الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الإسلام جاء ليغير القيم والمعايير الفاسدة لا ليتقبلها

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نشرت البي بي سي على صفحتها الإلكترونية في الثامن والعشرين من شباط الخبر التالي:


"قال السير جون سورز، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني المعروف بـ MI6 "إم أي 6" إن الإسلام، كدين، ليس مهيأ لإحياء وتجديد نفسه ليواكب قيم القرن الحالي.


وقال، ردا على سؤال بشأن أسباب تحول البعض إلى التطرف، إن هناك إجابتان على سؤال لماذا يصبح الأشخاص متطرفين.


الأول، حسب رأيه، هو أن المسلمين "أقل اندماجا" في المجتمع البريطاني "وهناك عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية مرتبطة بذلك."


وأضاف السير جون إن السبب الثاني هو أن الدين الإسلامي "ككل ليس مهيأ بشكل جيد لإحياء وتجديد نفسه، لكي يتوافق مع قيم ومعايير مجتمع يعيش في القرن الحادي والعشرين."


ويضيف: "لذلك فإن هناك تحديا سياسيا كبيرا، يمكن فقط أن يضطلع به قادة العالم الإسلامي، ولا يمكن فرضه عليهم من جانب الغرب."


وجاءت تصريحات السير جون في مقابلة ببرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4.


وأتت المقابلة بعد الكشف عن هوية محمد إموازي، الذي يوصف بأنه "جون الجهادي"، وهو بريطاني ولد في الكويت وهو الآن في منتصف العشرينيات من عمره".

 

التعليق:


إن السير سورز يُحمِّل الإسلام وزر ظهور التطرف بين أبناء المسلمين، ورغم تحفظي على مصطلح التطرف، فإن تحميل الإسلام وزر هذه الظاهرة هو ظلم وعدوان، فهو جزء من الهجمة الشرسة على الإسلام وأهله وإلباسه لباس الجمود والتحجر، وإظهاره بمظهر العدو للفكر والعلم والتطور، وهذه والله عين الحقد والجهل.


نعم إن المسلمين يرفضون الاندماج في المجتمعات الغربية التي يقيمون فيها، ونعم أيضاً إن الإسلام ليس مهيئاً ليغير مفاهيمه وأحكامه بما يتوافق مع القيم والمعايير السائدة في المجتمعات المختلفة، إنها حقائق ولكنها لا تولد المتطرفين، وهي حقائق لكنها ليست نقائص ولا تقلل من قدر الإسلام بل تؤكد على حقيقة الإسلام من أنه مبدأ إنساني لديه أفكار هي مفاهيم ومقاييس وقيم تحدد مواصفات المجتمع الإسلامي الذي يوفر للإنسان كل ما يحتاجه ويطمح للوصول إليه من حياة رغيدة هانئة هادئة آمنة مطمئنة تليق بالإنسان وما يتميز به عن سائر المخلوقات وهو العقل.


فكيف لمبدأ جاء ليصوغ حياة الإنسان على أرقى مستوى ممكن يليق بالإنسان، كيف له أن يقبل بما يناقضه من أفكار ومفاهيم ومقاييس، يراها تحط من قدر الإنسان وتسبب شقاءه وتعاسته، لقد جاء الإسلام لينهض بالإنسان ويرتقي به من درك الجاهلية وصفاقة التقليد الأعمى لما كان عليه الآباء والأجداد، إلى نور العلم اليقيني المبني على العقل والذي يري الحق حقاً والباطل باطلاً، وهو فوق كونه مبدأً إلا أنه ليس كسائر المبادئ التي وضعها البشر، فمصدر الإسلام ليس عقولاً بشرية بل مصدره رب البشر خالق الكون والإنسان والحياة، لذا فالمسلمون واثقون بصحة كل ما فيه من مفاهيم ومقاييس وقيم، لأنه من الخالق العالم بمن خلق وبما يصلح لهم ويصلح حياتهم. من هنا يأتي تمسك المسلمين بدينهم، ورفضهم تغيير أو تبديل أحكامه ومقاييسه. إنه ليس الجمود والتحجر بل الثقة بصحة ما لديك وفساد ما لدى الآخر.


فالمبادئ لا تلتقي وأصحابها لا يندمجون في ما لدى الآخر، بل تتصارع فكرياً ليثبت كلٌّ صحة مبدئه وأفضليته ليكون هو القائد للبشرية يصوغ مفاهيمها ويضع مقاييسها ويحدد قيمها.


ولعل ما يطرحه السير سورز لا يخرج عن هذا السياق، سياق الحرب على مبدأ الإسلام عدو المبدأ الرأسمالي الذي يسود العالم اليوم، فالغرب يشعر بخطر أفكار الإسلام عليه وقوة المسلمين في حمل مبدئهم والسير الحثيث لإقعاده مقعد السيادة للبشرية، ما يعني زوال المبدأ الرأسمالي وانهيار حضارته.


فليت السير سورز وأمثاله يعلمون أن الإسلام قادم أسرع مما يتوقعون، وأن رأسماليتهم العفنة ساقطة مهما بذلوا من أجل تثبيتها وإطالة عمرها وعرقلة مسيرة حملة دعوة الإسلام. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]، وليتهم يعلمون الخير الذي ينتظر البشرية بانهيار الرأسمالية العفنة وسيادة الإسلام العظيم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع