خبر وتعليق ارتفاع مروع في التفكير بالانتحار عند الأطفال في بريطانيا (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
كشفت مؤسسة خط الأطفال وهي مؤسسة بريطانية خيرية تعنى بالأطفال أن نسبة الأطفال الذين اعترفوا بمحاولة الانتحار ارتفع إلى 43% خلال عام.
حيث أوضحت خدمة الاستشارات وصول عدد أكثر من 34.000 استشارة لأطفال تحدثوا عن محاولاتهم قتل أنفسهم في عام 2014/2013 أي بزيادة 116% عن عام 2011/2010.
حيث إن ما يقرب من 6000 من هؤلاء الأطفال حسب قول لأحد المستشارين حاولوا الانتحار سابقا، بزيادة 43٪ عن العام السابق.
ويقال إن الترهيب على الإنترنت هو السبب الرئيسي وفقاً لتقرير جديد نشرته NSPCC، التي تدير الخدمة.
وقال بعض الشباب أيضا لخط الأطفال أن ميولهم الانتحارية هي نتيجة ما يشاهدونه على مواقع الإنترنت من مواد فاسدة.
قالت مؤسسة خط الأطفال استير رانتزن الخيرية أنها تتلقى حالياً "مكالمات أكثر من أي وقت مضى من الأطفال الذين هم "غير راضين بشدة"، وأضافت أيضاً "أنه من الصعب تعليل سبب التعاسة لهذا النمو، وما إذا كان هذا هو عرضاً من أعراض ضغوط الحياة لدينا، أو إذا كان عزلة الكثير من الشباب بسبب عوامل أخرى في الأسرة".
والحقيقة هي أن الأطفال أكثر من أي وقت مضى يخبرون خط الأطفال أنهم تكتنفهم أفكار انتحارية، هؤلاء هم الأطفال الذين يشعرون أنهم غير قادرين على طلب المساعدة من أي شخص آخر. (المصدر: هافينغتون بوست 2014/10/31).
التعليق:
مثل هذه الإحصاءات يجب أن تجلب العار على أي مجتمع بأن يثني على نفسه بأنه متحضر، مع وجود أعلى المعايير للحياة، المنبثقة من الديمقراطية والحريات والليبرالية باعتبارها القيم التي يحملها مجتمعهم. هذه القيم الغربية هي السبب الرئيسي لتعرض الأطفال للصور البذيئة من التلفزيون والسينما، فضلا عن ثقافة البوب وتوزيعها الجماعي من خلال مواقع الشبكات (الاجتماعية). وقد أتاح التركيز على مدى الحريات الفردية والثقافة التي يتم فيها التركيز على الحقوق بدلا من المسؤوليات، مما يؤدي إلى أجواء من الفردية، وعدم تعرضهم للمحاسبة.
ومع وجود آباء يعملون لساعات أطول من ذي قبل، يلاحقون ملذاتهم الخاصة والشخصية ويضعون رغباتهم قبل احتياجات أطفالهم فلا عجب أن الإهمال النفسي هو سبب رئيسي في الاكتئاب والأفكار الانتحارية للأشخاص الأكثر ضعفًا بينهم.
حيث تم التقليل من أهمية فهم قيمة الحياة وهذا العالم، وفهم مكانهم، ومسؤولياتهم، وكيفية شق طريقهم من خلال ذلك، فهو فشل واضح، وليس فقط للوالدين بل للمجتمع بأكمله والنظام الرأسمالي هو الذي يسمح بتعريض حياة المواطنين للهلاك نتيجة عدم القدرة على تحديد الأولويات الأيديولوجية وتوجيه الجماهير في اتجاه مثمر.
إن نظام الإسلام يضع حياة الأسرة في مكانة عالية، ويعمل بالتوازي مع كل هياكل الدولة وآلية اجتماعية لدعم الرجال والنساء.
فبدلاً من التركيز أكثر على الاستهلاك مما يساهم إلى حد كبير في سرقة الأسر والوقت معا، عوضا عن ذلك يجب وضع التركيز على رعاية الرضا والقيم مثل الاحترام والمحبة والرحمة والرفقة التي هي دائمة، وتشكل أساس المجتمع المتحضر.
﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم محمد