خبر وتعليق عجبتُ مِن جرأة الطالبي على دين الله، وعجبت من حلم اللهِ عليه!!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أوردت صحيفة الجمهورية عبر موقعها على الإنترنت خبرًا نشر في 26 شباط/فيفري 2015 مفاده:
"أن الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين، أكدت في بيان صادر عنها إثر ملتقاها الأسبوعي الخاص بتدبر القرآن، أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار المروية في كتب التفسير لم تحرّم شرب الخمر مشيرة إلى أن الله وصف المسكر بالرزق الحسن، وذلك في سورة النحل الآية 16.
وانتهت الجمعية إلى أن الخمر ليس محرمًا، وفقًا لما ورد بالنص القرآني، وهي إن كانت من عمل الشيطان فذلك ليس في ذاتها وإنّما في مفعولها السيئ على صحّة الإنسان وعلى صحّة المجتمع. فالأفضل إذًا الإمساك عنها لما ينجرّ عنها من مساوئ لا تنتهي، وبهذا نعمل، لأنّ الخمر لمساوئها وصفت بحقّ أنّها "أمّ الخبائث".
وكانت قناة الحوار التونسي )قناة خاصة تونسية) استضافت على مدار يومي 7 و 8 شباط/فيفري 2015 في برنامج "لباس" و"لمن يجرؤ فقط" الكاتب محمـد الطالبي رئيس الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين الذي صرح خلال البرنامجين بأن الله لم يحرم الخمر وأن البغاء حلال لا شيء فيه، وقال أنه لا يؤمن بالشريعة، معلّلًا ذلك بأنها كتبت من قبل الفقهاء وكان الإمام الشافعي أوّل من كتب الشريعة حسب زعمه وقد أثارت هذه التصريحات ضجةً كبيرةً في أوساط المجتمع بمختلف شرائحه".
التعليق:
عجبًا لهؤلاء وجرأتهم على الله، وعجبًا لحلم الله عليهم!!. كيف يقف الجاهل بأحكام الله وشرعه وبالعربية ومدلولاتها ليقول مقالةً تكاد السماوات يتفطرن منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًّا ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾. لقد غرّهم حلم الله عليهم وأمنوا مكره: ﴿فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾. إن أمثال هؤلاء منبوذون في بلد كتونس عاش أهلها بالإسلام وأحكامه قرابة أربعة عشر قرنًا تجذّرت العقيدة الإسلامية فيهم رغم مكر الكافرين وأذنابهم من أمثال من يدّعون الفكر والتجديد الديني لحرف الناس عن إيمانهم وشريعة ربهم. فلم يجدوا من الأمة إلا الاحتقار والازدراء، وقد حاول قبلهم من هو أكثر منهم مكرًا وخبثًا كعلي عبد الرازق فباؤوا بالخيبة والخسران ولعنتهم الأمة في الدنيا ولهم في الآخرة من الله ما يستحقون.
أيها العلماء في تونس وفي بلاد الإسلام عامة، ندعوكم لأخذ مكانكم الحقيقي كقدوة صالحة تقف مواقف الحق، لا تخشى في الله لوْمة لائم، تتبنى القضايا المصيرية للأمة وتعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتوجه الأمة لذلك، وتصارع هذه الدعاوى الباطلة. بذلك تذكركم الأمة جيلًا بعد جيل، كما تذكر الصحابة الأوائل وعلماءها العظام أمثال العز بن عبد السلام والحسن البصري وغيرهم ويحق فيكم قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]
أيها المسلمون في تونس، نعلم يقينًا أن مكرهم بات مكشوفًا لكم ونعلم أنكم لم ولن تسمعوا لمثلهم، فأنتم بدينكم معتزون. ولكننا ندعوكم أن تعلنوها مع حزب التحرير خلافةً راشدةً على منهاج النبوة مدوية تقض مضاجع الكفار وصنائعه؛ فبها تقطعون تلك الألسنة الكاذبة وتمزقون حبال الغرب الكافر ومكره بدينكم وعقيدتكم. فبالخلافة والخلافة وحدها تُعَزُّون في الدنيا وتسعدون في الآخرة.
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّْ نَبِيٍّ عَدُوًا مِنَ المُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا * وَقَالَ الذِّينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً * وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا * الذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلا﴾ [الفرقان:31-34]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فوزي الشيحي - أبو عبد الرحمن