خبر وتعليق اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
"يحتفل العالم في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، تحت شعار «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة»، بهدف رفع الوعي بشأن العنف ضد النساء والفتيات، وأعلنت الأمم المتحدة استمرار الاحتفال حتى يوم 10 ديسمبر المقبل بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان."
التعليق:
يضج العالم وإعلامه وندواته وصفحات التواصل (الاجتماعي) بالحديث عن هذا اليوم وعن العنف ضد المرأة.. وخاصة في البلاد الإسلامية والعربية.. فلا تكاد تخلو دولة من ندوات ولقاءات وإحصائيات حول ازدياد حجم العنف الممارس ضد المرأة، عنف جسدي وعنف لفظي وعنف جنسي وتحرش، عنف أسري وعنف وظيفي واقتصادي وتفرقة عنصرية.. وغيرها من المسميات.. ويرجعون هذا كله إلى عدم أخذ المرأة حقوقها بالمساواة مع الرجل في كل شيء، في البيت والعمل وكل مكان وكل دور!! فعلى المرأة أن تناضل من أجل الحصول على حقوقها والتحرر من تسلّط المجتمع الذكوري. مطلوب منها أن تثور عليه زوجة أو أختا أو بنتا لتنال حقوقها المسروقة والمهضومة التي يؤدي إلى ممارسة العنف بحقها!! وعليها أن لا تقبل أن تعود إلى البيت حتى لو ناداها واجب الأمومة وحقوق الزوجية، فهذا تخلف ورجعية وعودة إلى الماضي البغيض!
إن كانت المرأة في الغرب تطالب بمساواتها مع الرجل فهي لأنها فعلا مضطهدة ولو أظهروا عكس ذلك، حتى لو خدعوا النساء بأنهن متحضرات ذوات شخصيات مستقلة بعيدة عن سيطرة الرجل وتحكمه، فكل هذا محض كذب لأن المرأة في الغرب مضطهدة ومعنّفة ومستغلة خارج البيت وداخله حيث مفروض عليها العمل لكسب العيش لأنه لا أحد ينفق عليها وكذلك مطلوب منها العمل داخله للعناية بالزوج والبيت والأولاد حتى لو ادعوا أن هناك شراكة حقيقية ومساعدة من الرجل في هذه الأعباء، فالرجل أبدا لن يكون ربة بيت أو أمّاً حقيقية لأن هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، ودور اختص به المرأة دون الرجل كما اختص أعمالا وأدوارا للرجل لا تستطيع أن تقوم بها المرأة ليس لقصور عندها أو ضعف بل لتكوينها الجسدي والنفسي والعاطفي.. ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
إن كانت المرأة في العالم الإسلامي معنفة أو حقوقها مهضومة فذلك بسبب تحكيم العادات والتقاليد البعيدة عن شرع الله الذي أعطاها حقوقها.. وإن الغرب مليء بالعنف ضد المرأة بمختلف أشكاله وأنواعه والإحصائيات كثيرة لا يتسع المقام هنا لذكرها.. وإن اختيار يوم 25 نوفمبر ليكون يوما عالميا لمناهضة العنف ضد النساء كان أساسه في الغرب وفي أمريكا اللاتينية، حيث كانت الأخوات ميرال ثلاث من الدومنيكان في أمريكا اللاتينية على الكاريبي، وحاول الرئيس الدكتاتور التحرش الجنسي بإحداهن مما أغضبها وصفعته، وغادرت وأسرتها المكان ومن ثم كونت وأخواتها جماعة المعارضة لنظام الدكتاتور (تروخيلو)... وتمت مطاردة المعارضين ومن ثم سجن عائلة ميرال بالكامل وتعذيبهم، وبعد الإفراج عنهم تم اغتيال الأخوات الثلاث في يوم 25 نوفمبر عام 1960، الذي اعتبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء. بعد اغتيال الدكتاتور عام 1961م...
لكن تراهم يتكلمون عن العنف ضد المرأة في العالم الإسلامي ويسهبون فيه ويرجعونه إلى أحكام الإسلام التي مثلا تبيح تعدد الزوجات وهو بنظرهم عنف، أما تعدد الخليلات واحتقار الزوجة فهو ليس عنفا! ما يطلقون عليه زواج القاصرات أو الزواج المبكر هو عنف معنوي وجسدي وانتهاك لحقوق الفتاة لأنها ليست ناضجة جسميا وعاطفيا بينما العلاقات غير الشرعية التي ينتج عنها أولاد السفاح والأمهات العزباوات ليس عنفا بل حرية شخصية!! يعتبرون طاعتها لزوجها وقوامته عليها عنفاً وخنوعاً، ويعتبرون تربية البنت على أن دورها الأساسي هو أم وربة بيت وليست عاملة، وأن الإنفاق واجب على الرجل أنه عنف أسري ومجتمع ذكوري يتم فيه تفضيل الذكر على الأنثى! فيجب عليها الثورة على هذا الوضع فهي لست جارية عند الرجل بل مثله متساويان!
نقول لأمثال هؤلاء، ماذا بشأن النساء المعذبات تحت حكم الأنظمة الظالمة، أليس ما يعشنه عنفا! أين هم من أحداث سوريا وجُلّ مهجريها وضحاياها ولاجئيها هم من النساء والأطفال الذين يمارس نظام بشار ضدهم أقسى أنواع العنف من قتل وتعذيب وسجن وتشريد وانتهاك أعراض! أين كانوا في حرب غزة والنساء تقتل وتشرد وتدمر بيوتهن على رؤوسهن! أين هم من حرائر الأقصى اللواتي يُضربن ويُسجنَّ ويُعتقلن من قوات يهود ولا أحد يحرك ساكنا! وأين هم من النساء السجينات في سجون السيسي الظالم بتهم ملفقة وغير صحيحة واللاتي يمارس ضدهن أنواع مختلفة من العنف الجسدي واللفظي والتحرش بل والاغتصاب! وأين وأين وأين...!
فلتذهبوا يا دعاة الدفاع عن المرأة المسلمة "المعنفة" وحقوقها إلى الجحيم، واهتموا بنسائكم ومجتمعاتكم المتفككة التي تمارس فيها شتى أنواع العنف ضد المرأة بكل صوره، واتركونا لإسلامنا الذي أعطانا كل حقوقنا..
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي