الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق على خلاف جدار برلين الذي سقط بـ"إرادة الشعب"، سيسقط جدار الفصل العنصري بـ"إرادة الله"! (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


حفرت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين ثقبا في جدار الفصل الإسرائيلي "جدار الفصل العنصري" إحياءً لذكرى سقوط جدار برلين وتذكيرا للعالم بأن الجدار غير القانوني الذي بنته إسرائيل لتقسيم فلسطين، لا يزال نقطة ضخمة من معاناة الفلسطينيين ورمزا واضحا للاحتلال والقمع الإسرائيلي المستمرين. (أنباء الشرق الأوسط - الجزيرة)


التعليق:


بغض النظر عن عدد الصيحات التي يطلقها الفلسطينيون إلى المجتمع الدولي، المنظمات الدولية أو أصحاب النفوذ من أجل التحرر، فإن دعواتهم تصل إلى آذان صماء: رجع صدًى للفشل المتكرر في الاستجابة لمعاناة الناس الأكثر ضعفا على وجه الأرض. بصرف النظر عن هذا الكلام، لا يكاد يكون هنا أي دعم عسكري أو سياسي من أي من الدول القائمة في البلاد الإسلامية وحكامها، لذلك دفعت غريزة البقاء الفلسطينيين لبدء التفكير في طرق أخرى للدفاع على حقهم في العيش بكرامة وشرف واحترام أراضيهم، على الرغم من أن بعض أفعالهم لم تخرج عن مستوى الرمزية فقط. ونتيجة لذلك، بدأ الفلسطينيون بالتمسك ببشرى عودة الإسلام وكذلك الأحداث التاريخية مثل سقوط جدار برلين، أملا في مستقبل أفضل. على هذا النحو، فمن الأهمية بمكان أن نفهم لماذا وكيف يقارن جدار الفصل العنصري ويتناقض مع جدار برلين، على الرغم من أنه قد يبدو وكأنه مماثلا في القضية:


1- من المثير للاهتمام أن نرى كيف أنّ قوى الظلم التي بنت الجدار تدعو الجانب الآخر "الفاشيين" لكسب الرأي العام. الجدار عادة يمنح ميزة لجانب على آخر، وبالتالي مزيداً من العائلات المشتتة، وقطع مصادر كسب العيش، وتقييد حرية الحركة من خلال تأشيرات الدخول في الظروف الخاصة (مثل المتقاعدين المسنين، أسباب مهنية) أو قد يتم رفض الدخول دون إبداء أي سبب. خلافا لفلسطين، فإن لم تواجه احتلالا من كيان يهودي أجنبي. على الفلسطينيين أن يحصلوا على تأشيرة من المحتل الغاصب من أجل التنقل داخل بلدهم لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، ويحرمون منها أكثر من مرة لأسباب تعسفية بحتة. ومع ذلك، فإن القوة الإسرائيلية المحتلة كانت دائما حرة في الغزو والإغارة على الجانب الآخر من الجدار مع حصانة متزايدة وغير مسبوقة وبدون قيود ومساءلة. في حين يقمع كل من يحاول المساس بهذا الجدار من أهل فلسطين ويعتبر رد فعلهم "تطرفا" وإرهابا".


2- ليس من المستغرب أن نرى موافقة ضمنية للولايات المتحدة في كلتا الحالتين، لدعم قرار بناء جدار لفصل الناس عن بعضهم البعض، كما أنها تقع ضمن أجنداتها الأيديولوجية وسياسة "فرّق تسد" التي جرّبتها واختبرتها. بالنسبة لجدار برلين، لأن الولايات المتحدة كانت تتوقع فشل وسقوط الشيوعية في ألمانيا، واستغلت هذه الفرصة للترويج للرأسمالية كنظام حياة بديل. بهذه الطريقة، سوف يبدأ الألمان مثل باقي الأوروبيين تماما في التفكير في تبني طريقة عيش مماثلة للأمريكيين، مما يقلص من تهديدات أحلام القوة الإمبريالية الأمريكية. أما بالنسبة لجدار الفصل العنصري، فالولايات المتحدة تتوقع عودة الإسلام كطريقة عيش في فلسطين مثل أي مكان آخر في العالم الإسلامي، واستغلت هذه الفرصة لتعمّق الفصل العنصري أكثر من أجل قمع الصحوة الإسلامية. على الأقل في الوقت الراهن، بحجة "حماية" اليهود تسعى لضمان الحد الأدنى من تهديد مصالحها في الشرق الأوسط. ومن المعروف جيدا في الفناء المقدس للرأسمالية، فإن الإنسانية والدم لا معنى لهما عندما يتعلق الأمر بتهديد مصدر رئيسي لمصالحها، وبهذا يكون بناء الجدار العازل لتدمير الحياة المتناغمة والطبيعية قد أصبح أداة مثالية للعزل.


3- في الصراع الإيديولوجي، سقوط الجدار لا يعني فقط تآكل الحاجز المادي ولكنه يدل على ضربة مميتة لأيديولوجية قائمة وولادة تغيير سياسي جذري بديل. في الحالة الفلسطينية، يعني إعادة ولادة الخلافة الإسلامية التي ستطرح الجدار أرضا إن شاء الله ويكون شكل الحكم فيها حكما عادلا لجميع رعاياها بغض النظر عن دينهم. خلافا لجدار برلين، فإن الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم يتشاركون القضية مع الفلسطينيين، مما يجعلنا نعتقد بقوة أن جدار الفصل العنصري سيسقط مثلما سقط جدار برلين، ولكن الفرق الأكبر هو السبب الذي من أجله يسقط الجدار. سقط جدار برلين بـ"إرادة الشعب"، إلا أن جدار الفصل العنصري سوف يسقط بـ "إرادة الله" من أجل إعادة حكم الله في بلاد المسلمين مرة أخرى تحت ظل الخلافة، وحكم الناس بالعدل، مما يخرجهم من ظلمات العبودية للإنسان إلى نبراس حكم الله سبحانه وتعالى وحده. سيسقط الجدار ليس فقط لأن الظلم المذل والمستبد المحتل لا زالا يخيّمان على الفلسطينيين، بل لأن الأمر أصبح يؤثر سلبا على المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين يرفضون أن يكونوا عبيدا لأي شيء آخر غير الله سبحانه وتعالى.


على الرغم من أن هذا الجدار العنصري الظالم وجد بدعم وتمويل من الغرب والحكام المسلمين، فإن كلمة الحق سوف تبقى دائما الدافع الأقوى والإيمان القوي للمسلمين بقدرة الله ستكون أقوى سلاح ضد أي جدار مادي أو عقلي من الظلم والطغيان. إنه رابط العقيدة الإسلامية الذي يربط جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو الرابط الذي لا يمكن فكّه مهما يقوم به الكفار ومهما يحملون له من كره. ومع ذلك، النصر لا يأتي ليطرق باب أحد، لأنه لا بد للمسلمين أن يتحدوا، ويسعوا، ويناضلوا ويعملوا جادين من أجل الوصول إلى باب النصر وطرقه، ولا بد أن يدعو الله في الآن نفسه بأن يمنحهم إياه، خلافة راشدة على منهاج النبوة.


في الوقت نفسه، ما يدعو للحيرة حقا هو مواصلة الكفار الاعتقاد أن جدارا، مهما كان حجمه أو شكله، قد يمنع الله سبحانه وتعالى من أن يجعل المسلمين يقاتلونهم بأي عتاد وعدة لديهم حتى يظهر الحق على الباطل. فلم يتخذ الكفار حذرهم بعد من الآية التالية في القرآن الكريم، وهي ليست فقط جزءًا يكشف عن معلومات منحها الله سبحانه وتعالى، ولكن أيضا مصدر ارتياح كبير للمسلمين من تعزيز صمودهم على حمل الإسلام كنظام حكم حقيقي ووحيد.


﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أديان - أستراليا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع