الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تسليط الضوء على نمط الاستبداد في آسيا الوسطى

من خلال قضية اعتقال نساء قرغيزستان

(مترجم)

 

يبدو أن اعتقال العديد من الناشطات المسلمات في قرغيزستان تحت ستار التطرف والراديكالية هو اتجاه قديم طوره حكام قرغيزستان مرة أخرى، تماماً مثل زملائهم الطغاة في أوزبيكستان وكازاخستان.

 

لا تختلف أنظمة آسيا الوسطى عن غيرها من الأنظمة الديكتاتورية، فمنذ عام 2010 أصدرت الحكومة القرغيزية قانونا جديدا يقيد أي أنشطة دينية داخل البلاد. يعتقد الكثيرون أن الحكومة قد طبقت القانون عمداً كمحاولة لفرض وجهة نظرها على دين معين على المجتمع، وهدفه ليس سوى المسلمين. وهذا القانون الذي صدر مؤخراً يلزم الجماعات الدينية، سواء أكانت قانونية أم لا، بتسجيل منظماتها. كما يحظر القانون توزيع أي نوع من المؤلفات الدينية، المطبوعة أو الصوتية أو المرئية، في الأماكن العامة والمدارس ومؤسسات التعليم العالي.

 

إن ما يحدث في قرغيزستان ليس حالة جديدة، بل إنه لا يزال متشابكاً في نمط الاستبداد الذي يميز أنظمة آسيا الوسطى. تتكون منطقة آسيا الوسطى من كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، وأوزبيكستان، من 55 مليون إلى 66 مليون نسمة من المسلمين. ونحن نعلم أن المسلمين في آسيا الوسطى قد عانوا من التمييز والاضطهاد الوحشي خلال الحقبة السوفيتية وحتى اليوم. فحتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تم خنق الجغرافيا السياسية في آسيا الوسطى لتكون عدة بلدان جديدة ذات أنظمة مستبدة في المنطقة، والتي هي في الواقع إرث بقايا استعمار الحزب الشيوعي السوفيتي الوحشي. إن هؤلاء الطغاة هم رجال شيوعيون سابقون كانوا في السلطة لفترة طويلة. وقد استمروا في السعي إلى إسكات دعاة الإسلام وناشطيه، باسم الاستقرار الأمني، وقد دفعوا ثمناً باهظاً وكانت الوحشية هي الثمن. ومن المعروف أن الأنظمة الديكتاتورية في منطقة آسيا الوسطى لا تزال تعتمد تدابير شيوعية في التعامل مع المسلمين.

 

تنتمي دول آسيا الوسطى التي يحكمها الطغاة إلى منظمة شنغهاي للتعاون الإقليمي، وهي منظمة حكومية دولية في المنطقة الآسيوية تضم في عضويتها جمهورية الصين الشعبية وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبيكستان. وباستثناء أوزبيكستان، كانت جميع البلدان الأخرى أعضاء في السابق في مجموعة شنغهاي الخمسة التي تأسست في عام 1996. وقد أعلنت المنظمة في 15 حزيران/يونيو عام 2001 بعد انضمام أوزبيكستان. تعزز هذه المنظمة التعاون بين البلدان في مجالات الحدود الوطنية والاقتصاد والطاقة والثقافة. ويجادل الكثيرون بأن هذه المنظمة هي ثقل موازن لقوة حلف شمال الأطلسي وأمريكا. كما تقوم المنظمة بنشاطات من بينها إصدار مبادرات لمكافحة الإسلام والنشطاء المسلمين في آسيا الوسطى بذريعة الإرهاب.

 

هذا الهوس ضد الإسلام والمسلمين متجذر في الواقع كجنون العظمة الروسي ضد دولة الخلافة. وقد عبر فلاديمير بوتين عن ذلك بوضوح شديد في فيلم وثائقي صدر مؤخراً في روسيا. وجاء فيه التالي: "سوف يقيمون الخلافة من جنوب أوروبا إلى آسيا الوسطى"، وقال "وهذا يشكل أكبر خطر". وقد واصل بوتين تأكيد موقفه في قيادة الحرب ضد الإسلام تحت راية منظمة شنغهاي للتعاون والضغط على قادة المسلمين في آسيا الوسطى بما فيها قرغيزستان. ففي 14 حزيران/يونيو 2019، اجتمع مجلس منظمة شنغهاي للتعاون في عاصمة قرغيزستان، بيشكيك، واجتمعت وفود من الدول الأعضاء لمناقشة القضايا الإقليمية، وخاصة القضايا الاقتصادية والأمنية. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حضر القمة وأدارها على ضرورة مكافحة (الإرهاب والتطرف) في ظل شراكته مع دول المنطقة والمحاربة معا. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال عقد القمة، تهامس كل من الرئيس القرغيزي سورونباي جينبيكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على انفراد خلف الباب.

 

إن نمط الاستبداد في آسيا الوسطى هو مزيج من بقايا الأيديولوجية الشيوعية والمصالح العلمانية للرأسمالية اليوم. ويظهر ذلك بوضوح من خلال منظمة شنغهاي للتعاون، وهي العنصر المهيمن لروسيا، مع الصين إلى جانبها. وقد أعلنت الأنظمة في آسيا الوسطى الحرب على الإسلام والمسلمين لسنوات تحت ستار "الحرب على الإرهاب"، ولم تتردد في اعتقال النساء المسلمات. ويبدو أن هذا النمط قد ألهم بلداناً إسلامية أخرى مثل إندونيسيا، التي تعتمد نمطاً مماثلاً من خلال اتخاذ تدابير للتجريم المنهجي لما يسمونها رموز التطرف.

 

إن على جميع المسلمين في آسيا الوسطى وفي بقية العالم أن يسعوا جاهدين لإعادة إقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة باعتبارها السلطة الحقيقية لأمة محمـد ﷺ. ومن أجل إنهاء هذه المحنة، عليهم وقف وإنهاء دعمهم للحكام المستبدين مثل جينبيكوف والأنظمة المستبدة العميلة لروسيا، كل ذلك يأتي من خلال إعادة دولة الخلافة كدرع حام لهم.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 01 أيلول/سبتمبر 2020م 23:03 تعليق

    لا حل ولا خلاص للبشرية جمعاء إلا بالخلافة الراشدة اللهم هيئ سبيل إقامتها ورفع رايتها

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع