الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الإنسان خلق إنسانًا ابتداءً بعد أن لم يكن شيئًا مذكورًا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:

 


نقل موقع الجزيرة نت عن الديلي تلغراف: يتحدى بحث بريطاني الاعتقاد الشائع بشأن تطور الإنسان. فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج أن الإنسان ربما تطور نشوئيًا بجينات اكتسبها من النبات والكائنات الدقيقة والفطريات.


والآلية التي تنتشر بها الجينات هي عملية معروفة باسم تحول الجينات الأفقي، ويحدث ذلك بعدد من الطرق، منها أن يحدث من خلال مادة وراثية خارجية ونقل الحمض النووي بين البكتيريا عن طريق فيروس.


وتشير الدراسة إلى أن هذه العملية كان انتشارها أكبر بكثير مما كان يعتقد، وربما ساهمت في تطور جميع الحيوانات.


ووجد الباحثون أن العديد من الأحياء - بما في ذلك البشر - حملت جينات خارجية من الكائنات الحية الدقيقة التي شاركتها بيئتها في العصور القديمة، مقارنة بالجينات التي انتقلت فقط عبر شجرة الأجداد. ويتفق الباحثون الآن على أن نحو 1% من الجينوم البشري من الممكن أن يكون نُقل من النبات ومصادر أخرى.
وتؤكد نتائج الدراسة الاستنتاجات التي توصلت إليها دراسةٌ عام 2001 أشارت إلى أن الإنسان ربما تطور بجينات مكتسبة من نباتات، لكن الكثير من البيانات لم تكن متوفرة آنذاك لتحليلها.

 

التعليق:

 


الأصلُ في أيّ فكرةٍ يتبنّاها الإنسانُ أن تكونَ منبثقةً عن العقيدة الصحيحة، أو مبنيّةً عليها، يقول الحقّ سبحانه وتعالى - وقولُه الحقُّ -: ﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ﴾، فهذه الآية وغيرها العشرات في القرآن الكريم تدل دلالة قطعية لا شك فيها أنَّ الإنسان خُلِقَ إنسانًا ابتداءً بعد أنْ لم يكن شيئًا مذكورًا.


ولكنّ كثيرًا من علماء الغرب قد ضَلُّوا السبيل لاعتمادهم الطريقةَ العلميةَ في التفكير، وإنّه وإنْ كانت الطريقةُ العلميةُ تصلح لوصف واقعٍ ما، علميٍّ أو غيرِه، ووصفِ جزئياتِه ودقائقِه باستخدام التفكير العميق؛ إلا أنه إذا لزمَ ربطُ الواقعِ المبحوث بغيرِه فإنّ الطريقةَ العلمية تصبح غير صالحة، فلا بد - والحالةُ هذه - من الاستنارةِ في التفكير، أي لا بد من استخدام التفكير المستنير، ولا بد من معلومات سابقةٍ عن العلاقة بين الواقعين المرادِ الربطُ بينهما، وهذا ما ترفضه الطريقة العلمية في التفكير، فهي توجبُ - على حد قولهم غير الدقيق - استبعادَ أيّ معلومات سابقة عن الواقع، وفي الحقيقة هم يستخدمون معلومات سابقة، ولكنهم يستبعدون الرأي السابق، ولكنهم تنقصهم المعلومات السابقة الصحيحة عن العلاقة بين الواقعين، وأنهما مخلوقان لخالق واحد، وعليه فإنّ ما ينتج عن البحث بهذه الطريقة خطأ، ولا يستقيم أمام المحاكمة العقلية الدقيقة.


أما ما ورد في ثنايا الخبر "ووجد الباحثون أن العديد من الأحياء - بما في ذلك البشر - حملت جينات خارجية من الكائنات الحية الدقيقة التي شاركتها بيئتها في العصور القديمة" فإنّ هذا الذي وجده الباحثون لا يدل بالضرورةِ على تطوّر بعض الكائنات من بعض، ولكنه يدل قطعاً على وحدةِ الخالقِ الذي خلق هذه الأنواع من الكائنات.


وأما ما يقال أنه اتفق عليه الباحثون "أن نحو 1% من الجينوم البشري من الممكن أن يكون نُقل من النبات ومصادر أخرى" فإن مجرد التشابه بين الخليتين ليس دليلا على أن أحدهما أصل للآخر، بل يدل بشكل قاطع على وحدة الخالق سبحانه وتعالى.


ومعلومٌ عقلًا أن مجرد التشابه بين واقعين لا يعطي الحق بإصدار الحكم نفسه على كلا الواقعين، ولا يعطي الحق بإصدار حكم على أن أحد الواقعين هو أصلٌ للآخر، فكم من المتشابهات اختلفت الأحكام بحقها، واختلفت الأحكام على أصلها، ولم يكن الواقعان من أصل واحد، إلا أنهما مخلوقان لخالق واحد.


ومن المعلوم في الأوساط العلمية سقوط نظرية داروين في التطور منذ ثلاثينات القرن الماضي بعد اكتشاف المجاهر الإلكترونية، وتمكُّن العلماء من رؤية الأجزاء الدقيقة في الخلية الحية، وتمكّنهم من مشاهدة الكروموسومات فيها، فلم يعُدْ بالإمكانِ تصوُّرُ تطور الإنسان من أي مخلوق آخر سبقه نظرًا لاختلاف عدد الكروموسومات في خلية الإنسان عن باقي الأحياء.


فالإنسان خُلِق إنسانًا ابتداءً، ولم يتطور من أي مخلوق آخر سبقه، وهذا ما دلت عليه الآيات القرآنية الكريمة بشكل قاطع لا شك فيه.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد - الأردن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع