خبر وتعليق التخبط الأمريكي في أفغانستان وباكستان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن قدم الجنرال ماكريستال استقالته للإدارة الأمريكية، باتت الإدارة متحيرة في كيفية التعامل مع المستقبل الأفغاني، فقد دعا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الباكستاني، زارداري، ليطلعه على مستجدات الأمور في أفغانستان.
التعليق:
إنّ الاختلاف في الآراء بين المؤسسة العسكرية الأمريكية والإدارة السياسية الأمريكية تجاه الحرب في أفغانستان، لم يعد يخفى على أحد، وهذا الاختلاف طبيعي بسبب تداعيات خسارة المعركة وفقدان صواب الجنرالات في ساحة المعركة، والدبلوماسيين في السفارات، وهذا دليل واضح على أنّ سياسة أمريكا تجاه أفغانستان وباكستان قد فشلت.
وزيارة وزير خارجية أفغانستان زلماي رسول، يوم أمس لنظيره الباكستاني محمد قرشي، والتي أكد فيها بأنّ السلام والأمن لأفغانستان وباكستان مرتبطان بحلقة واحدة، ويجب على كلا البلدين التعاون فيما بينهما للوصول إلى نفس الهدف. كما أنّ المبعوث الأمريكي الخاص لباكستان وأفغانستان رتشار هولبروك، كان في المنطقة قبل بضعة أيام، والتقى بالقادة العسكريين والسياسيين الباكستانيين والأفغان. وقد بدا على تصريحاته بعد اللقاءات أنّه راض عن عدم بدء الجيش الباكستاني عملياته العسكرية في شمال وزيراستان لغاية الآن.
والسؤال الذي يُطرح: لماذا تغير قلب مجرم مثل هولبروك تجاه وزيراستان؟ وما يمنعه من دفع الجيش الباكستاني للقيام بإبادة جماعية في وزيراستان كما فعل في مناطق أخرى في باكستان؟
وردت تقارير تفيد بأنّ باكستان قد طالبت بمزيد من المعدات العسكرية تُقدر بـ 2,5 مليار دولار، وتحتوي على مروحيات (أباتشي - 64 - AH-1W) ، فضلاً عن طائرات هليكوبتر من طراز شينوك. ووفقا لوزير الدفاع الباكستاني، الجنرال المتقاعد، سيد اطهر علي، فإنّ باكستان تحتاج إلى مزيد من الأموال من صندوق دعم التحالف. فبحسب ادعائه فإنّ باكستان أنفقت أكثر من 10 مليارات روبية لنقل 170,000 جندي للحدود الفاصلة بين باكستان وأفغانستان، لذلك فقد ذهب بعض المحللين إلى أنّ سبب تأجيل العمليات العسكرية في شمال وزيراستان يعود إلى التأخر في إيصال تلك الأموال لباكستان، وأما الحكومة الباكستانية فكما اعتدنا عليها مستعدة لما هو أخزى من هذا مقابل دراهم بخس!!
لقد تعرضت الحكومة الباكستانية للكثير من الضغوط الأمريكية للقيام بالعمليات العسكرية، وقد كانت المؤشرات تدلل على دنو تنفيذ تلك العمليات، ولكن كان هناك سببان دفعا باكستان لتأجيل العمليات في شمال وزيراستان. الأول، وجود معارضة كبيرة من المخلصين في صفوف الجيش الباكستاني ممن لا يرون شرعية الذهاب لشمال وزيراستان. والثاني، عدم قدرة قوات تحالف النيتو في أفغانستان على القيام بعمليات رديفة على الجانب الأفغاني، في كندهار. وبعد طرد الجنرال ماكريستال تغيرت الأمور وتعقدت، ومن المرجح أن يتم تأجيل العمليات إلى وقت أطول، حيث سيحتاج الجنرال الجديد في أفغانستان بعض الوقت للاطلاع على الواقع فيها، ولن يتمكن من القيام بعمليات رديفة في منطقة كندهار بعد تسلمه لمنصبه مباشرة. إلى جانب ذلك فإنّ هناك إمارات أخرى وهي قلة العمليات التفجيرية في المدن وعدم انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في شهر حزيران، ما يدلل على عدم عزم الحكومة على القيام بعمليات عسكرية جديدة قريبا، ولكننا سنشهد تفعيل هذين الأمرين مباشرة بعد اتخاذ القرار بالقيام بعمليات عسكرية.
لقد أسلم حكام باكستان أمرهم لأسيادهم المستعمرين، ولكن الحمد لله أنّ هناك الكثير من المخلصين على جانبي الحدود، وبعون الله لن يفلح المستعمر ولن تقوم له قائمة، ولن يتمكن الأشرار الأمريكان من منع التغيير الذي يتوق له الناس والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى .
نفيذ بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان