أنظمة الحكم ونظرة الأمم والشعوب إليها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا العالم المترامي الأطراف نجد فيه بعد انعام النظر في خريطة العالم ، قارات فيها دول عديدة بين كل دولة ودولة خط فاصل قد يكون وهمياً أو برميلاً أو شيكاً .
وفي كل دولة نظام حكم وضع لتسيير أمور البلاد والعباد وفي كل دولة رئيس يحكمها ويطبق الحكم على هذه الشعوب .
وأنظمة الحكم في هذه نجدها بأشكال أربع هي : الملكية والجمهورية والإتحادية والنظام الإمبراطوري .
في النظام الملكي نجد دولا ً يكون الحاكم فيها يملك ويحكم كالسعودية والأردن ، ودول الحاكم يملك ولا يحكم كالمملكة المتحدة برطانيا ، ويكون الحكم وراثة لعائلة واحدة ويختص الملك بإمتيازات على عكس شعبه ويكون فوق القانون ولا يحاسب ولا يسأل من أين لك هذا ؟ ويعتبره الشعب رمزاً لهم يصل إلى حدّ التأليه .
والنظام الجمهوري الذي نشأ من طغيان الملوك وانقلاب الشعب عليه ، وأصبح الشعب من يحكم بالديمقراطية ، يضع أحكامه وأنظمته من تلقاء نفسه ، فيبيح الحرام ويستحله و يحرم الحلال ويمنعه ، وينتخب الشعب ممثلاً عنه يسمى رئيس الجمهورية ، قد تكون رئاسية والحكم بيد الرئيس ووزراءه ، وجمهورية برلمانية ويكون الحكم للوزراء ، ومن الامثلة جمعا لا حصرا فرنسا وسوريا .
ونظام الإتحاد يقسم البلد الواحد إلى بلدان وأقاليم ، له سياسة داخلية وقوانين ، ولكنهم يشتركون في السياسة الخارجية ، واقليم ميزانية خاصة ولا دخل لإقليم على إقليم ومنها الفدرالية والكونفدرالية ونجدها في الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية .
والنظام الإمبراطوري يحكم مناطق شاسعة وأقاليم عديدة تضم أمماً وشعوباً مختلفة العادات والأعراف ويهتم بالمناطق الحيوية كالعاصمة ، وأيضا الإقليم الذي يدِرُّ إيراداً للدولة ولا تهتم بغيره .
هذه الأنظمة السائدة في العالم ونظرة الامم والشعوب إليها كانت نظرة اعتزاز وافتخار ، بأني من المملكة الفلانية وأنا من الجمهورية العلانية ورئيسنا أفضل من رئيسكم ، ونحن نُحكم بالديمقراطية على عكس عندكم تحكمون بالدكتاتورية ، وهكذا أصبح كل فرد يعتزُّ بأرضه ويرتبط فيها ارتباط الجذر بالتربة ، ولا يسأل إلا في مكان سكنه ، فنشأت القبليات والإقليميات ، فأصبح العربي يعتز بعربيته والتركي لطورانيته ، ومما زاد الأمر سوءاً أصبح كل يعتزُّ ببلده ؛ فالمصري لمصره والسوري لشامه ، وبدأ الغرب هذا الامر المشين عندما هدم نظام حكم لم يعُد له وجود حالياً ، ألا وهو نظام الخلافة ، كانت هنالك دولة في قديم الزمان بل ليس في قديم الزمان ... بل كانت من مدة بأقل من مئة عام .
هذه الدولة حكمت العلم قروناً وقروناً ، ولكن العجب العجاب عجز منافسوها وأعداؤها من إقصائها عن تربع عرش العالم عسكرياً ، فبدأت بزرع أفكار مسمومة لتفرقهم عن بعضهم وتشكيكهم في نظام حكمهم الذي لم يكن وراثياً ولم يكن الحاكم والسلطان فوق القانون ، بل كان يحاسب كأي فرد من أفراد شعبه ، على مستوى الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حوسب على قطعه قماش كان يلبسها ، ولم تكن دولة الخلافة تحكم بالديمقراطية الذي هو حكم الشعب؛ أي الشعب يكم نفسه بأنظمة يضعها ، بل يحكم بنظام ملأ العالم عدلاً ورفاهية وليس اعتداءاً وظلماً وجوراً .
وليس دولة الخلافة بلدٌ ولا اقليم أفضل من إقليم بل كلهم لهم نفس الإمتيازات والنفقات وإن حدث إعصار أو زلزال أو مجاعة في الأقاليم الضعيفة تكون في مقام العاصمة على عكس الدول الحالية ، في الدولة التي لا تملك مقدرات وثروات لا يتم أخذ الإنتباه إليها ، وكذلك الإمبراطورية التي تفرق بين شعب وشعب أبيض وأسود ، وشعب يتكلم لغة وآخر لغة غيرها .
بل دولة الخلافة تتبع قول الله تعالى في جعل الأمم والشعوب للتعارف والتكاتف والخيريّة بالتقوى .
دولة الخلافة التي هي بعيدة عن الساحة يترصد الغرب من الحيلولة من قيامها ، من نظرة المسلمين الحالية البائسة تجاه الأنظمة الديمقراطية والملكية والجمهورية وغيرها من أنظمة الحكم .
وجد العام الإسلامي أن الحل بالإسلام وليس بهذه الأنظمة الظالمة البائسة ، وجد أنها هي التي تحتضن الأبيض والأسود من الناس ، الذي ينطق بالعربية والذي لسانه أعجمي ، ولا فرق بين مسلم وغير مسلم في المجتمع العام كلهم سواسية يقفون أمام القضاء لا فرق بينهما .
ونظرة الأمم والشعوب لهذه الانظمة الكرتونية ظهرت من تخاذل حكامها المرتزقة في احتلال بلاد المسلمين وتقديم بلادهم كقواعد عسكرية لهم واغتصاب لنساء المسلمين وتجويع لاطفالهم في كل حين ، انتفضت الشعوب ضد هذه الأنظمة والحكومات من أجل عزها ومجدها ، انتفضت بعد أن كانت خائفة في كل لحظة من أن تعتقل من أجهزة أمنها ومخابراتها ، قامت هذه الجموع الغفيرة بإسقاط الطاغية تلو الطاغية وأحست بأنها قادرة على التغيير ، وفي ذهنها تقول سنحرر جميع بلاد المسلمين ، خرجوا للشوارع قائلين :-
سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى
فـإمـا حـيـاة تـسُـرّ الـصديق وإمـا ممـات يـغيـض العدى
فعلاً عجب الغرب من روح المسلمين هذه وإقدامهم على الموت ، ومما زاد غيضهم جموع المصلين الغفيرة على صعيد واحد ، فعلا اقضت مضاجعهم ، فما بالنا بإجتماعهم لإقامة نظام الحكم الرباني نـظام الخــلافــة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه :- (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر ( فعرف الصحابة بخطاب موجه لهم ) قالوا: فما تأمرنا ؟قال : فوا ببيعة الأول فالأول ( أي الخليفة ) وأعـطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ).
فيا أيها المسلمون قوموا بالبيعة لخليفة المسلمين الذي سوف يحكمكم بشرع الله تعالى وبسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، واعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية الذين يحملون لواء التغيير السياسي لا التغيير الديمقراطي ، فتنالوا الأجر والعز في الدارين ... الدنيا والآخرة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أخوكم أبو الأمين