خبر و تعليق وثائق ويكيليكس عن اليمن تكشف الوجه الحقيقي القبيح المستتر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الناس في حيرة من أمرهم هل يمكن أن يكون حاكم اليمن ونظام حكمه مثله مثل بقية حكام بلاد المسلمين يولغ في دماء مواطنيه من بني جلدته؟وكان الشك يزداد يوماً عن يوم لكنه لا ينجلي،لبراءة الناس وبساطتهم في تفكيرهم،حتى أظهرت وثائق ويكيليكس ما كان مجرد شك بحاجة إلى إثبات.
لقد أظهرت وثائق ويكيليكس مدى حرص علي عبد الله صالح على رضا الأمريكان وعدم إغضابهم البتة،بفتحه أجواء اليمن الميمون أمام صواريخهم وطائراتهم ،ووعده لهم بالتكتم على ما يفعلونه،ظناً منه إن ذلك ينجيه من غضبهم عليه لأنه لا يفتأ يمضي في مخططات الانجليز.وإنهم لن يلاحقونه بعد تركه منصبه الرئاسي،كما فعلت أمريكا مع أمثاله.
إن قلق حكام السعودية قبل نشر وثائق ويكيليكس عما دار في لقاءاتهم مع الدبلوماسيين الأمريكيين،كان بسبب انهم لم يتصوروا ولم يتعودوا أن يطلع الناس على ما يدور بينهم وبين أعداء الإسلام والمسلمين في الغرف المظلمة بعيداً عن الصحافة وكاميرات التصوير.كما كشفت وثائق ويكيليكس عن مدى خدمة العائلة المالكة السعودية للسياسة البريطانية في اليمن منذ أمد بعيد ،وعن مدى نشوز بعض زعاماتها لخدمة السياسة الأمريكية مثل محمد بن نايف،وأبيه نايف بن عبد العزيز.
حاكم اليمن ورجال حكمه لم يبدو قلقاً قبل ظهور وثائق ويكيلكس عنهم،كأنهم لم يفعلوا شيئاً،إلا أنهم تفاجأوا بما نشر، ولم يستطيعوا ولم يجرؤوا أن ينفوا ما نشر من أخبارهم جملة وتفصيلاً،سواء ما قالته صحيفة الثورة الحكومية ان هناك تلفيقات فيما نشر من الوثائق.
كما كشفت الوثائق سعي حاكم اليمن مثله مثل غيره من حكام آخر الزمان "الرويبضات"في بلاد المسلمين سعيه الدؤوب لشراء السلاح ،ولو كان ثمنه انتزاع القوت من أفواه الجائعين من رعاياه أبناء شعبه،لصالح شركات تصنيع السلاح التي ستكسد تجارتها إن لم يشتري حكام المسلمين السلاح منها.
كما أظهرت وثائق ويكيليكس كيف كذب نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية ووزير الداخلية السابق د.رشاد العليمي في تقريره أمام مجلس النواب عن ضحايا المعجلة التي تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية من البوارج الحربية الأمريكية في عرض بحر العرب قبالة الشواطئ اليمنية.
إن إقدام بريطانيا على اعتقال صاحب موقع ويكيليكس بطلب من حكومته في السويد ومطالبة أمريكا بتسليمه لها لمحاكمته وتصريحات بعض الساسة بتصفيته جسدياً،وما تبعها من إجراءات عقابية ضد الموقع وفريق عمله دليل على إن ما تم وسيتم تسريبه من وثائق عبر موقع ويكيليكس فيه الكثير من الصحة إلا قليلاً من عدم دقة النقل وسوء الترجمة فقط لا غير.
لقد صارت هذه الأيام الأعمال السياسية ومنها الدبلوماسية لدى الساسة في بلاد المسلمين عبارة عن كذب ونفاق،وهذا طبيعي ليس بالغريب لان المبدأ الرأسمالي هو كذلك فالميكيافلية الغاية تبرر الوسيلة،ولم تعد السياسة رعاية شئون الناس وفق أحكام وأفكار مبدأ الإسلام الذي ساد عصوراً وقروناً،يحمله ساسته على أنهم يطيعون ربهم ويبتغون رضاه،خداماً لامتهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي إلا انه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر".إن أعظم سياسي يجب أن يقتدي به حكام المسلمين وغيرهم من ساسة المسلمين ويتبعوه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقد كان هو أول رئيس للدولة الإسلامية حين هاجر من مكة إلى المدينة.
وهكذا انكشف الوجه الحقيقي لحاكم صنعاء ورجال حكمه ظاهراً للعيان ،حتى يراه الناس في وضح النهار فلا يكون لهم عذر يوماً من إنهم لا يعرفونه على حقيقته.
مهندس:شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي- ولاية اليمن