التحالف الصليبي الأمريكي والدول العربية المشاركة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المراقب للأحداث في بلاد المسلمين عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة، وبلاد الربيع العربي يرى ويسمع ما وصفته العرب ببلاغتها "العجب العُجاب"، فأن تحرك جيوشا وإعلامها لمحاربة عدو أو حماية حدود بلدك أو نصرة مسلمين وخصوصا ممن هم جيران، فذاك ما لا يختلف عليه اثنان، وإن حصل اختلاف فلن يصل حد الجدال والقطيعة، لأن الأمر يبقى في حدود المعقول والمقبول وإن كانت هناك تكلفة قد تكون باهظة، أما أن تتحالف الدول العربية مع أمريكا التي شيطنت كل ما هو ضد مصالحها ووصمته بالإرهاب، حتى وصل الأمر إلى الإسلام والمسلمين، فإما أن يكون إسلامنا أمريكيا على نهج يرضى عنه رهبان البيت الأبيض، وإلا فالإسلام الذي نريده دين إرهابي يجب محاربته لأنه يريد استعادة السيادة للشرع والسلطة للأمة، بدل الحكام المرضي عنهم أمريكيا وأوروبيا، أما استعادة الثروات المنهوبة وخصوصا البترول فهنا تقع الطامة الكبرى وتقوم قيامة الدنيا والإعلام ولا تهدأ.
وعليه نرى أن أمريكا صمتت دهراً عن التقتيل في كل بلاد المسلمين ونطقت كفرا بما فعلت وقامت به شر قيام في أفغانستان والعراق، وبررته وأوجدت له ذرائع في مصر وليبيا وسوريا واليمن من أجل ترويع المسلمين وبقائهم تحت رحمة حكامها الموالين والمطيعين لأوامرها التي لا تعرف سوى مصالحها، أما التقتيل في غزة فحدث ولا حرج من تبريرات الدفاع عن النفس وحماية أمن يهود والإرهاب من المجاهدين وكثير غير ذلك.
وبعد كل ما حدث ورأت أن بلاد المسلمين لم تهدأ ثوراتهم، والتي أعطتهم نفسا كبيرا من الجرأة على حكامهم، وعرفوا أنهم أقوياء وأصحاب حقوق كثيرة مسلوبة ومنهوبة، وأن لا شيء بقي عندهم يتأسفون على خسارته، وعرفوا أن لا بد من التحرك الجاد الذي يستعيد كل ما فقد وسلب، ولا يكون ذلك إلا باستعادة السيادة والسلطة التي بها يعاد المسار إلى طريقه الصحيح، فيحكم شرع الله تعالى، وتعاد السلطة للأمة وتنتخب بإرادتها من يحكمها ولا يتسلط عليها لصالح غيرها كائن من كان، بعد ذلك نادت أمريكا بشيطنة المجاهدين في ثورة الشام وإرهابهم لأخطاء تم ارتكابها وهَولهَا الإعلام وضخمها، وهي أخطاء لا يقرها عاقل ولا مسلم سواء حصلت من فصائل مجاهدة أو من غيرهم، فما حصل من يهود في غزة لم يلق أي تنديد أو إدانة، رغم تقتيل الأطفال والنساء وكبار السن بالمئات، أما براميل بشار الأسد والكيماوي فلم تحرك ساكنا لأنها تخدم أمريكا وزبانيتها، وها هو بشار ما زال على كرسي حكمه لم تُمس منه شعرة وخادم أمين لما تريد أمريكا.
ومما تقدم نرى أن التحالف لا أساس له يبنى عليه سوى مصالح أمريكا وإرهابها للمسلمين، فعلام تشارك جيوش بلاد العرب والمسلمين أمريكا بتحالفها الصليبي على بلاد المسلمين..!!، ومما يدلل أن التحالف لضرب الإسلام والمسلمين وأي تحرك مخلص وجاد للتغيير في بلاد المسلمين تصريحات سيدهم أوباما، إذ يقول أن هذا التحالف لا وقت محدداً لانتهائه بل قد يمتد ثلاثين عاما، والأدهى والأمر أن يتم قتل المسلمين وتحركهم نحو عزتهم وبناء سلطانهم بأموال المسلمين وبترولهم، فيا أيها المسلمون أنقذوا أنفسكم من غضب الله تعالى ومقته، ولا تحاربوا المسلمين تحت قيادة أمريكا وخدمة لها، بل اتقوا الله تعالى وثوروا لتحكيم دينكم الإسلام وتوحيد بلاد المسلمين وانتخبوا وبايعوا حاكماً يحكمكم ويوحد بلاد المسلمين ويخلصنا من التبعية للغرب وعلى رأسه أمريكا.
﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات - أبو محمد