خبر وتعليق الدعوة الإسلامية والقضية الإرهابية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
استمرت إعتقالات المتهمين بالإرهابيين في إندونيسيا، وصرح الرئيس بها في أواخر مايو 2010م قائلا: (إن غاية الإرهابيين هي إقامة الدولة الإسلامية، مع أنها قد انتهت في التاريخ الإندونيسي. وهناك صفة أخرى لهم وهي رفضهم الحيات الديموقراطية الجارية في هذه البلاد، مع أنها هي الخيرة ونتيجة الإصلاح. وعليه فإن الرغبة في إقامة الدولة الإسلامية ومواقف العداء ضد الديموقراطية ليست مقبولة من الشعب الإندونيسي)
التعليق:
إن تصريحات الرئيس دلت على أن كونه مضبوعا للغرب، التي ربطت الإرهابية بالأعمال لتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية. مع أن الدولة الإسلامية في ناحية هي الدولة التي اتخذت الإسلام أساسا لها، والأحكام الشرعية أنظمة في نواحي الحياة. وهذه ليست قضية التاريخ، أو قبول الناس أم غيرها، وإنما قضية الواجبات في الدين. فمن طبيعة الحال، أن يتقيد المسلم بالأحكام الشرعية في جميع نواحي الحياة، ومنها الناحية السياسية، والإقتصادية، والتعليمية. وهذه الواجبات من مقتضيات الإيمان والمحبة لكل المسلم بالله ورسوله. وفي ناحية أخرى، إن واقع الديموقراطية التي طبقت في البلاد، كما هو في سائر البلاد قد أدت إلى هلالها في جميع النواحي، وعليه فلا بد من تركها.
ثانيا، إن إقامة الدولة ليست بالعنف ولا الإرهاب، وهذه الطريقة ليست طريقة الرسول (صلم)، وهي في نفس الوقت غير منتجة. فهل يمكن للناس أن يدعموا الأحكام الشرعية وهم مخيفون بالتفجيرات والتقتيلات؟ وعليه، فإن محاولات ربط الأعمال لإقامة الدولة الإسلامية بالعنف هي المحاولات العدائية ضد الإسلام واسكات الأعمال لها. وما وراء ذلك إلا الخطة الخبيثة من أجل تخويف الناس، وتضليلهم حتى لايوافقون على إقامتها. وهذه من محاولات المستعمرين المنتظمة لخوفها أمام النهضة الإسلامية. ولكنها بإذن الله ستصيبها خسران: (ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون)
ثالثا، أيها حكام المسلمين، ما أجهل من لا يتغير وأصر على الديموقراطية، مع أن النظام الإسلامي أحسن ظاهر أمامهم. بل علينا أن نتساءل المواقف التي أبقت الديموقراطية والرأسمالية التي ظهر فسادها. إن القضايا التي أصابت الأمة من الفقر، والجهل، والجريمة، هي نتيجة الرأسمالية التي من أساسها الرئيسية هي الديموقراطية. بدل أن توجد الرفاهة بين الناس، أصبحت الديموقراطية أداة الإستعمارية الجديدة لإصدار القوانين والسياسيات لتمكين المستعمرين الغربيين. وأنتجت الديموقراطية دولة الشركة المساهمة التي تربح بها أقلية الرأسماليين والطبقة العالية الأقلية في السياسة، وهم الفساق المجاهرون، وأثمرت الأعمال الفاسدة والخادعة. وقد آن الأوان لترك الديموقراطية في المزبال.
بقلم الأستاذ رحمة كورنيا