خبر و تعليق الاعتراف بالفراغ السياسي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في كل قضية من قضايا المسلمين يزيد تخاذل حكامهم وعجزهم وتواطئهم، من اتساع الهوة بينهم وبين شعوبهم، وتتعمق قناعةُ المسلمين بانفصال الحكام عنهم وضرورةِ التخلص منهم.
فحكام بلاد المسلمين العربية وعلى اختلاف العواصم الغربية التي تحركهم ويدينون لها بالولاء والتابعية، تيقنوا من وجود هذا الفراغ السياسي في بلادهم، وهذا ما عبر عنه رئيسُ القمة العربية الأخيرة القذافي ورئيسُ القمة السابق أميرُ قطر.
فهم أي الحكام قد أدركوا أن الهوة بينهم وبين شعوبهم كبيرة جدا يصعب عليهم ردمها وهم متخوفون من أن يملئ المسلمون هذا الفراغ، ويتوهمون بأن اتخاذَ مواقف حازمة من كيان يهود والعمل مع الغرب لإرغام يهود للجلوس للمفاوضات ووقف الاستيطان قد يقلص من اتساع هذه الهوة أو يعطيهم فرصة جديدة لملئ هذا الفراغ.
إن هؤلاء الحكام واهمون حقا، لأن الفراغ ليس بسبب قضية فلسطين فقط،
فتغييبهم لشرع الله عن الحياة سبب،
وتعددهم وتكريسهم للتجزئة والتقسيم سبب،
وولاؤهم للكافر المستعمر سبب،
وإعانتهم للكافر المستعمر لضرب المسلمين سبب،
وقبولهم بكيان يهود على أرض فلسطين سبب،
وظلمهم وطغيانهم سبب،
ونهبهم لثروات المسلمين وتمكين الأعداء من البلاد والعباد سبب،
وأزلامهم المحيطون بهم سبب،
وسوء أخلاقهم سبب،
وعدم رجولتهم سبب،
وجبنهم سبب،
وقمعهم للدعاة المخلصين سبب،
وعدِّد من الأسباب.
فيا حكام المسلمين، إن تخوفكم في مكانه، فهذا الفراغ لن يملأه إلا المخلصون من أبناء المسلمين، ولن يرث عروشَكم إلا هم ليصنعوا منها كرسياً يجلس عليه خليفة المسلمين ليغير وجه العالم القائم، ويرسم خريطتَه السياسية من جديد ويخلص البشرية من شقائها.
وصدق عز من قائل: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)) القصص
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية الأردن
5-4-2010