مع الحديث الشريف- من قام ليلة القدر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء عند الإمام ابن حجر في فتحه بتصرف يسير "قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مِنْ ذَنْبِهِ" اِسْمُ جِنْسٍ مُضَافٌ فَيَتَنَاوَلُ جَمِيع الذُّنُوبِ, إِلَّا أَنَّهُ مَخْصُوصٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ. قَالَ الْكَرْمَانِيّ: وَكَلِمَة "مِنْ" إِمَّا مُتَعَلِّقَة بِقَوْلِهِ "غُفِرَ" أَيْ غُفِرَ مِنْ ذَنْبِهِ مَا تَقَدَّمَ. "
مستمعينا الكرام: إنه شهر رمضان، شهر العمل الدؤوب، وشق الدروب، وإحياء القلوب, تلك القلوب التي أنهكتها تفاصيل الحياة الدنيا، فلنروها بالقرآن؛ علّها تحيا من جديد في شهر القرآن.
نعم إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فاجعلوا أيها المسلمون من قرآنكم نبراسا ينير دربكم ودرب أمتكم -خير أمة أخرجت للناس-، دعوا رمضان يصدح بالحق من جديد كما صدح به أول مرة.
أعيدوا رمضان كما كان في سابق عهده، شهرا للفتوحات والانتصارات، لا تركنوا ولا تستكينوا ولا تفتروا اشحذوا عزائمكم واعلوا من همتكم وارفعوا راية دينكم اجعلوا رمضان هذا يشهد قيامكم وصيامكم، صبركم وعملكم، انتصاركم لدينكم وقوة إيمانكم ورباطة جأشكم.
يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا, هذا هو شهر رمضان فاستقبلوه بالتضحيات واملئوه بالطاعات واعلموا أن وعد الله لا محالة آت.
فالثبات الثبات وغذوا الخطوات وبادروا بالصالحات والزموا طريق النجاة فما النصر إلا صبر ساعة. ولتحذروا مزالق الشيطان، وكيد أعوانه؛ فإنها فتن كقطع الليل المظلم فاستبقوها بالأعمال.
ذلك ما وصى به نبينا الكريم فسارعوا إلى استباق الخيرات واجتناب المنكرات.
نسأل الله أن يثبتنا وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همنا وحزننا
اللهم ثبت العاملين المخلصين وانصر الإسلام والمسلمين بدولة الخلافة التي تقيم أحكام الدين "إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون"