الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بل إن احتلال روسيا للقرم وإبادة أهلها لهو الظلم التاريخي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

بل إن احتلال روسيا للقرم وإبادة أهلها لهو الظلم التاريخي

 

 

الخبر:

 

نقلت وكالات الأنباء يوم 26/4/2015 أقوالا للرئيس الروسي بوتين في الذكرى الخامسة عشرة لتسلمه السلطة ورد فيها: "إن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم صحح ظلمًا تاريخيًا. وهذا لا يرجع لكون القرم لها أهمية استراتيجية في منطقة البحر الأسود. إنه يرجع إلى أن ذلك به عناصر العدالة التاريخية. أعتقد أننا فعلنا الشيء الصحيح ولست آسفًا على أي شيء". وكان قد وقع وثيقة ضم القرم إلى روسيا في 18/3/2014. وكانت القرم كجزء من روسيا في إطار الاتحاد السوفياتي الذي نقلها إلى أوكرانيا عام 1954. وهي تضم قاعدةً بحريةً رئيسةً للأسطول الروسي في البحر الأسود.

 

التعليق:

 

ما دام الرئيس الروسي يتكلم عن ظلم التاريخ وعدله، فلنلق نظرةً تاريخيةً على شبه جزيرة القرم وعن الظلم الذي تعرضت له من قبل الروس المحتلين وعن العدل الذي سادها على عهد الخلافة الإسلامية؛ حيث أنارها الإسلام عن طريق التتار الذين اعتنقوا هذا الدين الحنيف على عهد القبيلة الذهبية عام 650 للهجرة، وقد بايعوا الخليفة العباسي المستعصم بالله. وبعدما انتقلت الخلافة إلى العثمانيين بايعوا الخليفة العثماني وأصبحوا تحت حماية الدولة العثمانية إلى أن ضعفت هذه الدولة وبدأ الروس يغزونها حتى سيطروا على شبه جزيرة القرم سنة 1198 للهجرة الموافق 1783 ميلادية بعدما قاموا بأعمال إبادة جماعية حيث قتلوا حوالي 350 ألف مسلم.

 

وقد قاوم المسلمون الاحتلال الروسي وقدموا التضحيات الجسام، ويذكر أن عدد المسلمين في بلدهم القرم كان يشكل 93% من السكان عام 1883م، فهبط من 9 ملايين إلى 850 ألف نسمة عام 1941 نتيجة سياسة القتل والتجويع والتهجير التي مارسها الاحتلال الروسي وخاصةً على عهد ستالين. حيث بدأ الروس يسرقون الطعام والقوت من الجزيرة ويتركون المسلمين جوعى حتى أصبح يموت منهم حوالي 300 نفس يوميًا. ولكن المسلمين لم يتنازلوا ولم يستسلموا وأصروا على مقاومتهم للمحتل الروسي فهم جزء من الأمة الإسلامية الأصيلة التي تقاوم شعوبها المحتلين الغزاة حتى تطردهم مهما طال الزمان ومهما عظمت التضحيات.

 

وأرادت روسيا إقامة كيان لليهود في القرم عام 1928 فتصدى لها المسلمون بقيادة أئمة مساجدهم فأعدمت منهم 3500 إمام وجميع أعضاء الحكومة المحلية بمن فيهم رئيسها ولي إبراهيم. وقامت روسيا بنفي 40 ألفًا منهم إلى سيبيريا وتعرضوا للتجويع عام 1931 فمات منهم 60 ألفا. وقد هدم الروس المساجد حيث بلغ عدد ما هدموه 1558 مسجدًا.

 

وقد عمدت روسيا إلى تفريغ القرم من المسلمين وإسكان الروس والأوكرانيين مكانهم حتى أصبحت نسبة هؤلاء الغرباء 71%، وبات المسلمون يشكلون ما نسبته 20% من السكان بعدما سمح لبعضهم بالعودة قبل الاحتلال الروسي الأخير الذي تم العام الماضي. فقد تعرض المسلمون لإبادة جماعية وتجويع جماعي وتهجير جماعي قسري فلا يتكلم أحد عن ذلك، وينصرفون إلى الحديث عن مقتل أعداد من يهود في الهولكوست ومقتل أعداد من الأرمن الذين خانوا المسلمين ونقضوا عهد الذمة فتعاونوا مع الروس الذين كانوا يحاربون الدولة الإسلامية إبان الحرب العالمية الأولى.

 

إن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم لهو الظلم التاريخي وقد ارتكبت المظالم والجرائم بحق أهل القرم المسلمين، فيجب عليها أن تصحح الظلم التاريخي الذي ارتكبته، فتعتذر عن ذلك، وتدفع تعويضات عن كل نفس أزهقتها من المسلمين ظلمًا وعدوانًا، وعليها أن تعيد كافة المسلمين المهجرين إليها، وأن تنسحب منها وتسلمها لأهلها المسلمين. فهذه هي عناصر العدالة التاريخية! فإن لم تفعل روسيا ذلك من تلقاء نفسها وتمسح العار عنها وتفعل الصحيح، فإن المسلمين سيقيمون هذه العدالة بأيديهم، وهم قادمون في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي قرب موعد إقامتها بإذن الله والتي ستحرر القرم من الاحتلال الروسي وتعيد أهلها إليها وتصحح الظلم التاريخي الذي ارتكبته روسيا وتحكم بالعدل فيها فيشع نور الإسلام على ربوعها كأول مرة وإلى يوم القيامة إن شاء الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع