خبر وتعليق كبح المزارعين غير المرخصين ليس الحل لمنع الفيضانات في مزارع كاميرون (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت صحيفتا "الأخبار اليومية" و"بيرناما" في 6 ديسمبر 2014 البيان الصادر عن وزارة الزراعة والصناعات الزراعية والتي أكدت من خلاله بأن توريد الخضروات للسوق المحلية لن يتأثر بالإجراءات التي تتخذها السلطات من تطهير لمزارع الخضروات غير المرخصة في مرتفعات كاميرون في ماليزيا، وقال داتوك سيري إسماعيل صبري يعقوب بأن إمدادات الخضروات من تلك المزارع ليست مدرجة في الإحصاءات لإمدادات النفط الوطنية، وقد أبلغ إلى الصحافيين خلال إطلاق مشروع AgroAgent في منطقة كرايونج سكوير اليوم "أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لإيجاد إمدادات بديلة بما في ذلك استيراد الخضروات إذا تأثرت الزراعة في البلد"، وفي الوقت نفسه، قال أن الوزارة لن تساوم مع أولئك الذين يوظفون العمال الأجانب للعمل في حقول الخضروات غير المرخصة في مرتفعات كاميرون" وأضاف بأن "الحكومة لن تتساهل مع أي من المزارعين غير القانونيين الذين يرغبون في إرسال مذكرة احتجاج بسبب الإجراءات التي تتخذها السلطات وإن كانت أثرت على إمدادات الخضروات في البلاد."، مشيرا إلى أنه "في حال كان هذا صحيحاً بأنه قد تأثرت إمدادات الخضروات، فإننا سوف نبذل قصارى جهدنا لإيجاد وسيلة توفير إمدادات كافية، ولكن لن نساوم على السماح للمهاجرين العاملين في الحقول غير المشروعة في مرتفعات كاميرون".
التعليق:
إن وجود مزارع دون ترخيص في مرتفعات كاميرون ليست هي السبب الرئيسي للفيضانات الهائلة التي حدثت في الآونة الأخيرة وأودت بحياة خمسة أشخاص، ومع ذلك، فقد اتخذت الحكومة خطوات غير حكيمة للحد من هذه المشكلة بإلقاء القبض على المهاجرين غير الشرعيين الذين أتوا إلى ماليزيا للعمل كمزارعين وإغلاق المزارع غير المرخصة، وكانت هذه الإجراءات قد أثارت قلق الماليزيين والتي يمكن أن تسبب نقصا شديدا في إمدادات الخضروات الطازجة، وإذا ما حدث هذا، فإن الحكومة ستقوم باستيراد الخضروات من الدول المجاورة مثل تايلاند وإندونيسيا، وهذه ليست بخطوة حكيمة، حيث وإن وُجد مزارعون يعملون بدون ترخيص ووجودهم يؤثر سلبا، إلا أنه يفترض التعامل مع هذه المسألة بشكل أفضل وأكثر كفاءة، لا وفقا لرغباتهم.
إن جشع بعض الأطراف في الواقع، وبحسب ما أفادت به الصحافة من قبل، قد أعاد تشكيل الأرض في المرتفعات، وأن الفساد الذي يمارس هنا في مشاريع كقطع الأشجار يمضي قدما بسلاسة، حيث يجب أن يتوقف الطمع في تحقيق الأرباح الضخمة التي تتجاوز الحدود، ويجب إيقاع العقوبة المناسبة على المخالفين حسب أعمالهم، أما مثل تلك الكوارث الطبيعية المأساوية فتحدث بسبب جشع الأيدي البشرية، وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الروم: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
مما لا شك فيه بأن تطبيق النظام الرأسمالي اليوم والذي يعتمد على الأرباح فقط، قد فتح الطريق أمام الجشع والحصول على الربح دون التفكير في جميع جوانب السلامة، ناهيك عن التفكير بالمنظور الإسلامي لهذه المسألة، فنحن بصفتنا مسلمين ملزمون بقبول الفاجعة بصبر ورضا، ومع ذلك، هذا لا يعني أننا سنواصل الصمت ونسمح لهذه القوى التدميرية، ألا وهي الرأسمالية، بأن تواصل جنونها دون هوادة، سائلين الله عز وجل أن يعجّل بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي تنفذ الشريعة الإسلامية فضلا عن الحد من مثل هذه التصرفات اللامسؤولة المتكررة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمار