الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

حتى الان ... الثورة الليبيبة خالية من السُم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاخوة الكرام مستمعينا مستمعين اذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير

عند الحديث عن الثورة الليبية لا بد من الحديث عن الثورة المصرية والتونسية من قبل ، لان هذه الثورات ولدت من ام واحدة واب واحد .

لقد كانت الثورة التونسية بكر هذه الثورات التي ولدت بداية هذا العام الميلادي ، وبدأت بشرارة البوعزيزي الذي ضحى بحياته دفاعا عن كرامة الانسان في بلده ، وسرعان ان تشكلت الثورة التونسية بزخمها .

واخذ الثائرون يهتفون ويصيحون ، وعلت الاصوات الاعلامية المتحدثة باسم الثورة ، وكان الملاحظ ان الثقافة الغربية كان لها نصيب مما يسود في الجو العام الذي تركه ابن علي  ورائه ، فسرعان ان كشف الغطاء عن الوسط السياسي العلماني واليساري ايضا ، فلم يجد المتظاهرون في تونس من هتاف يهتفونه او شعار يرفعونه ، وكأن لا دين لهم الا الديمقراطية والحريات ، وكأن دينهم الاسلام فارغ من الافكار . فسمعناهم يقولون : اذا الشعب يوما  اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، وهنا لا نريد ان نقف عند هذا البيت من الشعر ان صح او بطل . ولكن كان اللافت للنظر ان جميع صيحاتهم تخلو من الاسلام ، حتى " الله اكبر " التي يذكرونها كل يوم عشرات المرات في صلواتهم لم يذكروها في مظاهراتهم ، وهذا لا يعني ان اهلنا في تونس لا يريدون الاسلام ، بل في الجهة المقابلة راينا المظاهرات التي طالب اهلنا في تونس بتحكيم شرع الله واقامة دولة الاسلام . وكيف سارعوا الى الصلاة في المساجد والشوارع ، بل وفتحوا المساجد التي اغلقها الطاغية بن علي .

اما الثورة المصرية التي كانت اكثر ضبطا ، فتجمهر الملايين واخذوا يصيحون ويطالبون ، بماذا يطالبون يا ترى ؟ أيطالبون بالاسلام واعادتها خلافة راشدة ؟ ام بالديمقراطية والحريات ؟ والجواب كما رايتم لا كما ساقول فقط . حتى شعار " الاسلام هو الحل " اصبح محرما في الثورة المصرية . وكما هو معلوم عن لسان اهلنا في مصر وذكرهم لله مثل " لا اله الا الله " و " الحمد لله " والله اكبر " والكثير من الاذكار ، فقد حرموا منها في مظاهراتهم ، واخذ ينادون بحرية التعبير والمطالبة بدولة مدنية لا دينية . واصبح الكل يبرؤ نفسه من اسس الاسلام في التغيير ، حتى لا يعتبر ارهابي .

ورفعت راية الانجليز التي وضعهوها لمصر بكثرة ، وكانت التربية الوطنية تؤثر في عقليات الثائرين . وكأن هذه الملايين كلها على شيخ واحد ، وكأن هناك رقابة ثورية تمنع ظهور الاسلام ، وقد ذكر ان كان احدهم يرفع شعار " الاسلام هو الحل " فمنع على الفور وأنزل الشعار ، وهذه الحادثة تؤيد ان هناك أياد خفية تعمل على طمس الاسلام في نفوس المسلمين في مصر خلال ثورتهم .

وهذه الايادي الخفية تحمل نفس الفكر ، التي تحمله في تونس ، ولا يسمح باي مظهر من مظاهر الاسلام ، المسموح فقط : حرية ، ديمقراطية ، تعددية سياسية ، اصلاح الفساد ، مطالب اجتماعية ، حقوق انسانية ، رفع لرايات الاستعمار وشعاراته .

ولكن هيهات لهم ، فالاسلام مازال حيا ونابضا في شرايين المسلمين في مصر ، وما زال احفاد عمرو بن العاص يتنفسون في كل شهيق وزفير طاعة لله ، ومهما اراد لهم الخبثاء من سوء فهم اقرب الى الاسلام من غيره ، فكلما سمعوا صوت " الله اكبر ...الله اكبر ... حي على الصلاة .. حي على الفلاح " نجدهم يسطفون كصف الملائكة امام ربهم ، يضعون كل وطنية وثنية غربية وراء ظهرهم ، ويظهرون صورة الاسلام الجلي للعالم  .

وقد لعب الاعلام دورا هاما في اكمال هذه المؤامرة ، فكان يحاول ان يخفي هذه الصورة الحقيقية للمتظاهرين في مصر ، وان يقطع نقل الصلوات من ميدان التحرير ، ولكن اصبحت الصلوات جزءا من ثورتهم لكثرتها ولكثرة مؤديها .

مستمعينا الكرام

مستمعي اذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير

 لو اردنا ان ننظر للثورة الليبية من الزوايا السابقة ، لوجدنا ان التلويث الفكري وما اطلقنا عليه بالرقابة الثورية في تونس ومصر ، لوجدنا الحال مغاير ، فمن اللحظة الاولى التي شاهدنا فيها صور الاشتباكات والمظاهرات في ليبيا ، استمعنا لكلمة " الله اكبر " و " لا اله الا الله " وبكثرة .

فقدت رايات الاستعمار ، فقدت الافكار الغربية مثل حريات وديمقراطيات . 

بل تجسدت الاخوة في الدين بين الاهل في ليبيا وكل المسلمين ، واصبحت الثورة الليبية ممتد صداها في تونس ومصر ، وما قوافل الامداد من مصر وتونس الا تجسيدا لروح الاخوة في الاسلام وليس للوطنية المفرقة مكانا . لذلك اقول : حتى الان ... الثورة الليبيبة خالية من السُم!!

 

كتبه للاذاعة : ابو انس

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع