الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق لو كانوا جادّين ما انتهجوا هذا النهج

بسم الله الرحمن الرحيم



الخبر:


أكدّ الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أنّ العنف قد تطور بعد الثورة ليصبح عنفا سياسيا وعنفا ثقافيا خاصة من قبل المجموعات المتشددة والمسلحة.


كما أكدّ اتحاد المرأة التونسية بدوره في بيان له أن الحكومات السابقة غضت الطرف عن مسألة جهاد النكاح وطالب الحكومة المقبلة والمجلس التشريعي المنتخب بضرورة التعاطي مع ملف العنف ضد المرأة داعيا الحكومة المقبلة للابتعاد عن السياسة التبريرية التي انتهجتها الحكومات السابقة في قضية جهاد النكاح.


وكان الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري قد أعلن عن انطلاقه في عقد دورات تكوينية للأمهات العازبات داخل مركز الإدماج الاجتماعي إلى جانب ورشات تحسيسية لرفض العنف والتصدي له موجهة للطالبات داخل المبيتات الجامعية وللأطفال في دور الشباب والنوادي.

 

التعليق:


رغم النسبة المرتفعة المسجلة للعنف ضد النساء في تونس - إذ حسب مسح ميداني أنجزه ديوان الأسرة والعمران البشري أفاد بأنّ 47,6 بالمائة من النساء، بين 18 و64 سنة، تعرضن لأحد أنواع العنف - نجد البيانات الصادرة عن هيئات ومنظمات تدعي تمثيلها للمرأة ودفاعها عنها لا تبحث هذا المشكل بموضوعية وسعي حثيث للوقوف على مكمن الداء والوصول إلى الدواء الناجع.


ورغم أن ّما تعانيه المرأة في تونس اليوم يلزمه حزم وعزم للوقوف على الأسباب والمسببات المباشرة وغير المباشرة التي أدت إلى هذا التصدع الفظيع في العلاقة بين الرجل والمرأة وأدت إلى انعدام أمانها على نفسها؛ وعلاجها من الجذور حتى يقطف الثُمر الطيب؛ نجد الأنشطة المقامة في الغرض أنشطة هزيلة؛ ما هي إلا صدى لجعجعة المنظمات العالمية التي وضعت تواريخ التذكر السنوي لمشاكل المرأة وباتت كل تاريخ سنوي جديد تعيد وتزيد.


لقد باتت الصورة مكشوفة للعيان بأن الأبواق المتشدقة بالدفاع عن المرأة تتاجر بمعاناتها؛ فما معنى تسليط الضوء على ما ابتدع من ظاهرة "جهاد النكاح" وهل بالقضاء عليه يقضى على شبح العنف الخانق للمرأة والذي تتعدد أسبابه!!!


وهل تركيز الحديث عن عنف سياسي وثقافي صادر عن مجموعات متشددة ومسلحة يعكس الواقع برمته أم أنه جزء من الواقع أريد تغليبه ووضعه تحت الأضواء لمآرب بائنة يعلمها القاصي والداني؟؟؟


إن الموضوعية والعمق أبسط أدلة على جديّة أي طرح وللأسف تخلو منهما البيانات الموقعة من الأطراف التي تشتغل على قضايا المرأة في تونس والتي ذكرنا بعضها؛ وحدث ولا حرج عن الأنشطة التحسيسية المقامة حتى من الهياكل التابعة للدولة؛ فالمدقق في فحواها يلدغه سم مآربها الخبيثة ويدرك أن مثل هذه التواريخ السنوية فرصة لنفث سمومهم وحسب ولو ابتغوا الإصلاح لانتهجوا نهجا غير ما ينتهجونه، فكل عام تفجعهم الأرقام أكثر وتفضحهم أن أعمالكم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ثم لا يجده شيئا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس - تونس

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع