الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بين محنة (خلوها خلقت في أحسن تقويم)!

وحملة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

نظم مركز دراسات المرأة السبت ورشة بعنوان "السفراء والناشطين الفاعلين في وسائط التواصل الاجتماعي" لحملة "خلوها خلقت في أحسن تقويم" 17/3/2019م (سونا)، وأوضحت نوال مصطفى المدير العام لمركز دراسات المرأة لـ(سونا)، أن الورشة تأتي في إطار اهتمامات المركز بالمرأة، مبينة أنها منظمة طوعية تعنى بدراسة أوضاع المرأة وتحليلها، وصولاً لخلاصات ونتائج يمكن أن تسهم في ترقية وتطوير وتصحيح أوضاعها في كافة المجالات.

 

يقدم مركز دراسات المرأة نفسه كما ورد في موقعه على الإنترنت، على أنه يشكل مرجعية علمية في عدة مجالات لمؤسسات الدولة، وهو منظمة بحثية تقدم الاجتهادات النظرية، فيما يتعلق بقضايا المرأة والأسرة والمجتمع، ومن ثم صياغة مشروعات وبرامج، تسهم في تحقيق التنمية والرفعة وكل ما يعنى بنهضة المرأة وتفجير طاقتها، وللمركز الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في الأمم المتحدة، وكذلك الاتحاد الأفريقي.

 

لعل المركز يتحمل بهذه الصياغة مسؤولية كبيرة تجاه المرأة ولكن ما هي أهم إنجازات المركز لتصحيح أوضاع المرأة في السودان؟ وهل تصب إنجازاته في تجفيف أسباب معاناة المرأة؟ لا يخفى على أحد الأوضاع المزرية التي تعيشها المرأة في السودان، وهي الأولى والملحة لأن يركز عليها في مركز دراسات المرأة في أعماله، إن كان حقاً يسعى لترقية وتصحيح أوضاع المرأة، لضررها البالغ على المرأة، هذه الأوضاع تسببت في إرهاق المرأة وتحميلها فوق طاقتها، وعلى رأس ذلك الأوضاع المعيشية القاسية، التي أخرجت النساء في الاحتجاجات الأخيرة، وهن يواجهن الاعتقالات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة، والأحكام بالسجن والجلد، أما الحروب والنزاعات المحلية بالسودان، فقد أدت إلى تشريد الآلاف من النساء، ومعاناة النساء النازحات في المعسكرات من انعدام الأمن، وتفشي أمراض سوء التغذية وسط الحوامل والأمهات، وعدم توفر خدمات الصحة والتعليم، وفي العاصمة الخرطوم أيضا تعاني الآلاف من النساء العاملات بالسوق اللواتي تلزمهن السلطات المختصة بسداد مبلغ مالي نظير بطاقة جنائية، فضلاً عن الرسوم والضرائب، والعاملات في بيع الشاي والأطعمة، يعانين من تراجع الدخل اليومي، مع تصاعد الكشات وارتفاع الغرامات بجانب ارتفاع الأسعار بالسوق، كل ذلك وأكثر من معاناة المرأة في السودان، لم يلفت نظر مركز دراسات المرأة! والمركز يقدم أهم إنجازاته مجموعة ندوات ومؤتمرات وورش عن أعمال لا تقدم ولا تؤخر في الأوضاع التي تكتوي بنارها المرأة في السودان!

 

أولى القضايا، قضايا الحقوق، وواقع المرأة في المواثيق الدولية، والدور في التنمية الشاملة، وإن كنا لا نرى تنمية أصلاً، فضلاً عن أنها شاملة، لكن الأجدر بالمركز أن يستقي أدبياته من دين أهل البلد، فهذه المواثيق الدولية ثبت مناقضتها الصريحة لأحكام الإسلام، بل تأكد يقيناً محاربتها لكل مظاهر الإسلام باعتبار انتمائها لحضارة مشرعيها الغربيين الرأسماليين، الذين أوصلوا المرأة إلى حالة مزرية تتحدث عنها دراساتهم الرسمية باسم الحريات والحقوق المزعومة.

 

القضية الثانية قضية الختان، وقد قام المركز بتأسيس شراكة مع المجلس القومي لرعاية الطفولة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، لإطلاق حملة "خلوها خلقت في أحسن تقويم" الإعلامية لمناصرة حملة الختان، بقيام ورشة المهن الإعلامية والإبداعية للحملة، ويدل استخدام العبارات (خلقت في أحسن تقويم)، وهي جزء من آية قرآنية، على محاولة استخدام الدين في تجريم ختان الإناث، رغم الشراكات للمؤسسات الكفرية التي تنسف كل ما يتعلق بالدين من حيث هو دين، لأنها مؤسسات علمانية لا تؤمن بوجود الدين في الحياة، والاستجابة لضغوط هذه المنظمات. ورغبات الفئات المختلفة أو تكوين القناعات المسبقة قبل معرفة الهدى في النص يجعل سوء العمل مزيناً كأحسن العمل، ورغم أن الختان ليس قضية تبحث في واقع ما يعايشه أهل السودان، والنساء على وجه الخصوص من معاناة فاقت التصور، ولا هي قضية تؤثر على حل المعاناة الحقيقية للمرأة بشكل عام، ولا هي قضية معضلة في الفقه بل هي قضية اختلف الفقهاء في ختان الإناث، ولم يجمعوا على استحبابه، ولكنهم اختلفوا بين كونه واجباً أو مستحبا أو مكرمة، والناظر في الفقه الإسلامي، يلحظ مدى حفاوة أهل العلم بتقعيد قواعد متعددة لاستيعاب الخلاف استقاء من مقاصد الشريعة، ومن أهم هذه القواعد: قاعدة (لا إنكار في مسائل الخلاف). ومن القواعد الأخرى المهمة التي وُضِعَتْ لاحتواء الخلاف خوفاً من أن يؤدي إلى التنازع، ولتكوين النفسية التي تقبل بوجوده وطبيعيته، بل وأهميته أحياناً، قاعدتان أخريان تذكران أحياناً في أصول الفقه وأحياناً في القواعد الفقهية وهما، (كل مجتهد مصيب)، و(استحباب الخروج من الخلاف).

 

ورغم ذلك نجد من رجال الدين من نذر نفسه لقضية ختان الإناث! فقد ذكر الشيخ بدر الدين أبو البراء في ورشة يوم السبت، أن ختان الإناث ليس من الدين، ولا هو بسنة بل عادة ضارة يستوجب أن يعاقب عليها، وجريمة أخلاقية ودينية واجتماعية، وإن الجانب الديني أُلصِق بها لتمريرها وسط المجتمع. (17/3/2019 سونا).

 

والمتابع لأوراق وأجندة الورشة التي أقيمت يوم السبت، يجدها لا تخرج عن تصريح نائبة المدير التنفيذي لليونيسف غيتا راو غوبتا في الذكرى الثامنة لليوم العالمي لرفض ختان الإناث، حيث طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، 29 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، منها السودان بالتوقف نهائياً عن هذه العملية، وقالت غيتا إن ختان الإناث يمثل انتهاكاً لحقوق الفتيات في الصحة وتقرير المصير، والتشريعات وحدها لا تكفي لمواجهته، لافتة بحسب التقرير المنشور على موقع المنظمة، إلى أن التحدي الآن هو السماح للفتيات والنساء والفتيان والرجال بالتحدث عنه بشكل علني وصريح، وإعلان أنهم يريدون التخلي عن هذه الممارسة الضارة.

 

وتعد مسألة الختان من القضايا المحورية للمركز واعتبروها مرتبطة برفاة المرأة وأمنها النفسي والصحي، وليتهم اهتموا بالمشاكل المذكورة آنفاً، والتي سببت للمرأة الموت، ناهيك عن الأمن النفسي، وقد تقدم المركز للمجلس القومي لرعاية الطفولة بخطة وميزانية حملة (خلوها في أحسن تقويم) في تموز/يوليو 2018م وتم التصديق بالصرف على الميزانية في 13/11/2018م، وقد شرع فريق الإشراف بعدها مباشرة في تنفيذ الحملة، وكانت أولى فعالياتها العملية إقامة ورشة للمهن الإعلامية، وذلك في الفترة من 18-20/11/2018م، وقد أنتجت هذه الورشة موجهات وسياسات للتناول الإعلامي، من حيث الشكل والمحتوى، وأصدرت بيانها الختامي وتوصياتها، التي عملت على شمول تناولها لكل القضايا والمقترحات لتحقيق الهدف الأكبر نحو "مجتمع سوداني خال من ختان الإناث"، كما خططت لشبكة برامج إذاعية وتلفزيونية ومجموعة أعمال صحفية قدمتها، ولا زالت، المؤسسات التي شاركت في الورشة.

 

في المقابل القسم النّسائيّ في المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير في هذا الشهر بدأ بحملة بعنوان مختلف بموضوع مختلف وغايات مختلفة، ومن هنا ندعو مركز دراسات المرأة والقائمين على حملة (دعوها خلقت في أحسن تقويم)، والمشايخ المشاركين أن ينظروا كيف تكون الحملات والمجهودات مثمرة عظيمة عظمة الإسلام، عنوان هذه الحملة المباركة العظيمة هو "الخلافة رعاية وحماية"، تقدم فيها رؤية عملية تبرز كيف أنّ الخلافة الرّاشدة الثانية على منهاج النّبوّة، والتي آن أوانها بإذن الله، تجسّد المبادئ والقوانين والنّظم لحلّ مشاكلنا كأمّة، وهي ضمان لحماية حياتنا وممتلكاتنا وشرفنا ومعتقدنا. فتضمن كيفيّة معالجة ومنع القمع السّياسيّ والفساد، والفقر الجماعيّ والبطالة، والعنف ضدّ المرأة، واضطهاد المسلمين، وأزمة التّعليم والرّعاية الصّحّيّة، وانهيار وتفكّك الأسر، والانقسام الطّائفيّ والتّخلّف التّكنولوجيّ... وغير ذلك، كما هو مفصّل وواضح في كتاب دستور دولة الخلافة لحزب التّحرير الذي يعرض مخطّطا مفصّلاً وكاملاً لطريقة عمل هذه الدّولة العظيمة، وكيفيّة عنايتها ورعايتها لشؤون ومصالح النّاس، وأنها ستحمل هذا النور لإنقاذ العالم من لظى الرأسمالية.

 

لكن هذه الحملة رغم عظمتها وموضوعيتها في معالجة كافة المشاكل التي تجتاح بلاد المسلمين وليس مشاكل المرأة فقط، فإننا نتوقع أن لا تلقى معاوناً ولا نصيراً، فلا شراكات مع منظمات الكفار ولا الجهات الرسمية التي تطبق القوانين الوضعية، ولا الإعلام المسيس الذي تصيبه الغشاوة من الحقائق فلا يرى إلا ما يملى عليه!! لكن هذه الحملة عقدت شراكة وحيدة هي مع الله سبحانه وتعالى، بالعمل تحت إمرة رسول الله e، بقوانين وتشريعات الكتاب والسنة بالصراع الفكري والكفاح السياسي، لاستئناف الحياة الإسلامية، التي توفر للمرأة وكل المجتمع حياة آمنة مطمئنة يسودها العدل والكرامة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة/ غادة عبد الجبار (أم أواب) – الخرطوم

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع