من اروقة الصحافة مفتي روسيا الكبير يندد بتنامي مشاعر معاداة الاسلام في روسيا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر موقع وكالة الانباء الفرنسية على شبكة الانترنت ان مفتي روسيا الكبير راويل عين الدين قد ندد في بيان قبل عدة ايام بتنامي مشاعر معاداة الاسلام داخل المجتمع الروسي، وطالب السلطات ومسؤولي الاديان الاخرى ووسائل الاعلام بالتصدي لظاهرة كره الاجانب، بعد ثلاثة ايام على حصول مواجهات عنيفة مع قوميين روس في موسكو.
الا انه في الوقت نفسه قد ندد ب"الاستفزاز السياسي" الذي يستهدف السلطات الروسية وحمل مسؤولية تنامي التوتر الى "مجموعات عرقية راديكالية موجودة حاليا" من دون ان يقدم تفاصيل اضافية.
ان تنامي مشاعر المعاداة للاسلام في روسيا , هي سياسة ممنهجة , تقف عليها الدولة بنفسها , وترعاها وتؤججها , وهي بذلك لا تختلف عن اوروبا وامريكا في صراعها الحضاري مع الاسلام , وفي اثارة شعوبهم ضد الاسلام والمسلمين .
فروسيا تحتل اجزاء من البلدان الاسلامية احتلالا عسكريا مباشرا , كالشيشان الذي دمرته وقتلت أبناءه المسلمين وما زالت, وهي من دمر افغانستان قبل ذلك , وقتلت فيه الاف الابرياء الى ان تم دحرها , وقد حكمت منطقة وسط اسيا تحت مظلة الاتحاد السوفييتي السابق قرابة قرن , فكانت سياسة الحديد والنار هي الابرز في تعاملها مع المسلمين من ابناءه .
وما زالت تمتلك الهيمنة السياسية والعسكرية في بلدان وسط اسيا , فنشرت فيها قواعد عسكرية برية وبحرية وجوية لحماية مصالحها , ناهيك عن عملاءها من حكام تلك البلدان وتبعيتهم لها , وقيامها بتحريضهم ضد ابناء شعبهم لا سيما المخلصين منهم لقمعهم وزجهم في السجون , اما حال المسلمين في تتارستان , فيرثى له لما يعانوه من تمييز عنصري واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية .
اما عن تاريخ روسيا , فلن اخوض بعدائها الدائم لدولة الاسلام والتهامها لمساحات شاسعة من اراضي الدولة العثمانية وتحريض بعض الشعوب النصرانية ضد الدولة آنذاك , ولكن مثالا واحدا يكفي لوصف اطماعها الاستعمارية , حين وقف الجيش الروسي على اعتاب اسطنبول بغية القضاء على عاصمة الخلافة , ولولا الصراع الدولي وقتئذ مع اوروبا , لكانت قد سبقت بريطانيا في القضاء على الخلافة العثمانية .
ان الفراغ الفكري الذي يعانيه الشعب الروسي , لا سيما بعد انتهاء الشيوعية الى غير رجعة , وبسبب فشل الرأسمالية من سد هذا الفراغ , كونها تقترن بالاستعمار والنهب وتمثل العدو القديم للشعب الروسي , كل هذا ساهم في خلق حالة الفراغ هذه , مما يجعل الاسلام البديل الحضاري الوحيد لسد الفراغ , وهذا ما يقلق النظام الروسي , ويجعله متخوفا من تنامي اقبال الروس على الاسلام , بالاضافة لذلك , فان سياسة التخويف من الاسلام او ما يسمى باسلامفوبيا , تمنح روسيا ذرائع لمحاربتها الاسلام داخل روسيا , لتلاحق بذلك كل من يطرح الاسلام بديلا حضاريا للفراغ الفكري , وايضا ملاحقة كل من يعمل في حقل الدعوة الاسلامية داخل المجتمعات الاسلامية في روسيا نفسها , ناهيك عن محاولة النظام الروسي اقناع الرأي العام ليساند مشاركتها الاستعمارية مع القوى الغربية في حربها ضد الاسلام لا سيما في الجبهة الافغانية , والاعمال العسكرية في اواسط اسيا .
اما الاستفزازات السياسية التى يتحدث عنها المفتى , والتي يجعل منها ذريعة لتواطئ السلطات الروسية ضد المسلمين , فهي الاعمال المخلصة التى يقوم بها العاملين المخلصين من ابناء المسلمين في روسيا لنشر الوعي السياسي بين ابناء المسلمين , وربطهم بعقيدتهم وامتهم , ومساعدتهم على ايجاد هويتهم الحقيقية وانتماءهم لاعظم فكر عرفه التاريخ البشري .
ان المستقبل للاسلام , وهو سيجد ارضا خصبة بين ابناء الشعب الروسي , وهذا سيتحقق باذن الله بعد القضاء على النفوذ الروسي في بلاد المسلمين , وتحرير البلاد الاسلامية المحتلة من استعماره وهيمنته , وازالة حواجزه المادية من امام دعوة الاسلام , التى ستحملها دولة الاسلام الى روسيا , لتملئ الفراغ الفكري للشعب الروسي , وتفتح الابواب لتلك الشعوب لدخول الاسلام افواجا .
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )
كتبه ابو باسل