خبر وتعليق هل المرأة تحتاج إلى اتحاد أم إلى نظام يحميها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
وطنية - أطلقت "الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة"، وفي إطار فعاليات حملة ال 16 يوما العالمية وتحت شعار "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة" مشروعين لحماية وتمكين النساء والفتيات، إضافة إلى عدد من الأنشطة التفاعلية والعروض المسرحية والندوات التوعوية في جامعات عدة.
التعليق:
احتفل العالم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، سنوات طوال والهيئات والمنظمات العالمية والمحلية تنتظر 25 نوفمبر من كل سنة لتطلعنا على آخر الإحصائيات عن وضع المرأة وما آلت إليه وخاصة في البلاد العربية.
وبرغم العديد من المحاولات وعقد المؤتمرات والندوات لحماية المرأة من العنف إلاّ أن عملها يقتصر كل سنة على تقديم التوصيات ووضع القوانين وتغير قوانين جديدة بأخرى بعد أن أثبتت فشلها من حيث التطبيق كـ(اتفاقية سيداو)، ويقتصر عملها أيضا على وضع إحصائيات سنوية لتتم مقارنتها مع الأعوام السابقة لتعلم مدى تحسن وضع المرأة في المجتمعات كافة.
في 25 نوفمبر نبدأ بسماع الشعارات الطنانة والعبارات الرنانة؛ ففي لبنان أطلقت الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة حملة تحت شعار "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة" وهنا يأتي السؤال: من المطالب منه الاتحاد؟ هل الأفراد كافة أم الرجال فقط أم النساء أنفسهن؟ أم الناس كلهم أم الدولة؟؟ وهل الاتحاد هو الحل في رأيهم بعد كل هذه السنوات من المعاناة والتعنيف النفسي والجسدي للمرأة؟؟
إن الإحصائيات إذا تغيرت فهي للأسوأ؛ ففي الأردن مثلا فإن أكثر أنواع العنف الأسري ممارسةً هو العنف الجسدي والذي بلغت نسبته 86%.
وفي المغرب أيضا وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن أكثر من 4 ملايين امرأة يتعرضن لعنف جسدي منذ بلوغهن سن 18 سنة.
وفي تونس تبلغ نسبة النساء اللواتي يتعرضن للعنف بشتى أنواعه 47% غالبيتهن في الأرياف،
أما في مصر فإن أكثر من 99% من النساء يتعرضن للتعنيف.
وفي سوريا وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن أكثر من 7500 امرأة تعرضن لحالات من العنف الجنسي.
وبالعودة إلى لبنان وحيث تزعم المرأة التحرر في بلد علماني متحرر وبعد إقرار قانون حماية أفراد الأسرة من العنف، ما زالت المرأة تعاني من التعنيف وقد وصلت في بعض الأحيان إلى القتل وقد سُجل مقتل أكثر من 12 امرأة سنويا.
لقد تناست هذه المنظمات أنها هي التي وضعت المرأة بالند مع الرجل وجعلوا الحياة بينهما قائمة على الغلبة، إن كل هذه المشكلات نتيجة حتمية للدعوة التي تكفل بها الغرب لغرزها في بلادنا ألا وهي الدعوة إلى التفلت والانحلال والبعد عن القيم الأخلاقية والبعد عن الأحكام الشرعية التي ما عرفت المرأة العزة والرفعة إلا عندما كانت تتمسك بها.
هل المرأة في لبنان وفي كافة البلاد تحتاج إلى اتحاد أم إلى حماية ورعاية؟ وهذان لن يتوفرا في ظل هكذا أنظمة خاوية وفاسدة، لأن هذه المشكلات قد نشأت من طبيعة هذه النظم الوضعية المطبقة على الناس ومن إبعاد الإسلام عن الحياة، ولحل مشاكل المرأة خاصة والمسلمين عامة لا بد من الرجوع للإسلام لأن الدين الإسلامي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وجعل لها نظاما تسير عليه لتنعم البشرية بالاطمئنانِ. لقوله تعالى ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.
إن المرأة بحاجة لنظام اجتماعي مصدره القرآن والسنة. فالإسلام وحده سبيل الخلاص وبتطبيقه في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة سيكون سفينة النجاة في بحر لُجِّيٍ يغشاه موج الباطل، إن الإسلام وحده بفكرته وطريقته هو النور الذي سيقشع ظلمات الرأسمالية.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عبد الله