الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

علاقة المرأة بالرجل محددة بميثاق غليظ

فلا مجال فيها لتسويق نفايات حضارة الغرب الماجنة

 

كتبت الصحفية أمل هباني، تدوينة على حسابها الخاص بموقع التواصل فيسبوك، قالت فيها ما نصه: "للنساء المسكينات المقهورات المذلولات بنار التعدد وليس لديهن أي مقدرة على الطلاق خوفا من مسؤولية الأطفال وزيادة القهر بالطلاق. ممكن تستعيني بصديق يوم أن يذهب زوجك إلى زوجته الجديدة"، وتابعت في تدوينتها التي فجرت موجة غضب: "لأن فكرة التعدد لا يداويها سوى فكرة الاستعانة بصديق".

 

ما كنا لنرد على هذا الكلام الساقط لأن محاربة الباطل بإماتته أنجح طريقة، لكن المدعوة أمل هباني تصر على انحرافاتها الفكرية وتتهم الدين بأنه سبب معاناة وقهر المرأة، وظهرت في فيديو وهي تدافع عن فكرتها الشيطانية وقالت "إن الدين ميز المرأة ولم يراع حقوقها الجنسية، لماذا يعطى الرجل حق التعدد ولا تعطى المرأة هذا الحق؟" وقالت "الخطوط الحمراء والممنوعات التي يعيشها المجتمع" وتعني الروابط المشروعة بين الرجل والمرأة، "تمنع الناشطات في الخوض في هذه الحقوق وأنه لا بد من المصادمة وتغيير المفاهيم الاجتماعية والنصوص الدينية التي تظلم المرأة"، وأنها تسعى لحل أنجع بتغيير القوانين لقوانين علمانية عادلة.

 

ولنا حق مشروع أن نسأل في صراع فكري راق المدعوة أمل هباني، هل تغيير القوانين إلى العلمانية وإلغاء تشريعات الإسلام الاجتماعية هو تغيير يحسن أوضاع تعانيها المرأة في السودان؟ وهل يكون التغيير بالزنا، والتمرد على أحكام الإسلام وتقليد الغرب لدرجة أن نحتقر أعظم ما نملك بوصفنا مسلمي العقيدة والأحكام الشرعية؟ وهل هكذا نحقق للمرأة عدالة وننقذها من الاضطهاد؟!

 

والحقيقة الأوضح من الشمس في رابعة النهار هي أن ثروات السودان تُنهب بالاستثمارات الغربية وسياسة الغرب التي من ضمنها علمنة المجتمعات، هي سبب الأساس في إفقار أهل السودان، وتنغيص حياتهم بإبعادهم عن دينهم الذي هو عصمة أمرهم، وإقصاء أحكامه الطاهرة بتشويهها، ليعجزوا عن تسيير أمور دنياهم وفق الأحكام الشرعية لا قدر الله، فتسيطر العلمانية، والفحشاء، والفجور، الذي تدعو له الساقطات من النساء.

 

إن هؤلاء العلمانيين هم مجرد أدوات للغرب الكافر المستعمر، وهم جزء من الحرب الشرسة التي تشن على الإسلام والمسلمين ولا يهمهم مصلحة امرأة ولا رجل، فقط همّهم ضرب الإسلام لتعطيل أحكامه وإحلال قوانين الغرب الرأسمالية التي تخدم مخططات أسيادهم الغربيين الرأسماليين في السيطرة على بلاد المسلمين، ونهب ثرواتهم بنشر ثقافة التحرر وما يسمى حقوق الإنسان بغرض فرض حياة الغرب القذرة على نساء المسلمين.

 

إن الدول الغربية التي تتبنى حقوق المرأة وتشن الحملات المشبوهة لتسليط الضوء على المرأة المسلمة، وحقوقها المسلوبة كما يدعون، ترمي بذلك إلى استخدام المرأة أداة في الشر وإفساد المجتمعات، حتى تتمكن من تنفيذ أجنداتها التي لا ينمو نبتها إلا وسط القاذورات الأخلاقية.

 

ونظرة خاطفة لواقع المرأة في الدول الغربية تعطي صورة عن مدى انتهاك الغرب لأدنى حقوق المرأة بل استعباده لها واسترقاقها وجعل أهواء الرجال وشهواتهم هي المتحكمة بمصيرها الذي تظهره إحصاءات الدوائر الرسمية؛ ففي إحصائيات منتشرة في مواقع الإنترنت تظهر الأرقام هول الواقع الذي تعيشه المرأة في الغرب، ومع الأزمات الاقتصادية والأحوال المتردية عالمياً زادت هذه المعاناة أضعافاً مضاعفة. وتظهر هذه الإحصائيات أن الحضارة الغربية أخرجت المرأة عن إنسانيتها وجعلت منها ماكينة لدر الربح على حساب عفتها وكرامتها وإنشائها للأجيال، فهدمت الأسرة وجعلت العلاقة الجنسية أساس العلاقة مع المرأة، فإذا ما ذبلت زهرتها تركت كما تترك الماكينة الصدئة! فهل تريد أمل هباني لنساء السودان المآل نفسه؟!

 

ولكل علماني متهالك نقول إن المسلمين الذين يعتنقون الإسلام، ويؤمنون بعقيدته وأحكامه، في غنى عن تغيير يسلخ المرأة من عفتها وطهرها، وأنه لا يعقل أن يكون هناك تغيير بشعارات الفجور والعهر، وبعبارة أخرى بوصفنا مسلمين فنحن نتشرف بأحكام شرعنا الحنيف التي جعلت النظرة إلى الصلات بين الرجل والمرأة نظرة لبقاء النوع لا نظرة للناحية الجنسية، التي جعلتها أمل هباني هي الأساس للعدالة بين المرأة والرجل، نعم إن الناحية الجنسية أمر يتطلب الإشباع، ولكن ليست هي التي توجه الإشباع ولا هي غاية في حد ذاتها. ومن أجل ذلك يعتبر الإسلام وجود الأفكار الجنسية بين الجماعة أمراً يؤدي إلى ضرر عظيم على المجتمع، ويعتبر الإسلام وجود الواقع المادي الذي يثير النوع أمراً يؤدي إلى الفساد، لذلك فقد جاء ينهى عن الخلوة بين الرجل والمرأة، وعن التبرج والزينة للأجانب، وينهى كلاً من الرجل والمرأة من النظر للآخر نظرة جنسية، وجاء يحدد التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة العامة بأحكام تحافظ على طهر وعفة المجتمع، وجاء يحصر الصلة الجنسية بين الرجل والمرأة في حالتين اثنتين ليس غير، هما: الزواج، وملك اليمين. فالإسلام يعمل على الحيلولة بين غريزة النوع وبين ما يثيرها في الحياة العامة، وعلى حصر صلة الجنس في أمور معينة شرعها الله لحفظ النوع، لذلك فعلاقة المرأة بالرجل هي علاقة محددة بالشرع ولا مجال فيها لتسويق نفايات حضارة الغرب الماجنة.

 

إن هذه المخططات التي يحوكها الغرب ومنتسبوه من بنات المسلمين وأبنائهم الذين تعلمنوا فأصبحوا في خانة العدو، مكشوفة ومفضوحة، وهدفهم منها أن تنتشر بين المسلمين حضارة الغرب الرأسمالية وتتفسخ مجتمعاتهم وتهدم أسرهم وتموت أجيالهم متغربة عن دينها، ولكن بالوعي بأحكام الشرع الحنيف الذي دب في المسلمين على هذه المخططات، وبعمل العاملين لتحكيم شرع الله في الدولة والمجتمع، سيكون سعي الغرب ومن شايعه في تباب، وإن دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ستقطع الطريق أمام هذه المخططات القذرة قريبا بإذن الله.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع