التّشريع الوضعي الدّيمقراطيّ العَلمانيّ: شرّ لا بدّ منه لمن أحال فكره على التّقاعد!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إرهابيّة هي الدّيمقراطيّة حيث تتسلّط على الفكر وتدّعي "حريّته"!! كيف لا وهي تصف منظومتها بالكونيّة والعالميّة، وهي كذلك تكفيريّة إذ تجعل من نفسها في دائرة الإيمان وتسألك في اتّهام وتهديد: أنت لا تؤمن بي؟!!. إنّ أوّل الشّفاء من داء فصل الدّين عن الحياة ومن الدّيمقراطية الخادعة أن تُنزع عنها القداسة وتوضع محلّ سؤال ومحاكمة بل وإدانة من حيث كونها تتحدّى عقيدة الإسلام وتعتدي على أحكام الله وتريد أن تفتكّ من الوحي الحياة لتشغلها بأهواء البشر فضلا عن كونها تعيش الهزيمة في عقر دارها حيث النّشوء والانبثاق وحيث يبحث أهلها عمّا "بعدها" واصفين إيّاها بكونها غير قادرة على الحكم في حين يصوّرها لنا السّاسة في بلدنا وسائر بلاد الإسلام أنّها جنّة الأرض وسدرة المنتهى وخير ما توصّل إليه عقل البشر.
أمّا بمقياس الزّمن أقول للّذين يتكبّرون على الخلافة - المشروع العالميّ المتحفّز للحكم وتغيير بل قلب الموقف الدّولي - ويصفونه بالرّجعيّة متسائلا مسائلا إيّاهم: أيّهما خير ديمقراطيّة ما قبل الميلاد ديمقراطيّة اليونان الغابرين أم إسلامكم إسلام ما بعد الميلاد؟!! فضلا على أنّ الفكرة تُقاس بمدى إقناعها للعقل وموافقتها للفطرة وصدق انطباقها على الواقع لا بالجِدّة والقِدم.
كما أنّ السّياسيّين يعتبرونها أخفّ الضّررين وهي "شرٌّ لا بدّ منه": شرّ لأنّنا سنخضع لتقديرات مجموعة من النّاس وتجربتهم في الحكم وهي نسبيّة في النّجاح وقد يؤدّي ذلك إلى أزمات وكوارث في الحكم والاقتصاد وانحطاط في الأخلاق وضياع للقيم و"لا بدّ منه" لأنّ دونها الاستبداد والدّكتاتوريّة والتّسلّط!!. ولكنّي أسألهم: لماذا تضعون أنفسكم في سجنٍ عن رضا وطواعية وتغلّقون عليكم الأبواب وتعطّلون فكركم وتحيلونه على التّقاعد؟ لماذا لا بدّ لنا من هذا الشرّ والإسلام - عقيدة وشريعة، دين ومنه الدّولة، عقيدة ينبثق عنها نظام - بين أيدينا؟ لماذا تصرّون على إبعاد الإسلام عن الحكم وتجعلون من جعل الوحي أن يكون وحده مصدر التّشريع هو إعادة إنتاج لفترة سوداء كالحة عاشتها أوروبا وروسيا؟ أليس هذا من قبيل من يطرح حلاّ لمشكل غير موجود!!! فلا نحن لدينا حكم بحقٍّ إلهي ولا في الإسلام رجال دين ورجال سياسة بل كلّنا مسلمون نختار من يحكمنا - انتخابا مباشرًا - بالإسلام.
إذن الدّيمقراطية اجتمع عليها بلاءان: أوّلا أنّها كفرٌ تجعل من النوّاب أربابًا من دون الله (إن هم اعتقدوا ذلك) أذلّة الإكراه الموهوم (إن هم اتخذوها دثارًا وستارًا) وثانيا كونها خديعة يستعبد بها حيتان المال والأعمال الشّعوب باسم الأغلبيّة والاختيار مثلما استعبد النّبلاء النّاس باسم الدّين عن طريق الكنيسة وبالتّالي هذه الفاشلة هي إعادة إنتاج للاستعباد والقهر والظّلم ولكن هذه المرّة بـ ... ربطة عنق.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد بن حسين - تونس