الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

جنود الأمة ضحيةٌ لحروب يخوضونها بالنيابة عن أعدائها

 

 

الخبر:

 

صرَّحت وزارة الخارجية السعودية عن مقتل جندي وإصابة آخَرَين على الحدود بين "السعودية" واليمن من رصاص حوثيين في نجران جنوب غرب البلاد، ويعتبر هذا الجندي هو الثامن من بين القتلى السعوديين على الحدود منذ بدء عملية عاصفة الحزم التي تخوضها السعودية وعدد من الدول العربية من بينها مصر والأردن والسودان إضافةً للباكستان واتحاد الدول الخليجية، ضد جماعة الحوثي والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. الجزيرة نت بتاريخ (20/4/2015).

 

التعليق:

 

إنَّ الأصل في علاقة الجيوش بالأمة أن تكون علاقة اتحاد وترابط، فالأمة هي صاحبة السلطان في الشرع، والجيوش - وهي صاحبة القوة - هي الضمان لحماية الدعوة وتمكين الدولة الإسلامية من تبليغها، وهي بذلك الدرع الحامي للأمة، ويدها التي تضرب بها أعداءها وتحميها من أي خطر، فتطبيق الإسلام يحتاج لفكرة ظاهرة وقوة ناصرة.

 

ولذلك وبعد هدم دولة الخلافة على يد إنجلترا عام 1924م بمساعدة خونة العرب والترك؛ كانت علاقة الجيوش بالشعوب في بلاد المسلمين موضعًا للتشويه، والتمزيق. فالغرب وعبر حكام المسلمين عمل على تربية الجيوش على عقيدة مناقضة للإسلام؛ تمحو فيهم عقيدة الولاء لله ورسوله والمؤمنين والبراء من الكافرين، وضرورة الانقياد لأحكام الشرع. عقليَّة تزرع فيهم طاعة الحكام طاعةً عمياء لأنهم "ولاة أمور"، وربَّاهم على عقلية عسكرية قمعية، ونصبَّهم معاول قمع مسلَّطة على رقاب المسلمين، وحماة لعروش الطواغيت لضمان بقائها وبالتالي حماية مصالح الغرب. فصارت الأمة لا ترى في الجيوش إلا أعداءً، وصار أبناء الجيوش من ضباط وجنود المسلمين أشداء على المؤمنين رحماء على الكافرين - إلا من رحم الله -.

 

وقد كان لهذا الأمر أثره على الثورات التي قامت بها الأمة ترجو الخلاص مما هي فيه من ذل وتبعية لأعدائها، وبعد عن كتاب ربها. فالحكام لم يتورَّعوا عن البطش بها مستخدمين عصا الجيوش التي نسيت أنها من الأمة ولها، وراحت بكل قوتها تضرب بيد من حديد أبناء الأمة وتنفذ أجندات الغرب في قمع الثورات أحيانًا، والالتفاف عليها. هذا في بلاد الربيع العربي كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.

 

أما جيوش البلاد الأخرى فقد ظلَّت على صمتها ترقب الأحداث من بعيد، تسيطر عليها عقلية سايكس بيكو التي حكمت على الأمة بالتمزق والفرقة، وتنتظر أوامر الحكام لتنفذها دون اعتبار لحكمها شرعًا، وواجبها في نصرة المسلمين والمستضعفين. فها هو جيش تركيا ينظر لمصاب أهل الشام بصمت، وجيوش الأردن والسعودية والسودان وغيرها تشارك في حربها على اليمن، كما شاركت في حربها على سوريا بتحالفات دولية، تنفيذًا لأجندات أمريكا وبريطانيا ورؤية الأمم المتحدة، بحجة محاربة الحوثيين مرةً وتنظيم الدولة مرة أخرى. متناسين الجرائم الوحشية التي قام ويقوم بها النظام الحاكم في هذه البلاد، من قبل الحوثيين وغيرهم، ولم تتحرك هذه الجيوش لإيقافه. غافلين أو متغافلين عن الضحايا العُزَّل الذين يتساقطون من النساء والأطفال والشيوخ الذين لا ذنب لهم إلا كونهم مسلمين. غير عابئين أن هذه الحروب التي يخوضونها لا تحقق لأمة الإسلام أي تقدم، بل ولا تخدم إلا أعداءها، ولا تمكِّن إلا لعميل بدل عميل.

 

أجل بهذه الطريقة استطاع أعداؤنا استغلال أبنائنا، ليجعلوهم سلاحًا موجهًا لصدورنا، ورصاصًا يُسيل دماءنا. ثم إذا ما قُتلوا أو ماتوا حملوا معهم وزر التخاذل عن نصرة الأمة ورفع السلاح بوجه المسلمين. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار». فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه». رواه البخاري ومسلم... تذهب دماؤهم هدرًا ولا يكترث بها لا حكام المسلمين ولا أمريكا ولا أوروبا. بل ولا تلتفت لهم أمتهم التي خذلوها. فمن عاش لنفسه لا تبكيه إلا أمُّه ومن عاش لأمته تبكيه حين يموت الأمة.

 

فيا أهالي جنود وضباط جيوش المسلمين:

 

إن أبناءكم منكم، وإنَّ عليكم مسؤولية تربيتهم على نصرة الأمة، وحضَّهم على التحرك لإزالة هؤلاء الطواغيت المتحكمين برقابكم، الذين مكَّنوا الكافرين من بلادكم ومقدراتكم.

 

أجل إن فلذات أكبادكم يذهبون بخوضهم هذه الحروب وكالةً عن المستعمرين ضحايا لأجندة لا تخدمكم ولا تخدم أمتكم، وإن دماء أبنائكم تذهب هدرًا. فهل هذا ما لأجله تربُّون أبناءكم؟؟

 

ويا جيوش المسلمين:

 

إنكم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، وإن أمتكم تنتظر منكم موقفًا يرضي الله ورسوله، فأنتم بيضة القبان، وإنَّ نصرتكم لها واجبٌ عظيم ومسؤولية عنها ستُسألون. فإن الله سائلكم عمَّا استرعاكم من نصرة المظلومين. ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72]. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته»صحيح الجامع.

 

فهلُّموا إلى خيري الدُّنيا والآخرة؛ حطِّموا عروش الطواغيت، انصروا أمتكم بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، وسلِّموا الحكم للمخلصين. لتعودوا قادة الأمم، ورعاة البشرية بالإسلام. لتعودوا خير خلف لخير سلف؛ خالد والقعقاع والمعتصم. وتكونوا في الآخرة مع الأنبياء الصديقين والشهداء والصالحين، كما أراد لكم الله سبحانه؛ شهداء على النَّاس.

 

﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: 106]

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع