خبر و تعليق اعتراف دول أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية لا وزن له ولا تأثير
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
البرازيل أكبر دولة لاتينية أول من اعترفت بالدولة الفلسطينية بحدود عام 1967م ثم تبعتها الأرجنتين والاوروغواي وبوليفيا والإكوادور، وقد تلحق بهذه الدول اللاتينية الخمس في المستقبل القريب عدة دول أخرى ومنها البرغواي وتشيلي وغيرهما من دول أمريكا اللاتينية.
كما أن هناك دولاً أكثر أهمية قد لمحت إلى قيامها في المستقبل الأبعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود عام 1967م ومن هذه الدول بريطانيا وفرنسا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
•· ما جدوى اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية التي لم تر النور بعد؟
•· وما المغزى السياسي من هذا الاعتراف؟
•· وهل في هذا الاعتراف خير يُرجى للقضية الفلسطينية؟
•· وما هي تأثيرات هذا الاعتراف على العرب والمسلمين؟
ولنبدأ بالإجابة على السؤال الأول، وهو ما جدوى هذا الاعتراف بدولة لم توجد على الأرض بعد؟
والجواب على هذا السؤال يتكون من شقين:
الشق الأول: هو أن الاعتراف الدولي بأية دولة تأتي بعد قبولها في المنظمة الدولية وليس قبل دخولها فيها، فالمهم بالنسبة لقانونية الدولة بحسب القوانين الدولية الحالية هو موافقة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن على انضمام الدولة للمجتمع الدولي ولو قلنا إن الجمعية العامة قد تقبل بالدولة الفلسطينية مستقبلا كعضو فيها بحكم أن الأكثرية في الجمعية قد وافقت في السابق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية حال قيامها وأن 167 دولة قد اعترفت في العام 1988م على إعلان عرفات إقامة الدولة الفلسطينية في المناطق المحتلة عام 1967م.
فلو قلنا إن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد توافق فإن مجلس الأمن الدولي الذي تتحكم فيه الدول العظمى لا يمكن أن توافق من دون رضا دولة يهود لأن أمريكا على الأقل ستستخدم حق النقض ( الفيتو) وستبطل أي قرار بالاعتراف ولو كان صادرا عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
أما الشق الثاني من الجواب: فإن ولادة الدول لا تأتي من غير حروب تحرير خاصة إذا كان استعمارها يأخذ شكل الاستعمار الاستيطاني لذلك فمن غير المجدي الاعتماد في إخراج الدول إلى حيز الوجود على إعلانات دول أخرى بالاعتراف بها.
وأما مغزى اعتراف دول أمريكا اللاتينية وغيرها بالدولة الفلسطينية فلا هدف له سوى تحريك القضية وتسخينها بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بالمفاوضات فأمريكا وأوروبا بعد أن تبين لهما أنه لا يوجد أفق لحل القضية من خلال المفاوضات خشيتا أن يتولد ردات فعل عنيفة تجاه دولة يهود من قبل الأمة الإسلامية فبحثتا عن مخرج جديد يعطي المسلمين ما يشبه الأفق والأمل في الحل وما هو في الواقع سوى مخدر جديد للقضية.
فاعتراف هذه الدول من ناحية سياسية هو نوع من الخداع الدولي لإشعار المسلمين بأنه ما زال يوجد حراك في القضية وأنها لم تمت بعد ولا داعي للإعلان عن وفاة الحلول الأمريكية والغربية لها.
أما تأثيرات هذا الاعتراف على العرب والمسلمين فإنها ستوجد لديهم هزة عنيفة تشعرهم بأنهم لا يساوون شيئا في موازين الأمم وأن استمرار استجداء الحل من أمريكا والغرب واستمرار الاتكال على أمريكا سيرديهم إلى أعماق مستنقع التبعية والذلة والهوان، وأن عليهم أن ينتفضوا ويتحركوا ويزمجروا ويزيلوا عنهم غبار الخوف والانكسار وأن يعملوا على هدم هذه الأنظمة العميلة التي تسببت بإيصالهم إلى هذا المنحدر الشديد الذي لا توقف فيه، وذلك من خلال إيجاد الدولة الإسلامية الحقيقية دولة الخلافة الإسلامية.
أبو حمزة الخطواني