خبر وتعليق حية سوداء في ليلة ظلماء تطول لقاح أطفال أبرياء
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
الجزيرة نت - أبدى الأهالي والناشطون غضبهم من وصول لقاحات فاسدة إلى ريف إدلب وتسببها في مقتل وإصابة العديد من الأطفال، وحمّلوا الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية ما حدث.
وكان 15 طفلا قتلوا بريف معرة النعمان وأصيب قرابة مائة آخرين بحسب المستشفيات الميدانية التي أكدت أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن اللقاحات فاسدة.
وأكدت مديرية صحة إدلب أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل من منظمة الصحة العالمية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن حدوث اختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجح أنهم من النظام الذي يسعى لاستهداف القطاع الصحي لسوريا الحرة وخلق البلبلة، وفق ناشطين.
التعليق:
لست في هذا المقام بصدد التحقيق في هذه الجريمة الحاقدة التي طالت أطفالنا في الشام... فأيا كان وراء هذا العمل الإجرامي أهو النظام السوري المجرم أم منظمة الصحة العالمية أم الائتلاف السوري العميل فكلهم لا يرعى حرمة لدم مسلم طفلاً أكان أم شيخاً...
فهذه ليست المرة الأولى التي أثبت فيها النظام إجرامه وحقده على أطفال الشام... فبالأمس القريب ارتكب مجزرة بحقهم في الغوطة الشرقية بريف دمشق وقتل المئات بالمواد الكيميائية السامة... فهذه العملية إنما هي حلقة في سلسلة الإجرام والحقد من النظام المدعوم من أمريكا الحاقدة التي تضع كل ثقلها لإجهاض ثورة الشام التي خلطت أوراقها وفاجأتها بثورة غير متوقعة والتي تسعى لإخضاع أهلها وجلبهم إلى حظيرتها... خوفاً ورعباً من توجههم الذي ظهر واضحا جليا في مطالبتهم بتحكيم شرع الله وإقامة حكم إسلامي يغير النظام العالمي كله... هذا التغيير القادم الذي سيقتلع نفوذهم من الشام والمنطقة بأسرها ويقتلع ربيبتهم دولة يهود من المنطقة ويحرر الأقصى، بل سيضع حداً لهيمنة أمريكا على العالم ويضع حجر الأساس لنهاية الحضارة الرأسمالية العفنة التي أورثت البشرية الويل والثبور.
ويقابل هذا المشروع الإسلامي العظيم مشروع أمريكي خبيث تستخدم فيه أمريكا كل أدواتها للتصدي له... فتستخدم تارة تركيا لاحتواء المجاهدين والسياسيين أو لنقل الثورة وتارة تستخدم الجامعة العربية لإعطاء المهل وإطالة عمر النظام لأخذ فرصة أكبر لترتيب أوراقها... وتارة تستخدم مجلس الأمن فتختبئ خلف الفيتو الروسي... ثم بعد كل هذه المحاولات التي لم تجد نفعاً... لجأت أمريكا إلى إثارة الفتنة بإشغال الكتائب مع بعضها البعض في اقتتال لا يرضى عنه رب العالمين ولن يكون إلا لصالح أمريكا...
ثم حشدت أمريكا كل عملائها من الحكام ومن الرأي العام الدولي تحت عنوان محاربة الإرهاب "تنظيم الدولة" وفي الحقيقة هي لا تريد القضاء على تنظيم الدولة فحسب بل القضاء على كل ما هو إسلامي وكل ما له علاقة بالمشروع الاسلامي الذي تحاربه... فالإرهابي بنظر أمريكا هو من يرفض الولاء لها ويطالب بتحكيم شرع الله...
ثم طلبت من عميلها الائتلاف بأن يوجه نداءً إلى المجتمع الدولي لضرب تنظيم الدولة ليكون لها ذريعة في التدخل في سوريا والقضاء على الإرهاب أو بعبارةٍ أخرى القضاء على مشروع الخلافة...
فمشروع الخلافة سيدمر مشروع أمريكا التي طرحته في جنيف2 بإقامة دولة مدنية وتشكيل حكومة انتقالية مشتركة تضم أعضاء من النظام وأعضاء من المعارضة وتأمين خروج آمن لبشار الأسد وسن دستور ليس له علاقة لا بالإسلام ولا بمطالب الثوار... فتضيع كل تلك التضحيات في مهب الريح...
الأمر الأساسي الذي يضمن نجاح الثورة والوقوف سداً منيعاً أمام مشروع أمريكا ويضمن حماية أهل الشام وأطفال أهل الشام... هو وقف الاقتتال بين الثوار والكتائب هذا الاقتتال الذي أرهق المجاهدين وأضعفهم، يقول تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾... وأن تتجمع كل الكتائب والألوية على مشروع إسلامي واضح المعالم بكل ما يحتويه من نظم... بوحدة الصف ووحدة المنهج سيضرب الثوار مشروع أمريكا ويسقطونه...
وبالمشروع الإسلامي يضمن الثوار مرضاة الله وبالتالي نصر الله وهذا ما وعد الله، والله لا يخلف الميعاد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس المقدسية