الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق رسومٌ للخمور على متن طائرات الخطوط الجوية الماليزية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


كشفت عدة وسائل إعلام في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وطرحت على مؤسسة الخطوط الجوية الماليزية تساؤلات الاستهجان بشأن رسوم الخمرة التي تتضمنها كل تذكرة سفر يشتريها المسافرون على متن طائرات المؤسسة. وأكد هذا الخبر وكيل وزارة النقل داتوك عبد العزيز كبراوي أمام جلسة للبرلمان قائلاً أن ثمن كل تذكرة يشتريها المسافرون جواً يشمل تكلفة المشروبات على متن الطائرة بما فيها الخمور. فقد قال: "حينما نشتري تذكرة للسفر جواً تكون هذه التذكرة شاملةً ثمن المشروب الذي يقدَّم في الطائرة." ولقد أثارت هذه الحقيقة التي تبعث على الصدمة ردود فعل لا تقل قوة من قبل المسلمين الواعين اليقظين الذين أصابهم القلق من أن يكونوا هم أيضاً متورطين في دفع رسوم للخمور. [صحيفة ماليزيا دايجيست، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014]. أما الوزير في مكتب رئيس الوزراء، داتوك سيري جميل خير باهاروم، فقال لصحيفة سينار هاريان، يجب التوقف عن فرض رسوم الخمرة التي يتم تضمينها في تذاكر السفر على طائرات الخطوط الجوية الماليزية، لأنه لا يجوز تقديم الخمرة على متن هذه الطائرات أصلاً. وقال في ردهة البرلمان: "أتعهد بألا يفرض على أحدٍ دفع رسوم للخمرة لأنه لا يجوز تقديم الخمرة. كُفّوا عن ذلك." [صحيفة سينار هاريان، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014]

 

التعليق:


إن فرض رسوم للخمرة على جميع المسافرين على رحلات الخطوط الجوية الماليزية، بمن فيهم المسلمين ومَن لا يتناولون خموراً، يعدّ احتيالاً محضاً. لكن القضية الأهم في هذه المسألة هي حرمة الخمرة وحرمة شربها، التي وردت في صريح قول الله عز وجل في الآية 90 من سورة المائدة، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وهذا ما بيّنه وشدد عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: «لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر» (رواه ابن ماجه)، وكذلك في حديثه عليه الصلاة والسلام، الذي يقول فيه: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام» (رواه مسلم)


لكن التحريم لم يقتصر على شرب الخمرة، بل وحرّم الإسلام أيضاً جميع التعاملات والعمليات المتصلة بها مثل حملها وبيعها. فعن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال «لَعَنَ رسول اللَّهِ في الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إليه وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لها وَالْمُشْتَرَاةُ له» (رواه الترمذي وابن ماجه).


وبناء على ما سبق، فإنه يحرُم فرض رسوم للخمور على المسافرين. وبما أن الخطوط الجوية الماليزية هي مؤسسة الطيران الرسمية لهذا البلد، الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه، فإنه لا يجوز للمؤسسة بحال تضمين ثمن تذاكر السفر على رحلاتها رسوماً للخمور.


غير أن ما لا يقل إيلاماً هو أنه بالرغم من اطّلاع من بيدهم السلطة على هذا الأمر، فإنهم لم يفعلوا شيئاً لمنعه من الأساس، أو وقفه. هذا ناهيك عن أن يبذلوا الوسع في إيقاف مؤسسة الخطوط الجوية الماليزية عن تقديم الخمور على رحلاتها. حيث إن المؤسسة، بوصفها مؤسسة ربحية، لم تجد غضاضة في تقديم الخمور على متن طائراتها على الرغم من حرمة ذلك في الإسلام. وهذا هو الأصل الذي يقوم عليه النظام الاقتصادي الرأسمالي، ذات النظام الذي طالما اضطهد المسلمين ونكل بهم. فقد ظهر هذا النظام وترعرع في البلدان العلمانية. فهو بطبيعته لا ينظر إن كان الشيء أو العمل حلالاً أم حراماً، ما دام يدرّ ربحاً أو يجرّ منفعة مادية. وفي النهاية تكون الشعوب هي من يدفع الثمن باهظاً بسبب جشع المتنفذين ومن بيدهم مقاليد أمورها.


أيها المسلمون:


إلى متى سنبقى نسمح لأهل الكفر والفسوق بالتجرؤ على الإسلام! أما آن لنا أن ندرك أن انتشار مظاهر الكفر والفسوق والعصيان يعود في أصله إلى مكمنين، لا ثالث لهما: الحكام الفاسدين والنظم الفاسدة؟ إن هذه هي النتيجة عندما يتولى قيادة الشعوب زعماء علمانيون يفصلون الدين عن الحياة، ويطبقون عليهم النظام الديمقراطي الوضعي الفاسد المفسِد. ففي ظل هؤلاء الحكام الفاسدين والأنظمة الفاسدة لا يكون الحلال والحرام هو المقياس للأشياء والأعمال، وإنما تصبح الشهوات البهيمية الجامحة والمنافع المادية الفانية هما الدافعين للقيام بالعمل أو الامتناع عنه. وما دام الأمر كذلك، فلن يجلب لنا هذا النظام الديمقراطي الرأسمالي الفاسد في نهاية المطاف إلا المزيد من مزالق الدمار والخراب، والخروج من ديننا القويم. ولذلك، فإنه لا مخرج ولا منجى لنا من هذه الطامة إلا بالعمل بكل طاقتنا لاجتثاث أنظمة الكفر المتسلطة على رقابنا، وتطبيق دين ربنا سبحانه وتعالى في جميع شؤون حياتنا، وذلك بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. وعندها فقط، سنكون أرسينا دعائم دولة يُذلّ بها الكفر وأهله ويعزّ فيها وبها الإسلام وأهله. فهلمّوا إلى العمل معنا لإقامتها، والفوز في الدنيا والآخرة!


﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا داعِيَ الله﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سُمية عمار
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع