الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  قرار يحدد زيّاً للمذيعات السودانيات خَلْقُ جسرٍ للإساءة للإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم



أصدر التلفزيون القومي السوداني عدداً من القرارات الإدارية؛ والتي لاقت ردود فعل مختلفة تداولتها مواقع التواصل (الاجتماعي) خلال الأسبوع المنصرم، ومن ضمن القرارات التي حواها توجيه التلفزيون القومي السوداني، بحسب تعميم صادر عن إدارته تم عرض نسخة منه في بعض المواقع التي تحدثت عن القرار، منع ظهور المذيعات بالبدل مهما كانت الظروف، أو ارتداء الثياب ذات الألوان "الصارخة" ويستعاض عنها بالثياب السادة، كما منعت القرارات المتزوجات من نقش الحناء والاكتفاء بها دون نقش ومنع منها المذيعات غير المتزوجات. ووجه القرار الذي مهر بتوقيع رئيس قسم المذيعين المكلف "ضياء الدين الطيب" كذلك لبس ﺍﻟﺤﻠﻲ الذهبية ﺧﺼوصا الغويشات (الأسورة) وﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻜﻴﺎﺝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، وتصب هذه القرارات بحسب ما جاء بموقع "أم درمان الإلكترونية" في إطار خطة التلفزيون الرامية لوضع أسس جماليات الشاشة، كما هي خطوة في طريق الاهتمام بالصورة التلفزيونية وجودتها.


رغم أن القرار لم يذكر أن إصداره هو بدافع العقيدة الإسلامية، بل هو لوضع أسس لجماليات الشاشة، والاهتمام بالصورة التلفزيونية وجودتها، لكن معظم التعليقات جاءت بأنه (إرهاب داعش قسم السودان) بل وصفت سارة الناجر في مقالها على موقع "بي بي سي" تلفزيون السودان بأنه "وسيلة الحكومة الرئيسية لنشر فكرها الإسلامي المتشدد".


قد يقول قائل ما الربط بين الإرهاب، وذكر تنظيم الدولة، والفكر المتشدد لحكومة السودان، وقرار يتوارى خجلاً من ذكر الأهداف السامية من ورائه، والتي تجعل مخاطبة العقول هي الأساس وليس مخاطبة الوجدان!! نقول إن الغرب استمال عقولاً انضبعت بما يفكر فيه، ويهوى السير في ركابه في ما يرسمه من صورة قاتمة للإسلام لذلك تبحث هذه العقول عن كل ما يسيء للإسلام باسم الإسلام، والإسلام منه براء لتدلل على ارتكابه للإرهاب، هذا المفهوم الذي صمم بقرارات دول الكفر ليطلق ويراد به الإسلام فقط، أما إرهاب هذه الدول الغربية التي تدعي حقوق الإنسان زوراً والذي حصد أرواح الأبرياء في مشارق الأرض ومغاربها فلا حديث عنه.


أما القرار آنف الذكر فهو من ضمن القرارات المجتزأة التي ظاهرها فيه رائحة الإسلام، وباطنها هو عين الإساءة للإسلام لأن الإسلام لا يطبق بصورة انتقائية على فئة أو يحدد زياً معيناً مع عدم إلزام تشريعي بقانون مضمن في الدستور يحدد مرجعية هذا الزي ويلزم كل فئات المجتمع بتنفيذه ويحدد عقوبة رادعة للمخالف، ولكن عندما يرى الإنسان هذه القوانين فإنه يتبادر إلى ذهنه نقصان الإسلام وتشريعاته وعدم انطباقها على واقعها، فماذا يفعل إلزام المذيعات وطالبات الجامعات والموظفات بالزي المحتشم (كما يصفه القانون في السودان) وليس اللباس الشرعي الذي فرضه الله رحمة بالمسلمة!!؟؟ وهي غير مطالبة به في الأماكن العامة فهذه المذيعة أو الموظفة أو الطالبة يمكنها أن تلبس كل ممنوعات القرار في صالة عرس مزدحمة بالأجانب وهي ترقص ولا تمنع من الحكومة، بل يحدث في احتفالات وأعراس ما تنكره العقول السوية، ويصور كل ذلك ويتبادل بين الناس بتباه.


إن مثل هذه القرارات الخجولة والتي تستحي من أن تقول هدفها هو إرضاء رب العالمين الأولى بالإرضاء، بدل جماليات الشاشة وتحسين الصورة التلفزيونية وجودتها، هذه القرارات لا تطبق شرعاً حنيفاً طالب من يطبقه تحديد موقفه الثابت قبل البدء في العمل، هل هو إرضاء الله ودينه أم شيء آخر!؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ».


إننا ننصح أولئك الذين يحاولون اتخاذ قرارات تشبه أحكام الإسلام لصون المجتمع أن يكونوا جادين مع أنفسهم، هل هم حقا يريدون الإسلام، إن كان كذلك فإن للإسلام طريقاً مبدئياً فصّله الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو أن أحكام الإسلام هي ضمن منظومة شاملة لكل نواحي الحياة وأنظمتها فلا يطبق حكم دون آخر، وهي لا تطبق إلا في دولة الإسلام التي بها وحدها الطريقة الشرعية لتنفيذ هذه الأحكام، فليكونوا مع الصديقين في الدنيا لينالوا حسن الجزاء يوم لا ينفع منصب ولا حكومة إلا من أتى الله بقلب سليم.


أما أن يجعل هؤلاء من أنفسهم جسراً تعبر منه الإساءة للإسلام، فإننا نذكرهم بأنهم لن يضروا الإسلام شيئاً، فالله قيّض لهذا الدين أناساً يدفعون عنه كل شبهة جرها إليه أمثال هؤلاء وقراراتهم.


أحكام الإسلام فقط هي التي توقف انحدار المجتمع، عند إقامة دولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستطبقها تماماً على أصولها، وليس زيفاً كما يريده أعداء الإسلام وأعوانهم، فيجعلون من أنفسهم قنطرة للإساءة للإسلام.


قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105].

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب / غادة عبد الجبار

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع