الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أزمة سوق المواسير بالفاشر..النار من مستصغر الشرر  

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:

تعيش مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور هذه الأيام حالة من الاضطراب الأمني نتيجة للأزمة التي تسبب فيها ما يسمى بـ (سوق المواسير).

التعليق:

إن هذا السوق نشأ قبل سنة تقريباً، وحقيقة تعاملاته كالآتي: إن أصحابه يشترون كل شيء صغيراً كان أم كبيراً وبسعر مضاعف ولكن بأجل، فمثلاً لو أن سعر سيارتك في السوق العادي بمبلغ خمس ألف دولار فهم يشترونها منك بعشرة ألف دولار بأجل مدته شهران ويعطونك شيك ثم يقوم أصحاب السوق ببيع العربة بثلاثة ألف دولار نقداً عاجلاً مقبوضاً. هذه صورة من صور تعاملاته، وهناك صورة أخرى وهي ان يستدينون منك مبلغاً من المال، ألف دولار مثلاً ويرجعونه لك بعد شهر ألفي دولار.

من هذه النبذة الصغيرة يتبيّن لنا أن هذا السوق هو للنصب والاحتيال والغش والتعامل بالربا.

أما النصب والاحتيال والغش فظاهر في عملية البيع والشراء، فلا يُعقل أن يشتري شخص سلعة بسعر أعلى من سعرها ويبيعها بسعر منخفض. وقد ظهر ذلك جلياً هذه الأيام عندما ارتدت الشيكات التي أُعطيت للناس لأنه ليس هناك غطاء مالي لها، وذلك بعد ما باع الموطنون كل ما يملكون في هذا السوق طمعاً في الربح الوفير.

وأما الربا، فظاهر في الدين بفائدة فهو ربا نسيئة؛ الذي حرمه الإسلام.

ثم ان اسم هذا السوق نفسه يدل على حقيقته، فمصطلح "ماسورة" إنما يقصد به بيع الوهم والهواء للناس كما هو شائع في الشارع السوداني.

إن السبب وراء هذه الأزمة إنما هو النظام الرأسمالي الجشع الذي أصبح مسيطراً على كل دول العالم بما في ذلك السودان، ذلكم النظام الذي لا يعرف ضابطاً لكسب المال.

إننا نحذر أهل السودان قاطبة من التمادي والتعامل وفق النظام الرأسمالي وندعوهم للرجوع إلى عقيدتهم؛ عقيدة الإسلام وأخذ التعاملات منها، فهي وحدها الصحيحة لأنها من رب العالمين خالق البشر (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وعليهم ان يعلموا ان هذه الأزمة لن تقتصر على سوق صغير بالفاشر بل ستمتد حتى تشمل السودان بأسره لأن طبيعة النظام الرأسمالي تولد الأزمات، وأن ما حصل بسوق المواسير بالفاشر هو نذير لأزمات قادمات، وقديماً قيل (النار من مستصغر الشرر).

 

عوض خليل (أبو الفاتح) - السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع