الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

لا أهلا ولا سهلا بدستور الخِيانةِ والكفر في بلد عقبة بن نافع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في الوقت الذي يتطلع فيه الناس وترنو أبصارُهم نحو حكم إسلامي راشدٍ أو على الأقل حكومةٍ ثورية بلا خِياناتٍ ولا عمالات، يُطل علينا سياسيون من "المجلس الخِيانِي" يبشرون بالمولود الجديد، مولود ولد ميتا بعملية قيصرية ألا وهو "الدستور الموعود!!"، دستور استكملت فيه مواصفات الخيانة والتنازلات، بل استكملت فيه شروط الكفر، دستور يشرع للكفر والانحلال الأخلاقي، يشرع للعابثين من الحكام والسياسيين والنواب ممن باعوا إسلامهم ورضوا أسرنا في أيدي عدونا وعدوهم الكافر المستعمر الذي أباح لهم التصرف في رقابنا وفي مصائر ثرواتنا. في تصريح لإحدى نائبات المجلس التأسيسي قالت: أن الدّستور "كتب بالدّم"، فتصدق فيها مقولة "صدقك وهو الكذوب"، نعم لقد كتب الدستور بدماء الثائرين في سبيل إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، عندما ثارت الناس ضدّ علمانية كالحة فصلت الدين عن الحياة، إذا بها تُغتصب بِأيادٍ إسلامية متوضئة، لتكون دماء مهدورة وللأسف تحت الضغط الأجنبي وخيانة وعمالة من الذين ظن الناس بهم أنهم الأيادي الآمنة ممن ادعوا الإسلام!!! ليُحدث كل هذا شرخا كبيرا وهوَّةً عميقة بيننا وبين الحكام الخونة بعد أن وجدنا أنفسنا أمام حكومات لا تحكم ولا تملك من الأمر شيئا بل هم مجرد "دمى متحركة" يتلقفهم الكافر المستعمر يمنة ويسرة، إنهم رويبضات السنوات الخداعات، إن تمسسك حسنة تسؤهم وإن تصبك سيئة يفرحوا بها. قال تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 29].


يشرعون لنا دستورا حمال قوانين حطب مذمومة مدحورة بلا جذر عقائدي انبثق من علمانية وفدت علينا من أرض الصّليب أرض الكفر، في عاصفة هوجاء ملأت سماءنا بعجاجها وحجبت عنا شمس إسلامنا، فاختفى النور الذي كان يضيء حياتنا، فخيمت الظلمات وتحركت وحوش الليل وأفاعي الظلام تفتك بنا وتنفث فينا سمومها. دستور يفتح الباب على مصراعيه للكفر، يحمل في طياته حقدا دفينا مدسوسا ضدّ الإسلام والمسلمين، فصل الدين عن الحياة، وأهلك الحرث والنسل والحجر والشجر، لسان حاله يقول "ربنا ما خلقت في الكتاب من شيء"، تعالى على عقيدة وحضارة ودين هو الحق المبين، ليعيد المشهد نفسه، ونجد أنفسنا أمام دستور 59 بل هو أشدّ حربا على "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فنكون بذلك دخلنا الجُحْر الذي لُدغنا منه من قبل.


اعلموا أن الدستور والقوانين والتشريعات التي تفصل الدين عن الحياة هي إبادة للمسلمين، وهي أشد وطأة من المدفعية والطيران الحربي والقنابل والكيمياوي، على غرار أن ما بُني على باطل فهو باطل. والدستور باطل بُني على علمانية باطلة أقصت الدين من معترك الحياة، اتخذت إلاهها هواها، أهواء ظلامية دامسة ظلمات بعضها فوق بعض.


دستور كفر يشرع للفساد والإفساد، يغضب الله ورسوله ويتحكم في رقاب الناس ومصائرهم بالحديد والنار، وكأن الخلق موجودون كغنم بلا راعٍ وصنعة بلا صانع، أو كأنهم فوضى مُهملون تفعل بهم العلمانية ما تشاء.


دستور يكرس لنفوذ الكافر المستعمر ويرسم الطريق الذي رُسِم سابقا في حقبة الهالك "بورقيبة" والهارب "بن علي"، طريق مُضاء بظلمات الغرب يحثون مرتزقتنا على السير فيه ونسوا أنه ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾، أصابهم شذوذ فكري واستوطنت العلمانية أذهانهم فأصبحوا رجعًا وصدى للغرب أتباعا أذلاء، وما أصدق وصف القرآن الكريم لهم وذلك في قوله تبارك وتعالى ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.


أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير!!؟ أدستورٌ وضعي وضيع بشري أناني خير، أم تشريع واحتكام إلى الله تعالى وقانون لا يأتيه الباطل من بين يديه؟!!


يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، أيها المسلمون! إنّنا ندعوكم دعوة الصادق الأمين للسير مع من ارتقى إلى خير أمة أخرجت للناس، وأن ترفضوا هذا الدستور وأن تكنسوا الاستعمار الذي "لا يرقب في مسلم إلا ولا ذمة"، انبذوا كل المعاهدات والمواثيق المجرمة الظالمة التي تمليها علينا الدوائر الاستعمارية، واستجيبوا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمْ النَّار وَمَا لَكُمْ مِنْ دُون اللَّه مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.


اجعلوا الإسلام وحده دون غيره بين أبصاركم؛ بالعمل على استئناف الحياة الإسلامية، واعلموا أن الوَحدة هي السياق الطبيعي لهذه الأمة الإسلامية الوسط وما دون ذلك من تقسيم وشرذمة وحدود ودساتير وضعية هي النشاز والاستثناء.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سَليم الورغي - تونس

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع