خبر وتعليق - الصومال
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر: بتاريخ 07 كانون الثاني/يناير 2010 تناولت وكالة الأناضول للأنباء خبراً جاء فيه: "علم أن حصيلة سلسة التفجيرات التي يدَّعى أن منظمة الشباب الدينية الأصولية قامت بها في العاصمة الصومالية مقديشو بلغت مقتل 11 شخصاً وإصابة 34 آخرين، ووفقاً للمعلومات التي أدلى بها علي موسى منسق خدمة الإسعاف في مقديشو فإن التفجيرات تستأنف من وقت لآخر".
التعليق: منذ سنوات والشعب الصومالي يعاني الأَمَرين نتيجة لصراع القوى الاستعمارية المحتدم في الصومال، وبخاصة الاشتباكات العنيفة التي تقع بين أمراء الحرب المدعومين من أميركا. وقد رأى الشعب الصومال في اتحاد المحاكم الشرعية عام 2006 مخلِصَاً له مما هو فيه، فدعمه وأوصله إلى سدة الحكم راجياً أن يطبق عليه أحكام الشريعة الإسلامية. إلا أن أميركا أزعجتها هذه التداعيات فحركت عميلتها الحبشة/أثيوبيا التي دفعت بقواتها داخل الحدود الصومالية التي احتلت أجزاء كبيرة منها وأسقطت اتحاد المحكم الشرعية من الحكم وألغت فاعلية حكومة عبد الله ووضعت أساليبها الماكرة موضع التنفيذ، وكانت أميركا تأمل بأن الأجواء في الصومال ستهدأ وتسير لصالحها إذا هي تمكنت من إسقاط واستقطاب الشيخ شريف أحمد رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية الأول ووضعه في الحكم مجدداً.
إلا أن حركة الشباب المجاهدين التي تدرك استراتيجية أميركا البشعة تجاه الصومال، والتي تدرك أن النظام الصومالي الحالي قد أوجد وشكل من قبلها كشفت حقيقة حكومة الشيخ شريف أحمد من أنها حكومة مدعومة أميركياً، وأنها أبداً لن تقوم بتطبيق الإسلام، وحظيت حركة الشباب المجاهدين تعاطف وتأييد عامة الناس وأوجدت رأياً عاماً لصالحها نتيجة للبلاء الحسن الذي تبليه في قتال أميركا وعملائها، لذا عمدت الحكومة الصومالية العميلة لأميركا إلى تنفيذ السياسية الأميركية المنتهجة في العراق وأفغانستان وباكستان، فبدأت تقوم بأعمال تفجيرية واغتيالات ومن ثم تنسبهم لحركة الشباب المجاهدين ظلماً وعدواناً آملة أن تضرب بذلك العلاقة الوطيدة القائمة بينها وبين الشعب لإيجاد بون شاسع فيما بينهم، ومن ثم لتعمل على القضاء عليها وتوطيد كراسي الحكم التي يجلسون عليها برغبة أميركية وإعطائها المشروعية.
إن عمر شرماركي رئيس الوزراء الصومالي الذي قام بتبني سياسة القتل البشعة الأميركية هذه بالرغم مما يراه من مجازر بشعة ترتكب بحق المسلمين العزل في العراق وأفغانستان وباكستان، كتب في مقالة له نشرتها صحيفة التايمز البريطانية بتاريخ 06 كانون الأول/ديسمبر 2009: "إن خطة أوباما في أفغانستان أوجدت تغييراً كبيراً فيما يتعلق بمنح دعم عالمي للبلدان التي تواجه اضطرابات"، وبذلك يكون لم يعر بالاً لا للمسلمين في العالم الإسلامي ولا للجماعات الإسلامية الذين يتطلعون لإعادة الحكم بما أنزل الله، وذلك رغبة منه لتنفيذ الخطة الأميركية المجرمة فقام بإضفاء المشروعية على المجازر الوحشية التي ترتكب بحق المسلمين في العراق وأفغانستان وباكستان. والحاصل فإن أراد الشيخ شريف أحمد رئيس الدولة وشرماركي رئيس الوزراء لأنفسهم ولشعبهم الخير فيفوزوا بالدنيا والآخرة فعليهم أن يثوبوا إلى رشدهم ويعلنوا توبتهم ويعودوا للعمل الجاد لتطبيق أحكام الشرع بتقديم الدعم الحقيقي ومؤازرة الحركات الإسلامية المخلصة العاملة لإقامة شرع الله في الأرض لا تنفيذ الأساليب الأميركية الوحشية تجاه المسلمين من أجل نيل متاع دنيوي زائل. وإلا فستكون نهايتهم في الدنيا كما كانت نهاية حكومة عبد الله يوسف التي استخدمتها أميركا لتحقيق مآربها ولما انتهت منها ألقت بها كما تلقى القمامة وفي الآخرة عذاب من الله أكبر.
في 11/12/2010م رمضان طوسون