الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

مجلس علماء باكستان: أمن بلاد الحرمين خط أحمر

 

 

الخبر:

 

أكد مجلس علماء باكستان شرعية ما تقوم به المملكة العربية السعودية في الدفاع عن الشرعية باليمن.

 

وبيّن المجلس في فتوى أصدرها أمس أن تهديد أمن المملكة العربية السعودية هو تهديد لأمن الحرمين الشريفين، والدفاع عن الحرمين الشريفين واجب ديني على جميع المسلمين، ويجب على باكستان وجميع الدول الإسلامية المشاركة عسكريًا في عملية «عاصفة الحزم» لمؤازرة جهود المملكة في القضاء على التمرد الحوثي باليمن الذي يسعى لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين.

 

وشدد على أنه يجب على جميع المسلمين وضع الخلافات والسياسات على جانب وتوحيد الصف كالبنيان الواحد في وجه كل من يتآمر ضد بلاد الحرمين الشريفين.

 

وأوضح مجلس علماء باكستان في بيان صادر عن مقره في مدينة لاهور أنه أصدر هذه الفتوى في ضوء الاتصالات المستمرة التي تلقاها المجلس من العلماء وشرائح الشعب الباكستاني بشأن الأوضاع في اليمن، وبعد التحليل المفصل للاتفاقيات المبرمة في الماضي بين الحكومة اليمنية والقبائل المختلفة ودور الدول العربية وبخاصة الدور الإيجابي للمملكة العربية السعودية، وبوضع التهديدات الموجهة باستمرار لأرض الحرمين الشريفين، وقياسًا على أحكام الكتاب والسُنة.

 

وأضافت الفتوى أن المليشيات الحوثية نقضت العهود والاتفاقيات واستوجبت على نفسها حكم الله في قوله تعالى ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ خاصة بعد أن ثبت أن المليشيات الحوثية مارست القتل بحق الآمنين ودمرت المساجد والمدارس والمصالح العامة وخرجت على الحكومة الشرعية المنتخبة برأي الشعب اليمني.

 

التعليق:

 

إن مصاب أمة الإسلام عظيم، ألا يكفيها فساد حكامها؟ الذين طال بهم الزمن وهم جاثمون على صدر الأمة الإسلامية، وهم يتآمرون عليها ويوالون الكفار جهارا نهارا، وهم لا يبالون بغضب الله تعالى ولا بغضب المسلمين عليهم.

 

من الواضح أن الحكام إذا حاكوا مؤامرة على الأمة الإسلامية فلا بد لهم ممن يفتي لهم بشرعية هذه المؤامرة، لذلك نجد في باكستان مجلس العلماء وفي مصر الأزهر وغيرهم الكثير في بلاد المسلمين مفتي الجمهورية ومفتي المملكة - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اثْنَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ».

 

السعودية لم تتعرض للاحتلال اليهودي ولم يحصل للشعب السعودي التهجير والنزوح ولم يتعرضوا لتدمير بيوتهم ولم يحصل لأهل السعودية أن استشهد منهم ما يزيد عن ألفي شهيد وما يزيد عن عشرة آلاف جريح وتدمير آلاف البيوت في حرب واحدة، وماذا نقول لشعب تعرض لعشرات الحروب ولا زال تحت الاحتلال يعاني الكثير من المآسي.

 

وهل يا ترى مجلس علماء باكستان يعلم أن المسجد الأقصى محتل من قبل يهود؟ وهل يعلم هذا المجلس أن يهود هم أعداء لله ولرسوله ولأمة الإسلام؟

 

المسجد الأقصى استصرخ العلماء والحكام والجيوش منذ عقود من الزمن ولا زال يستصرخ ولا مجيب! حقاً لقد حق فيهم قول الله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ﴾ [البقرة: 18]

 

إذا كانت الغيرة والحمية أصابت مجلس علماء باكستان لما ستتعرض له السعودية فهل هذه الحمية والغيرة ستدفعهم لتحرير المسجد الأقصى؟

 

وفي هذا المقام نؤكد أن أمثال هؤلاء العلماء هم رأس الأفعى وهم المرض العضال وهم الدعامة الأساسية للحكام، وعن طريقهم يتقوّى الحكام وبفتاويهم يعيثون في الأرض فسادا، فأين أنتم أيها العلماء من ابن تيمية رحمه الله؟

 

ففي شهر رجب من سنة 702هـ قويت الأخبار بعزم التتار على دخول بلاد الشام، فانزعج الناس لذلك، واشتد خوفهم جدا تحالف العلماء والقضاة والأمراء في هذه المرة وابن تيمية على رأس الجميع يثبت القلوب ويعدهم بالنصر وكان يتأول قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾، وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو أنكم لمنصورون، فيقول له بعض الأمراء قل إن شاء الله، فيقول: أقولها تحقيقا لا تعليقا. بدأت المعركة والتحم القتال بين الفريقين ودارت رحى الحرب ومضى يوم كامل وهم في معركة دائرة حتى غطاهم الليل بسواده وهربت جيوش التتار واعتصمت بالجبال، وبعد أن ظلت سيوف المسلمين تنوشهم من كل جانب وتحقق وعد الله بالنصر.

 

أيها العلماء، اتقوا الله واحذوا حذو ابن تيمية واعملوا مع المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي توحد المسلمين وتحرر المسجد الأقصى وسائر بلاد المسلمين.

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد سليم - فلسطين

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع