الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  أقلامٌ ملغومة تقطر دما

بسم الله الرحمن الرحيم


هجوم شرس من الوسط الإعلامي تجاه الناس؛ من شام الثورة المباركة ومصر السيسي الهالك وتونس الشرارة المسروقة وفلسطين المحتلة إلى السودان النازف. هجمة مقصودها الإسلام والمسلمين. هجمة باتت مفضوحة لتكشف حقيقة إعلام الأنظمة الجبرية المأجور.


فالوسط الإعلامي غربيّه وعربيّه، تابعه وخادمه، يتلاعب بعقل المتلقي المسلم وفي الأمر مبالغة لدرجة أن المتابع بات يستنكر ما يسمع ولا يصدق ما يرى! فعزف عن المتابعة!


وهذا الهجوم بسلاح القلم والشاشة أخطر من أي سلاح تقليدي وهو بمثابة جرعات فكرية مسمومة تضليلية تغتال الفكر والشعور عند المتلقي المسلم، تسمم عقله وأفكاره على المدى القريب والبعيد، فتقتل إنسانيته وتهدر كرامته، تجرده من قيَمه وتسلخه عن عقيدته الإسلامية فيصبح إنساناً بدون رأي ولا يتأثر فلا يتحرك ولا يتخذ موقفا شرعياً صحيحا.


كثيرة هي الأمثلة على المواقف الإعلامية "البَجِحَة" التي تستخف بعقول المسلمين، وأكثرها وضوحا موقف الإعلام من قضية فلسطين المحتلة وموقفه من ثورة الشام المباركة:


ففي شهر رمضان المنصرم، وتحديداً في يوم 12 رمضان 1435هـ الموافق 2014/7/10م، قُصف المدنيون في قطاع غزة ولم تكن المرة الأولى وواضح أنها ليست الأخيرة، ناهيك عما يعانيه المسلمون في جميع فلسطين جراء الاحتلال الصهيوني البغيض.. نجح الإعلام في تخدير وتحضير الرأي العام لعملية جراحية من شأنها أن تسكته عن فظاعة هذا العدوان، فكانت وسائل الإعلام مسيطرة على وعي المتلقي وأحدثت به "انفصاماً إعلامياً" مخيفاً، بتكرار الحديث عن حل الدولتين وعن حكومة "الوفاق الوطني" ومن ثم الترويج لتهدئة السيسي المجرم أثناء العدوان.


لقد أصبحت قضية العدوان الصهيوني على غزة عندما قُتل الصائمون، وأسفر العدوان عن قرابة الألفي شهيد وآلاف الجرحى وخلّف مدناً وقرًى مهدمة المباني مدمرة المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والماء، وشُرد مئات الأُلوف من الناس أغلبيتهم من الأطفال، وعمل الإعلام على إظهار هذه القضية منفصلة تماماً في أذهان الناس عن الحل الشرعي لقضية فلسطين - أي المطالبة بتحريك جيوش المسلمين لتحريرها بالكامل.

 

كما كانت القضية مفصولة تماماً عما يدور في بقية المناطق المحتلة كالضفة الغربية والقدس.

 

فبينما قُصفت غزة، كانت تتكرر الاقتحامات من قبل اليهود على الأقصى الأسير، ونجح هذا الأسلوب "أسلوب الانفصام الإعلامي" بتهميش وتجاهل خبر الاقتحامات والتعتيم عليه كلياً وعلى الأصوات المخلصة التي ارتفعت تستنجد، فركز الإعلام على الفصل بين القضيتين، والقضيتان كلتاهما في بلد واحد!


وكذلك فعل الإعلام حينما شن التحالف الصليبي حرباً ضروساً على الإسلام في العراق والشام، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة الأنظمة العربية الخائنة نعاج الخليج والأردن وتآمر مصر وتركيا وإيران، وفي صباح يوم الثلاثاء 23 سبتمبر العام 2014، شنت أمريكا الكافرة حرباً لا زالت مستمرة.. حرباً تدعم بشار المجرم بكل قوة، حرباً استمرت أثناء أيام عيد الأضحى المبارك.. ارتكبت الأقلام بحجة الترويج لخدعة "الحرب على الإرهاب" ارتكبت جرائم فظيعة في حق الأبرياء، وصمت الإعلاميون عن التساؤل عن موقف هذا التحالف الصليبي من بشار المجرم الذي قتل أكثر من مئتي ألف مسلم وما زال على أرض الشام المباركة.. ومرة أخرى كأن ما يحدث على أرض الواقع لا يدور في بلد واحد!


إن هذا "الانفصام القسري" في صياغة الأخبار وفي قراءة ما بين السطور بالنسبة للقضايا الإعلامية، وعزلها عن بعضها البعض في ذهن المتلقي المسلم.. هو بمثابة الرصاص الحي في قلب أمته التي مُزقت في غياب نظام الإسلام ودولته الإسلامية الواحدة التي توحد المسلمين في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة!


إن الأقلام في الإعلام سلاح خطير في أيدي ميليشيات تستهدف الأمة وتعي تماماً أن نهضة الأمة الإسلامية من كبوتها تتحقق فقط بالنهضة الفكرية وعودة للإسلام السياسي الصحيح. فلا عجب أن تفقد الأقلام السيطرة فتبذل جهوداً جبارة في تشويه الإسلام لضمان استمرار انبطاح حكام هذه الأمة العظيمة.


فالأقلام تقتل بدم بارد، فهي في أيدي الأنظمة التي أوغلت في دماء الناس بكل صلافة ودون أي مواراة، هي سلاحهم للدمار الشامل، ثلة من وسط إعلامي أقل ما يقال عنهم... أن أقلامهم كانت الطلقات التي قتلت الأطفال وسمحت للإرهابيين الحقيقيين بقتلهم ثم شاركت بطمس معالم المذابح والمجازر.. فأي ظلم وأية بشاعة! وما الاختلاف بين شبيحة بشار حاملي براميل الموت وبين شبيحة يحملون أقلام تساند الطاغية؟


إن ما يحصل على مستوى المشهد الإعلامي الآن... وكون الانفضاح لهذه الدرجة التي تعدت الفكر والعقيدة والمنطق والقِيم الإنسانية هي أقلام مسممة وصلت إلى مرحلة القتل والذبح في الأمة بدون خجل من النشر بازدواجية في المقاييس فاختلط الحق بالباطل عند الناس، وأصبح عدم التمييز ما بين الجلاد والضحية سيد الموقف - حيث سقطت الأقنعة وتخلى الإعلام عن "حياديته" و"تحاوره بين الرأي والرأي الآخر" وتخلى عن "استقلاليته المزعومة" واتخذ موقفاً واضحاً في صف أعداء الدين، فهو اليوم إعلام انتقل من مرحلة التشويه إلى الأقلام الملغومة التي تسدد طلقاتها الإعلامية إلى عقول الأبرياء فتصيب صدور الشهداء، ولكن كما للحكم الجبري نهاية فإن للإعلام الجبري نهاية، وإننا مستبشرون أن نهاية هذه الأقلام التي باتت يائسة حتى فلتت عن كل المعايير في نهاية الأنظمة السياسية التي تحتضنها، فليس بعد العسر إلا اليسر وليس بعد الصبر وبذل الدماء النقية إلا النصر وليس بعد الظلام إلا الفجر..


فاللهم اجعله قريبا

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع