خبر وتعليق بعد انفضاحها في مصر؛ ديمقراطية أوباما تنفضح مجددا في تونس
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أصدر الرئيس الأميركي «باراك أوباما» بيانا يوم الاثنين 27/10، هنّأّ فيه الشعب التونسي على الانتخابات التشريعية التي أجراها والتي وصفها بالديمقراطية.
وقال الرئيس الأميركي في بيانه "باسم جميع الأميركيين أهنئ شعب تونس على الانتخاب الديمقراطي لبرلمان جديد، وهو مرحلة مهمة في الانتقال السياسي التاريخي لتونس. واعتبر «أوباما» أن التونسيين واصلوا بانتخاباتهم إلهام الناس في منطقتهم وفي العالم كما فعلوا خلال ثورة 2011، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تكرر التزامها بدعم الديمقراطية في تونس وإقامة شراكة مع الحكومة المقبلة للاستفادة من الفرص الاقتصادية وحماية الحرية وضمان الأمن لجميع التونسيين."
التعليق:
بالأمس القريب عبّر أوباما عن تأييده لسفاح مصر بوصفه بأنه "شريك رئيسيّ للولايات المتحدة" رغم أن ما قاده من انقلاب قد ضرب عرض الحائط بإرادة الناس وما أفرزته صناديق الاقتراع في مشهد فاضح يعرّي ديمقراطيته ويجعلها كصنم الحلوى الذي يأكله عابده حين الجوع.
ثم تأتي انتخابات تونس المهزلة والتي قاطعها أكثر من خمسة ملايين تونسي؛ والتي سمّاها البعض بـ"الانقلاب الأبيض" حيث النتائج تشير إلى أن الفوز من نصيب حزب النداء الواجهة الجديدة للحزب الذي حكم تونس لعقود وذاق الناس أثناء حكمه صنوف العذاب وثاروا عليه ثورة عارمة؛ يأتي أوباما معها مهنئاً أن افرحوا قد لحقتم بركب الديمقراطيين.
أين حكم الشعب للشعب يا أوباما ونصف الشعب أو أكثر رفض أن تتلطخ يداه في مسار زائف يختطف إرادتهم ويجعل من يرضى عنه الأرباب فقط في الكراسي والبرلمانات.
أين نرى إرادة الشعب والأغلبية، والأصوات الممنوحة للنداء ضئيلة جدا مقارنة بالرافضين له والتمثيل النسبي في البرلمان سيجعل لمن له وزن الريشة وزنا وتأثيرا وصوتا يسمع.
إن أوباما هو أول العارفين بحقيقة الديمقراطية وزيفها ودجلها وأنها فكرة خيالية لا يمكن تطبيقها ولا يمكن لشعب أن يحكم نفسه بنفسه؛ وهو أول العارفين أنّ الصورة المسوّقة للديمقراطية والتي فرشاتها وألوانها الشعب والإرادة والأغلبية هي تناقض حقيقتها وهو يعلم علم اليقين أن لا وزن لها عنده ويتصرف وفق ذلك إذا تعارضت مع المصالح.
وما حدث من ثورات في مصر وتونس وغيرها هي أشبه ما يكون عنده بالفيروسات التي تصيب برامج الحاسوب فيحتاج الأمر تحديثا قصد تجاوز الخلل؛ مع مراعاة أن يصاحب التحديث حفظ للملفات القديمة للبرنامج مع التعديل عليها وإضافة بيانات جديدة ليكون البرنامج في نسخته الأخيرة يواكب المتغيرات؛ والنسخ الأخيرة في كل من مصر وتونس وغيرها والتي ترضى عنها أمريكا وبريطانيا ودول الكفر قاطبة هي النسخ التي تعود فيها القبضة الفولاذية على البلد بأي صيغة تكون سواء رضي عنها الناس أم لم يرضوا؛ النسخ التي تعيد "الماكينة" كما يسميها التجمعيين إلى سالف عهدها وتكون المصالح مقضية مرضية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس - تونس