رسالة إلى المسلمين في العالم - أ. أبو أيمن الشمالي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
هذه رسالة أوجهها إلى امتنا الإسلامية في أصقاعها المختلفة وتوجهاتها المختلفة والتي يجب أن تكون واحدة متحدة، ذلك لأن القرآن وصفها بالأمة الواحدة حيث قال:(وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
أيها المسلمون: إن أمتكم اليوم في محنة ما بعدها محنة وفي بلاء ما بعده بلاء حيث يواجه المسلمون مصيرا مظلما، فيوجه المسلم سلاحه في وجه أخيه بدل أن يوجهه إلى عدوه وليس هذا في بلد واحد بل هو عام في بلاد الإسلام كلها، ففي فلسطين يوجه المسلمون بنادقهم إلى صدور بعضهم بعضا وفي العراق وفي الباكستان وفي أفغانستان وفي الصومال والسودان واليمن ولبنان وفي الصومال والسودان يوجه المسلمون السلاح نحو صدور بعضهم فهل أكثر من هذا يكون البلاء ؟!! وهل أكثر من هذا تكون المحنة؟!!
أيها المسلمون: إن واقع أمتكم اليوم يلمسه كل مسلم ولا يحتاج إلى شرح ولا يتطلب أي بيان، فبلاد الإسلام تحكم بالكفر وقد جزئت إلى أكثر من خمسين جزئا وكيانا بين دولة وإمارة ومشيخة، وهي اضعف من أن تقف في وجه الكفار والأعداء.
فما علاج هذا الواقع الأليم؟ وما الذي نحتاجه حتى تعود إليها قوتها وعزتها وحتى تكون مؤثرة في المجتمع الدولي؟
ولاشك أن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج منا إلى جهد كبير وعظيم، وان الطريق لتحقيق هذا الهدف هو إقامة الخلافة الراشدة وإعادتها إلى الوجود، أي إيجاد نظام الخلافة كنظام حكم أولا يتبعه إيجاد الأنظمة الأخرى.
أيها المسلمون: إن هذا الهدف العظيم وهو إقامة الخلافة لا ولن يقوم على أكتاف المترخصين والمترفين الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف أوالمثبطين والنائمين المتقاعسين بل لا بد أن يقوم على أكتاف العظماء من الرجال، ولا بد من عزائمَ شامخة كالجبال مؤهلتاً لحمل دين الله وإظهاره في الأرض من جديد، ولا بد إذن من خوض معركة بين الحق والباطل بين العدل والظلم، بين النور والظلام.
أيها المسلمون: انتم الوحيدون المؤهلون لإنجاز هذه المهمة فأنتم كما وصفكم ربكم خير امة أخرجت للناس، وانتم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وأجدادكم الخلفاء الراشدون والقادة الفاتحون الذين نشروا الحضارة في العالم وفي أوربا خاصة، عندما كانت تعيش في ظلام القرون الوسطى، أولئك أجدادكم أيها المسلمون وتلك هممهم وفعالهم وانتم أحفادهم فهلموا إلى الحق الذي اتبعوه والى العز الذي صنعوه.
أيها المسلمون: إن الدول الكبرى الآن قد أصابها الوهن، فأمريكا قد شاخت وغرقت في أوحال آسنة في أفغانستان والعراق وغيرها.. وان أوروبا ليست بأحسن حال من أمريكا، وروسيا قد تداعت وتمزقت والكرة الآن في ملعبكم فاغتنموا الفرصة واستبشروا بظهور الغلبة عليهم وعودة الخلافة، فتعودوا كما كنتم خير امة أخرجت للناس، وتعود دولتكم الدولة الأولى في العالم، تطبق الإسلام بينكم وتحمله للعالمين بالدعوة والجهاد ناشرة الحق والعدل في ربوع العالم، هذا العالمِ الضائع الذي فيه القوي يأكل الضعيف، عالمِ الغابة.
أيها المسلمون: إننا نذكركم بعزتكم وقوتكم والتي مصدرها الإسلام ونذكركم بأن أعداءكم هم اضعف مما تظنون، واوهن مما تتصورون وأنكم تستطيعون التغلب عليهم وهزيمتهم كما هزمهم أسلافكم وأن الله قد وعدكم بالنصر والفوز، قال تعالى: ( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا).
أيها المسلمون: مما لاشك فيه أن الله ناصر عباده ودعوته ولو بعد حين، فعلى الظلمة ألا يفرحوا بما مكروا وعلى المؤمنين ألا ييأسوا مما مكر بهم ذلك لأن نهاية الظلمة قد قربت ونصرة الله للمؤمنين قد حانت، فكل من يؤمن بالله ربا وبمحمد نبيا رسولا يتوجب عليه الإيمان بأن وعد الله وبشرى رسوله بقيام دولة الخلافة الثانية سيتحقق طال الزمان أم قصر رغم انف الظالمين وكيد العلمانيين وكل الحاقدين على الإسلام والمسلمين، والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن الشمالي