خبر وتعليق بول وولفويتز منتقدا رفض أوباما مصطلح "الإرهاب الإسلامي": نفي علاقة الإسلام بما يحصل قرار خاطئ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نقل موقع السي أن أن العربية في 24 من الشهر الجاري عن بول وولفويتز، نائب وزير الدفاع الأسبق وأحد أركان الإدارة الأمريكية بحقبة الرئيس السابق جورج بوش والمستشار الحالي لشؤون السياسة الخارجية لشقيقه جيب، المرشح المحتمل للرئاسة، قوله: (إن نفي وجود صلة بين الدين الإسلامي ومشكلة الإرهاب "أمر خاطئ" منتقدا بذلك موقف الإدارة الأمريكية الحالية برفض الربط بين الأمرين...)
وحول رأيه برفض أوباما استخدام تعبير "التطرف الإسلامي" أو "الإرهاب الإسلامي" رد وولفويتز بالقول: (أنا أتفهم بعض الشيء دوافعه للقيام بذلك، فهو لا يريد منح المسلمين المتطرفين فرصة الهيمنة على هوية العالم الإسلامي، ولكنني أظن أن الادعاء بعدم وجود صلة للإسلام بالمشكلة القائمة هو أيضا أمر خاطئ... الناس تدرك بأن الإسلام مرتبط بشكل ما بالأمر الذي نحاربه هنا...).
التعليق:
إن من الأمور التي جاء باراك أوباما ليعالجها بعد تسلمه الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية في كانون الثاني من عام 2009 هي ما يُسمى بالمصالحة مع العالم الإسلامي بعد أن وُجد رأي عام ضد أمريكا وسياستها في البلاد الإسلامية. وترافق مجيء أوباما إلى الحكم مع تحولات هامة في الأمة الإسلامية تمثلت في توجهها نحو الإسلام بوصفه دينا والدولة جزء منه، وصارت تتوق للعيش في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة. وبالإضافة إلى ذلك فإن موقف المسلمين من الحضارة الغربية وأنها تتناقض مع الإسلام آخذ في التبلور والتركز. وكانت مراكز الأبحاث والدراسات في أمريكا قد اعتبرت أن من الأسباب التي أدت إلى حصول ذلك التحول هي سياسة أمريكا التي جاء بها المحافظون الجدد والتي كان يظهر فيها حقدهم على الإسلام، وكانت تصريحاتهم في هذا المجال سافرة لا تحتمل التأويل. فجاء باراك أوباما بسياسة جديدة، أو بالأحرى بأسلوب جديد تتم من خلاله محاربة الإسلام ولكن من غير تصريح بأن الإسلام عدوٌ لهم.
وقد قام أوباما، بعد حوالي ثلاثة أشهر من تسلمه الحكم، أي في شهر نيسان من عام 2009 بإلقاء خطاب أمام البرلمان التركي أكد فيه أن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد الإسلام ولن تكون في المستقبل. وفي شهر حزيران من العام نفسه قام بإلقاء خطاب موجه إلى العالم الإسلامي في جامعة القاهرة بمصر دعا فيه إلى بداية جديدة في العلاقات مع العالم الإسلامي.
وقد حرص أوباما عندما تم تكوين الحلف الذي تقوده أمريكا لمحاربة ما يُسمى بالإرهاب على الظهور بأنه لا يعادي الإسلام. فهو عندما يهاجم تنظيم الدولة، يقول: "إن تنظيم الدولة لا يمثل الإسلام بل هو يسيء إلى الإسلام"، وهو لا يفوته كلما تحدث عن "الإرهاب" و"التطرف" أن يقول: "نحن لسنا في حالة حرب مع الإسلام، ولن نكون". مع أن حقيقة الأمر غير ذلك، فإن الحرب التي تخوضها الدول الغربية هي ضد الإسلام...
إن أهمية تصريحات وولفويتز، وهو الذي كان من أبرز الصقور في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، أنها تكشف حقيقة عداء الغرب للإسلام. فهو يبيّن أن مشكلة "الإرهاب" إنما تكمن في الإسلام. والحقيقة أن أمريكا ومعها الدول الغربية الكافرة المستعمِرة إنما تجد الخطر على مصالحها ونفوذها في العالم الإسلامي من أفكار قد جاء بها الإسلام ولا مجال لتأويلها... فتلك الدول تدرك أن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والجهاد ووحدة الأمة الإسلامية وتناقض الحضارة الغربية وما جاءت به من ديمقراطية وحريات وما شاكل مع الإسلام، إنما هي من جوهر الإسلام، وهذا ما يجعلها تتخذ الإسلام والعاملين لإعادته إلى واقع الحياة عدوا لها. وتلك الدول عندما تتكلم عن "الإرهاب" وتحشد قواها لمحاربته إنما عينها وتركيزها على تلك الأفكار، فهي تدرك أن الذي يشكل الخطر الحقيقي على مصالحها ليس قيام فرد أو مجموعة أفراد من المسلمين بردة فعل هنا أو هناك، وإنما هو ما تمثله تلك الأفكار في حياة الأمة، فهي التي تجعل الأمة حية وفاعلة حين تتخذها أساسا في حياتها فتقيم دولة الخلافة على منهاج النبوة التي تقضي على أي نفوذ لتلك الدول الغربية الكافرة في بلاد المسلمين.
وأيضا، فإن وولفويتز يكشف أن باراك أوباما نفسه في حالة حرب مع الإسلام ولكنه لا يصرّح بذلك نتيجة دوافع معينة وهي حرص أوباما على "عدم منح المسلمين المتطرفين فرصة الهيمنة على هوية العالم الإسلامي"... أي عدم جعل المسلمين يلتفون حول الإسلام الذي هو هويتهم، والالتفاف حول الأفكار التي جاء بها الإسلام والتي تحررهم من نفوذ الكفار المستعمرين.
قال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا - لبنان