خبر وتعليق يخيروننا بين الموت بالسم الزعاف أو رميا بالرصاص
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام السمعية والبصرية مؤخرا دعوات من أصحاب العمائم ومن أتباع الحركات الإسلامية ومن الملتزمين وغيرهم... بضرورة انتخاب السيد محمد المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني على اعتبار أنّه حقوقي، وسيحافظ على الحريات الدينية، ولم يكن من رجال النظام السابق وغيرها من التبريرات...
التعليق:
إنّ هذه الدعوات من مشايخ السلاطين وغيرهم من أتباع (الإسلام المعتدل) بضرورة انتخاب الأقل سوءا، والذي لم يجاهر بعدائه للإسلام وأهله تكررت، وأصمّت آذاننا بتبريرات عقلية ما أنزل الله بها من سلطان: على أساس أنّه ناشط حقوقي، وسيحافظ على ممارسة الشعائر الدينية، وأنّه أفضل من السبسي، على الأقل فهو لم يكن من أزلام بن علي، ولم تتلطخ يداه بدماء أهل تونس وكذلك لم تمتلئ جيوبه بالمال الفاسد وأنّه ابن الشعب والمدافع الرسمي عن الثورة...
إضافة إلى أنّ في انتخابه قطع الطريق أمام رجال الاستبداد من النظام السابق للتغول في السلطة خصوصا بعد فوز نداء تونس - التجمع المرسكل - في الانتخابات التشريعية وغيرها من التعليلات العقلية التي لا تمت للشرع بصلة.
فأصبح الاختيار بين السيئ والأسوأ، وكأنّ قدرنا أن نبقى دائما في مستنقع الرأسمالية نلتقط من مزبلتها أفضل القمامة، ونبحث بين سيئيها عن أفضلهم، ولا نرنو إلى الانعتاق بالإسلام العظيم الذي لم يترك لنا شاردة ولا واردة إلا وأوضح لها حكمها، وبينّ لنا تفاصيلها مصداقا لقوله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾.
فهل تناسى أصحاب تلك الدعوات أنّ هذا الشعب الطيب العريق ملّ الاختيار بين السيئ والأسوأ؟؟؟ وأصبح سقف مطالبه أعلى من قبل، وأنّ المشكلة ليست في شخص الحاكم بل تكمن في النظام الذي سيطبقه والدستور الذي سيحكم به. فالمرزوقي أو السبسي أو غيرهم سواء ما داموا سيطبقون علينا الرأسمالية العفنة التي أشقت أصحابها، وسيحكموننا بدستور يضادد الله في تشريعه، دستور تمت صياغته في دهاليز المخابرات الغربية وشارك في كتابته المستعمرون وأذنابهم من العملاء والخونة، ورضي عنه حكام الشرق والغرب والله يقول في محكم تنزيله: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، دستور يمنع عنا الخير في تطبيق أحكام ربنا.
ناهيك على أنّ المرزوقي إنسان علماني وقد صرح بها بلسانه في إحدى القنوات الفرنسية، كما استهزأ بالشريعة ولخصها في أنّها مجرّد حدود لقطع يد السارق والزاني... تُنفذ يوم الجمعة أمام جامع الزيتونة.
إضافة إلى أنّه لا يقيم للشرع وزنا لا في سلوكياته ولا في أفكاره ولا في برنامجه ولا في تصرفاته.
فأي دعوة هذه؟؟؟ وأي تخاذل هذا؟؟؟ وأي انبطاح هذا؟؟؟ فاتقوا الله في أنفسكم يا مَن المفروض أنّكم ورثة الأنبياء والرسل، يا من تدعون زورا وبهتانا أنّكم علماء هذه الأمة ومشايخها!!! فالأولى بكم أن تستنهضوا الهمم، وتشحذوا العزائم لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة متبعين طريقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحيدون عنها قيد أنملة، والعمل مع المخلصين الجادين العاملين لإيجادها في واقع الحياة بدل هذه التبريرات، وهذه التعليلات المخزية التي لم تزد الأمة إلا خبالا وخسرانا في الدنيا والآخرة. وها هو حزب التحرير منكم وإليكم يدعوكم إلى عز الدارين، ويعرض عليكم دستورا مؤصلا مفصلا من الكتاب والسنة: ترضون به ربكم، وتقهرون به عدوكم، وتستعيدون به مجدكم.
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنين إسلام