذا إذن يقول إن الأمريكيين يتفرجون على قتل بشار الأسد 300 ألف شخص، والتزموا الصمت أمام وحشية الأسد ويتلاعبون بمشاعر الرأي العام الدولي حيال مصير عين العرب؟! فلو كان مستقلا في رأيه وإرادته لقال لهم ابتعدوا عن المنطقة ولا نريد منكم أن تأتوا إلينا وتملوا علينا سياستكم، نحن نحلها بأنفسنا، ولو كان مستقلا صادقا ومخلصا لتحرك وحرك جيش بلاده الجرار وسار إلى الشام ليسقط الطاغية فيها بمساعدة الثائرين هناك، بل ولأعلن وحدة تركيا مع سوريا في دولة تطبق الإسلام ليعيد سيرة الخليفة ياوز سليم الأول.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور