خبر وتعليق ويبقى اللاجئون السوريون كالمستجير من الرمضاء بالنار
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
"في تقرير أذاعته قناة العربية اليوم الجمعة 14/11، أعلنت منظمتا إغاثة دوليتان أن دول الجوار قلصت بشدة من أعداد السوريين المسموح بدخولهم إلى أراضيها لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين، وقد انخفض عدد اللاجئين بنسبة 88% في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي مقارنة بالمتوسط الشهري لعام 2013 حيث انخفض إلى 18453 لاجئا من 150 ألف لاجئ، فقدرة الدول المضيفة وصلت إلى أقصاها والمجتمع الدولي تخلى عن أبسط التزاماته اتجاه اللاجئين كما قال الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي. وذكر التقرير أن ضخامة عدد اللاجئين تمنع تلك الدول من القيام بالخدمات الإنسانية تجاههم من تأمين المأكل والمسكن والمدارس للأطفال حيث لم تصل المساعدات المالية اللازمة لذلك مما وضعهم في عجز مالي وخصوصا لبنان.. وهذا أدى إلى كوارث عديدة في التعليم والغذاء وعلى المستوى الطبي والسكن خاصة مع حلول موسم الشتاء فمخيماتهم غير مجهزة لمواجهة البرد والمطر، مما خلق أزمات وصفها البعض بالعنصرية بين اللاجئين وأهل المنطقة".
التعليق:
أصبحت سوريا في الوقت الراهن - حسب وصف مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة - أكبر حالة طوارئ إنسانية، حيث اضطر نحو نصف السكان للنزوح عن منازلهم، فقد فر واحد من بين ثمانية سوريين عبر الحدود، كما أن هناك 6.5 مليون نازح داخل سوريا، وتصل أعداد كبيرة من الأسر إلى مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة وهي في حالة من الإرهاق والخوف، حيث أمضى بعضهم أكثر من عام في التنقل من قرية إلى أخرى داخل سوريا، بحسب الوكالة الأممية. وكما هو معلوم فإن معظم أولئك اللاجئين والنازحين من النساء والأطفال. وقد فرت غالبيتهم إلى دول مجاورة (لبنان والأردن وتركيا والعراق)، ويحتل لبنان الكثافة الأعلى بينهم (1.14 مليون شخص). وإن المأساة المستمرة في سوريا - في ظل التآمر والصمت الدولي والذي يحاول إجهاض هذه الثورة بكل الوسائل والسبل والحيل، وثبات أهل الشام وعدم خضوعهم لتلك المؤامرات - أطالت فترة الحرب وحمّلت هؤلاء الناس مزيدا من المصاعب والمآسي بمختلف أشكالها وصورها داخل سوريا وخارجها في هذه المخيمات.. وحتى الجهود والمساعدات الإنسانية التي يفترض من المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة القيام بها إنسانيا على الأقل لم ترتق للمستوى المطلوب إنسانيا..
إن تضخيم تصوير الأعباء الاقتصادية بسبب هؤلاء اللاجئين على دول الجوار وكأنها هي السبب في تلك الأوضاع المتردية أصلا ما هو إلا وسيلة أخرى لإثارة الرأي العام ضدهم ورفع وتيرة العداء لهم وأنهم السبب في هذا، ناهيكم عن التضخيم الإعلامي لهذا ولتأثيرهم حتى على الأوضاع الاجتماعية والسلوكية لسكان تلك البلاد.. بحيث أصبح عدد منهم ينفرون ويخافون منهم بدل تعاطفهم واستضافتهم لهم. ويتضح هذا في أقوال وزراء خارجية بعض هذه الدول في المؤتمر الذي عقد قبل حوالي أسبوعين في برلين في ألمانيا أواخر تشرين الثاني الماضي والذي اجتمع فيه وزراء خارجية وممثلو 40 دولة لتنسيق الدعم الدولي للاجئي الحرب في سوريا، والذي قال فيه جبران باسيل وزير خارجية لبنان أن وجود اللاجئين السوريين في لبنان يشكل مأساة يومية ليس فقط عليهم بل على حياة اللبنانيين، فلبنان يحتاج لاقتسام تلك الأعباء مع الدول الأخرى، وكذلك صرح ناصر جودة وزير الخارجية الأردني أن بلاده استنزفت قدراتها على مساعدة اللاجئين السوريين.. وكما ورد في مقابلة مع فاليري أموس منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة والتي قالت أن أوضاع اللاجئين السوريين تزداد تدهورا، فينبغي تقديم الدعم للدول المجاورة، وأن عمليات الإغاثة تواجه عراقيل كثيرة خاصة مع انتشار الجماعات المسلحة في العديد من مناطق سوريا حسب قولها، وتناقص تعاطف الناس المستضيفة لهم مما يتطلب حلا سياسيا عاجلا خاصة مع قدوم فصل الشتاء وما يعنيه هذا من أوضاع مأساوية للأطفال والنساء..
إن كل هذا استغلال من الأنظمة لمأساة هؤلاء السوريين والتسول على حسابهم.. وكذلك محاولة لتمرير المؤامرة ضد الثورة ومطالبها باستغلال مأساتهم وأوضاعهم كورقة ضغط عليهم لقبول الحلول التآمرية والرضوخ للإملاءات الغربية في إبقاء النظام نفسه مع تغيير الوجوه والتي رفضها أهل الشام طوال الأعوام الثلاثة الماضية ولا زالوا صابرين صامدين رغم كل التضحيات.. وإننا نسأل الله لهم الثبات في وجه كل مؤامرات الغرب وأعوانه وأدواته، ليتحرروا من دول الكفر وينهوا نفوذهم ولا يسمحوا لهم بالتدخل والتآمر على ثورتهم المباركة، وأن تستمر الثورة حتى يسقطوا النظام بكل رموزه وأشكاله وأركانه، وأن يثبتوا حتى يقيموا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إن شاء الله.. ليصدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «أتدرون ما يقول الله عز وجل بالشام؟ يقول: أنتِ صَفْوَتِي مِنْ بِلادِي، فِيكِ خَيْرَتِي مِنْ عِبَادِي، وإليكِ المحشر».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي