الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

إنا على العهد باقون يا أمير حزب التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم


بمناسبة المؤتمر النسائي العالمي الذي عقده حزب التحرير في شهر آذار/مارس 2012 والذي يحمل عنوان "الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي" توجهت إحدى شابات حزب التحرير برسالة إلى أمير حزب التحرير الشيخ العالم الجليل عطاء الله خليل أبو الرشتة.. وهذا نصّها:


"تقيّ الدين كتل وأسّس، عبد القديم جهر وصدع، وعطاء الله يستنصر وسيُنصَر.. لن نقول لك يا أميرنا اذهب لوحدك فصارع وكافح واستنصر إنّا هاهنا قاعدات.. ولكن نقول: إنّا وإياك على عهد واحد ولو عٌلّقنا على المشانق..


وإننا شابات حزب التحرير، على عهد الله ماضيات، وبهدي محمد صلّى الله عليه وسلّم مقتديات، ولن يُقعدنا عن ذلك بإذن الله لا مؤامرات الغرب وبطشهم، ولا خيانة الحكام ومكرهم، ولا شدّة الكرب وطول انتظار الفرج، ولا قساوة العيش وضيق المخرج، فسنستمرّ نغذّ السّير والمسير، بجدّ واجتهاد وصدق مع الله وإخلاص مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ضارعات إلى الله سبحانه أن يُكرمنا بخلافة على منهاج النبوة، فهي ملء البصر والفؤاد وهي المنّة من رب العباد، نراها رأي العين وإن ظنّوها قد ابتعدت، ونستبشر بفرجها إذا ما الأزمة اشتدّت، وأعيُننا ترنو إلى هناك، نصر من الله وفتح قريب ورضوان من الله أكبر والله أكبر".


--------------------


ونحن اليوم، نُجدّد العهد مع الله تعالى مهما طال الطريق واشتدّ، ومهما زاد الظلم وامتدّ، فالحقّ طريقه وعرٌ لا يقدر عليه اليائسون والمثبّطون والماكرون..


والخلافة تحتاج إلى سواعد طاهرة، وقلوب صادقة مؤمنة، كلّها يقين بوعد الله وببُشرى رسوله صلّى الله عليه وسلم..


فلو قامت الخلافة بلا أذى وتضحية وشدائد، لَشَككنا في الطريق الذي نسلكه، لأنّ المقياس الثابت لدينا قوله صلّى الله عليه وسلم: «لا راحة بعد اليوم يا خديجة»، وهذه سنّة الله في الذين خلَوْا من قبل ولن نجد لسُنّة الله تحويلا..


فالحقّ لا يُدرَكُ بالتمنّي والرجاء، ولا بالتنازل وقلّة الحيلة، ولا بالتدرّج والتسويف، ولن ينال عهدَ الله الظالمون.. فالعهد الذي بيننا وبين الله عظيم.. نحن نعاهدُه على عبادته لا نشرك به شيئا وهو تعالى يعدُ من آمن منّا وعمل صالحا بالخير العظيم..


وأيّ عمل صالح أَهدَى وأبرّ وأجلّ عند الله من عبادته كما أمر وإقامة شرعه في الأرض وعدم إشراك أيّ دستور أو قانون إلاّ دستوره وقانونه؟؟


﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


إنّ ما نراه اليوم من أزمات في بلاد الشام وأرض الكنانة وأرض الزيتونة وبورما وأوزبكستان والعراق وكلّ بلاد المسلمين، هذا كلّه لن يُضعفَ قوانا ولن يصيبَنا باليأس والملل، بل سيَزيدنا قوّة على قوّة، لأنّ قمّة النصر عند قمّة الأذى.. والله عزّ وجلّ يقول: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.


وما عانته الأمة الإسلامية من قهر وظلم بغياب الخلافة وعدل الإسلام، وما قدّمته من شلاّلات الدماء وحصاد الأرواح، قد زادها صلابة وثباتا.. فما عادت تُرهبها قوة النار والحديد، وما عاد يؤثر فيها النذير والوعيد، فمَن تعرّض للمصاعب ثَبَت للمصائب.


فامْضِ يا أمير حزب التحرير ونحن معك بإذن الله وسوف تجد على الحقّ أعوانا، فالخلافة هي الوعد وهي البشرى وهي الواقع الذي صارت تتطلّع إليه الأمّة بقلوب مسفرة مستبشرة وتهابه قلوب عليها غَبرة ترهقها قترة..


وإن النصر مع الصبر.. وإن العسر مع اليسر

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: نسرين بوظافري

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع