خبر وتعليق إعلام موجه داخل في الصراع الدولي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
عقد حزب التحرير مؤتمراً إعلامياً عالمياً بعنوان "غزة ... بل كل فلسطين تستنصر جيوش المسلمين" بيروت - لبنان في 19 شوال 1435هجري الموافق 2014/8/15م. وقد أكدت كلمات الممثلين الإعلاميين لحزب التحرير من مصر والأردن وتركيا ولبنان على أن الواجب تجاه فلسطين هو تسيير الجيوش لتحرير غزة بل كل فلسطين ثم وجهوا النداء لأهالي وأقارب الضباط والجنود من أجل حثهم على نصرة غزة وتحرير الأقصى والقيام بواجبهم العسكري تجاه أمتهم وعدم الانصياع لأوامر الحكام المهينة!!.
التعليق:
إن هذا المؤتمر هو مؤتمر إعلامي عالمي إلا أن اللافت للنظر هو عدم تغطية وسائل الإعلام -إلا من رحم ربي- لفعاليات المؤتمر رغم الدعوات التي ترافقت مع الدعاية الإعلانية المميزة للمؤتمر على صفحات ومواقع "التواصل الاجتماعي" (الفيسبوك، التويتر).
لم الاستغراب؟ فلغاية الآن لا يوجد إعلام صادق يطرح قضايا الأمة عن وعي وإخلاص، فالموجود فقط هو إعلام موجه داخل في الصراع الدولي.
لم الاستغراب؟ فهدف المؤتمر لا يناسب مصلحة الحكام وأسيادهم لأن مخاطبة الجيوش وحثها على التحرك والتفلت من قيود حكامها لتخرج من ثكناتها نصرة لأمتها لا يقع ضمن تطلعات هؤلاء الحكام والغرب الكافر..
إن وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية عندما تطرح قضايا المسلمين تقدمها على أنها قضايا وطنية أو نزاعات محلية بعيدة عن كونها قضايا إسلامية فضلا عن أن يكون حلها إسلاميا...
فقضية فلسطين مثلا اختزلت حتى أصبحت قضية للفلسطينيين ثم اختزلت حتى أصبحت قضية عباس أو حماس...
ولا يخفى على أحد الدور التضليلي الخطير الذي تمارسه وسائل الإعلام في طمس حقائق قضايا المسلمين لأنها تابعة لسياسات الدول الكبرى، والدول المهيمنة في العالم أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا تحتكر أكثر من 90% من وسائل الإعلام العالمية، وهي رقميا تمتلك أكثر من 70،000 محطة إذاعية، بالإضافة إلى 50،000 محطة تلفزيونية... أما فيما يتعلق بالأخبار والصحافة ووكالات الأنباء فأكثر من 90% من الأخبار تصدر عن 5 وكالات أنباء هي (رويترز البريطانية، أسوشيتدبرس الأميركية، اليونايتدبرس الأميركية، ووكالة الصحافة الفرنسية، ووكالة الأنباء الألمانية)، فهذه الوكالات الخمس الإعلامية الإخبارية تحتكر الإعلام السياسي في العالم. فكل وسائل الإعلام تصوغ الخبر والمعلومة بالطريقة التي تريدها هي حتى يحقق لها مصالحها، فهناك عملية فبركة للحدث أو صناعة للخبر..
وما يحصل في غزة خير مثال على ذلك، فوسيلة تنقل الخبر لصالح كيان يهود عندما تسلط الضوء على حق دولة يهود بالدفاع عن نفسها لأن من قام بالاعتداء أولا هو الملوم الوحيد. ووسيلة أخرى تركز في أخبارها على الناحية الإنسانية لتبعد الناس عن المفاوضات السياسية التي تحصل وراء الكواليس... ووسيلة تركز على العداء الصهيوني ضد الفلسطينيين خاصة والتغطية والتستر بنفس الوقت على أن عداء اليهود هو للأمة الإسلامية جميعا..
وفي الوقت الذي تهتم وسائل الإعلام بالتغطية الإعلامية لورشة عمل خاصة بقضية محلية لبلد ما، تجدها لم تذكر خبراً أو تحليلاً عن أعمال مؤتمر عقد في بيروت، رغم خطورة القضية التي تناولها...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عبد الله